responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 483
ورود بعض هذه الأفعال تاما

الأفعال الناقصة ماعدا (ما فتئ، وما زالَ، وليسَ) ترد تامة، أي تكتفي بالمرفوع على أنه فاعل ولا تحتاج إلى الخبر المنصوب، وحينئذ يحدث لها معنى فعل جديد لازم، ولا تعد من الأفعال الناقصة.
مثال: قال الله تعالى: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) كان هنا بمعنى حَصَلَ ووُجِدَ فكانَ: فعل ماض تام مبني على الفتح، ذو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة.
وقال تعالى: (فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) أي حين تدخلونَ في المساء، وحين تدخلونَ في الصباح، فتمسون وتصبحون فعلان تامان وفاعلهما.
وقال تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ) أي ما بقيت السموات والأرض، فدامَ: فعل ماض تام مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة، السمواتُ: فاعل مرفوع بالضمة.

زيادة كان

الأصل في كانَ أن تستعمل ناقصة فتحتاج إلى اسم مرفوع وخبر منصوب، مثل: كانَ زيدٌ نائمًا، وتستعمل تامة كما سبق قبل قليل، ولها استعمال ثالث تختص به دون أخواتها وهو أن تكون زائدة فلا تحتاج إلى اسم ولا خبر.
ولاستعمالها زائدة شرطان:
أحدهما: أن تكون بلفظ الماضي لا المضارع أو الأمر.
ثانيهما: أن تقع بين شيئين متلازمين كالفعل وفاعله أو نائب فاعله.
تقول: لمْ يُوجدْ كانَ مثلُكَ، أي لم يوجدْ مثلُك، وقد وقعت هنا بين الفعل ونائب فاعله.
وتقول عند التعجب: ما كانَ أحسنَ الصدقَ، ما: تعجبية في محل رفع مبتدأ، كانَ: زائدة، أحسنَ: فعل ماض، والفاعل مستتر تقديره هو على ما، الصدقَ: مفعول به منصوب، والجملة خبر ما، وقد وقعت كان هنا بين ما التعجبية وفعل التعجب.

حذف نون مضارع كان

يجوز حذف النون من مضارع كان في حالة الجزم، بشرط أن لا يتصل به ضمير نصب، ولا يليه حرف ساكن.
قال تعالى حكاية عن مريم: (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) وأصله أكونُ، فلما دخل الجازم حذفت الضمة فصار أَكُونْ فالتقى ساكنان فحذفت الواو فصار أَكُن، ثم حذفت النون تخفيفا فصار أكُ، وهذا الحذف جائز وليس بواجب.
فإن اتصل به ضمير نصب لم تحذف النون، مثل قوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث ابن صياد الذي ظن عمر أنه هو المسيح الدجال فأراد قتله: (إنْ يكُنْهُ فلَنْ تُسلَطَ عليهِ، وإن لمْ يكنْهُ فلا خيرَ لكَ في قتلهِ) رواه البخاري ومسلم، والشاهد هو أن الفعل المجزوم يكنه اتصل به ضمير نصب فلا يجوز حذف النون منه، فلا يقال: إن يكُهُ، وإلاَّ يكُهُ.
وإعراب يكن في الموضعين هو: فعل مضارع مجزوم بالسكون، واسمها محذوف تقديره هو عائد على ابن الصياد، والهاء: خبرها يعود على الدجال والمعنى إن يكنْ ابنُ الصيادِ الدجالَ فلنْ تسلطَ عليه، لأنك لن تتمكن من قتله.
ويجوز هنا فصل الضمير أي إنْ يكنْ إياه فلن تسلط عليه وإن لم يكن إياه فلا خير لكَ في قتله.
وإن كان بعد الفعل الناقص ساكنا فلا يجوز حذف النون نحو: لمْ يكنِ الْرجلُ حاضرا، فهنا بعد النون همزة وصل وهي تسقط عند الوصل فيتصل الفعل بلام التعريف الساكنة فلا يصح حذف النون فلا يقال: لمْ يكُ الرجلُ حاضرًا.
ثم إذا قلتَ: لمْ يكُ زيدٌ حاضرًا، وأردت الوقوف على لمْ يكُ قلتَ: لم ْ يكنْ أي ترجع النون عند الوقف.

حذف كان

وتختص كان أيضا بجواز حذفها وذلك في موضعين هما:
1 - بعد أَنْ المصدرية، وذلك في كل موضع أريد به تعليل فعل بفعل، تقول: أمَّا أنتَ منطلقًا انطلقتُ.
وأمّا هذه هي أنْ المصدرية المدغمة بما الزائدة، وأصلُ الجملةِ: (انطلقتُ لِأَنْ كنتَ منطلقًا) فقدمت اللام وما بعدها على الفعل بقصد إفادة الاختصاص فصار: لِأَنْ كنتَ منطلقًا انطلقتُ، ثم حذفت اللام وكانَ للاختصار فصار: أَنْ أنتَ منطلقا انطلقتُ، فانفصل الضمير الذي كان متصلا بكان، ثم عوض عن كان بما الزائدة وأدغمت مع أنْ فصار: أَمَّا أنتَ منطلقا انطلقتُ، أي أني انطلقتُ لأنك انطلقتَ، وفي قولك: أَمَّا أنتَ منطلقًا انطلقتُ، أنت: اسم كان المحذوفة، ومنطلقا: خبرها. ومثله أمَّا أنت غنيًا فتصدقْ، وأصلها تصدقْ لِأَن كنتَ غنيًّا ثم جرت فيه نفس الخطوات السابقة.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 483
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست