responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 470
الدرس التاسع عشر من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[26 - 08 - 2013, 12:52 م]ـ
الدرس التاسع عشر

توسط خبر إنَّ وأخواتها

إنَّ وأخواتها لا يجوز أن يتوسط خبرها بينها وبين اسمها فلا يقال: إنَّ قائمٌ زيدًا، إلا إذا كان الخبر ظرفًا أو جارًا ومجرورًا.
مثل: إِنَّ خلفَ الجدارِ حديقةً، وإنَّ في الدارِ زيدًا.
قال تعالى: (إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيمًا) فلدينا: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم لأنَّ، أنكالا: اسم إنَّ المؤخر، و: حرف عطف، جحيما: اسم معطوف على أنكالًا. والأنْكال جمع نِكْل وهي القيود الثقال.
وقال تعالى: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً) في ذلك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم لأنَّ، اللام: للابتداء، عبرة: اسم إنَّ.

متى تفتح همزة إِنَّ ومتى تكسر

أولا: تفتح همزة أَنَّ في كل موضع احتاج فيه ما قبل أَنَّ إلى اسم مفرد.
مثل: ظهرَ أَنَّكَ صادقٌ، فظهرَ: فعل ماض، وأَنَّ: حرف توكيد مصدري، والكاف: اسم أَنَّ، صادقٌ: خبر أَنَّ، وأن المصدرية ومعمولاها بتأويل مصدر هو فاعل ظهر، والتقدير: ظهرَ صِدْقُكَ.
فهنا لو كسرنا همزة أَنَّ وقلنا: ظهرَ إِنَّكَ صادقٌ، لما حصلنا على مصدر لأَنَّ إنَّ ليس بحرف مصدري فيبقى الفعل بلا فاعل.
فحاجتنا إلى اسم مفرد يكون فاعلا أوجبت فتح همزة أن كي نستخلص منها ومما دخلت عليه مصدرا يؤدي هذا الغرض.
ومثل: عُلِمَ أَنَّكَ مجتهدٌ، والمصدر هنا نائب فاعل للفعل عُلِمَ والتأويل: عُلمَ اجتهادُكَ.
ومثل: مِنْ علاماتِ البلوغِ أَنَّ الغلامَ يحتلمُ، والمصدر هنا مبتدأ مؤخر، والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم، والتأويل: من علاماتِ البلوغِ احتلامُ الغلامِ.
ومثل: المعروفُ أنَّ التعلمَ نافعٌ، والمصدر هنا خبرٌ، والتأويلُ: المعروفُ نفعُ التعلُّمِ. ومثل: عرفتُ أَنَّكَ مخلصٌ، والمصدر هنا مفعول به للفعل علمتُ والتأويل: عرفْتُ إخلاصَكَ. ومثل: أكرمتُكَ لِأَنَّكَ مخلصٌ، والمصدر هنا مجرور باللام، والتأويل: أكرمتُكَ لإخلاصِكَ.
فحاجتنا فيما مر إلى الفاعل ونائبه والمبتدأ وخبره والمفعول به والاسم المجرور جعلتنا نفتح همزة أَنَّ لنحصل على المصدر الذي يشغل الوظيفة النحوية المرادة منه.
ثانيا: يجب كسر همزة إِنَّ في كل موضع لا نحتاج فيه إلى اسم مفرد بل نحتاج إلى جملة. وذلك في مواضع منها:
1 - أن تقع إِنَّ في ابتداء الجملة، نحو إِنَّ زيدًا قائمٌ، فهنا لا تقع أَنَّ موضعها لأنه لا بد أن تسبق بشي، ولأنها مصدرية فإذا أولناها بمصدر قلنا: قيامُ زيدٍ، وهذا مفرد وليس جملة ونحن نحتاج جملة مفيدة فلذا كسرت همزة إنَّ.
2 - أن تقع بعد القسم، نحو: واللهِ إنَّ وعدَ اللهِ لحقٌّ، فهنا إِنَّ وقعت في جواب القسم، فوجب كسر همزتها.
3 - أن تقع بعد القول نحو: قلتُ لصاحبي: إِنَّك مخلِصٌ، وبعد القول يأتي مقول القول جملة.
4 - أن تقع بعدها اللام الابتدائية، نحو: علمتُ إنَّ الإسلامَ لحقٌّ، فهنا لا يمكن أن نفتح الهمزة ونقول: علمتُ أَنَّ الإسلامَ لحقٌّ، لأن لام الابتداء لا تجامع إلا إنَّ المكسورة.

لام الابتداء

وهي لام مفتوحة يؤتى بها لقصد التوكيد، وسميت بلام الابتداء لكثرة دخولها على المبتدأ أو ما أصله مبتدأ مثل اسم إنَّ وأخواتها، تقولُ: (لزيدٌ حاضرٌ) فإذا أردتَ توكيد هذه الجملة بمؤكِّد آخر وهو إِنَّ أخرت اللام فقلتَ: إنَّ زيدًا لحاضرٌ.
ولأجل أنها تأخرت وتزحلقت عن المبتدأ إلى الخبر تسمى هنا باللام المُزَحْلَقَةِ.
وتسمى أيضا باللام الفارقة لأنها تُفَرِّق بين إنْ المخففة من الثقيلة إذا أهملت ولم تعمل، وبين إنْ النافية.
بيانه: إنَّ من أدوات النفي (إنْ) نحو إِنْ زيدٌ قائمٌ أي ما زيدٌ قائمٌ، فحينئذ إذا لم ندخل اللام على إنْ المخففة المهملة التي تفيد الإثبات لم يتبين النفي من الإثبات.
تقول إذا أردت إثبات الصدق لزيد: إنْ زيدٌ لصادِقٌ، فإنْ هنا مخففة من الثقيلة مهملة بدليل اللام.
وتقول إذا أردت النفي: إنْ زيدٌ صادقٌ، فإنْ هنا حرف نفي مهمل مبني على السكون.
فدخولها في هذا الموضع واجب لأجل التفريق.

مواضع لام الابتداء

تقدم أنها تدخل على المبتدأ نحو لزيدٌ قائمٌ، أَمّا عند دخول إِنَّ معها في الجملة فتدخل جوازا على أربعة مواضع:
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 470
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست