responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 450
الدرس الثاني والعشرون من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[21 - 09 - 2013, 04:56 ص]ـ
الدرس الثاني والعشرون

تقديم الفاعل على المفعول به

قد ذكرنا أن الأصل أن يقع الفاعل بعد الفعل مباشرة، وتقديمُ الفاعلِ إما واجبا أو ممتنعا أو جائزا.
أولا: التقديم الواجب وذلك في حالتين:
1 - إذا كانَ الفاعلُ ضميرا متصلا بالفعل، مثل: أكرمتُ زيدًا، إذْ لو أخرنا الفاعلَ فقلنا: أكرمَ زيدًا أنا، لانفصلَ الضميرُ مع إمكان اتصاله، وذلك لا يجوزُ.
2 - إذا حصل بتأخير الفاعل التباسه بالمفعول به، مثل: أكرمَ موسى عيسى، فموسى هو: الفاعل وجوبا، وعيسى هو: المفعول به، لأن ضمة الفاعل وفتحة المفعول مقدرتان، لذلك أوجبوا أن يكون الأول هو الفاعل خشية الالتباس.
أما إذا دلت قرينة لفظية أو معنوية على تعيين أحدهما فالتقديم والتأخير جائزان.
مثال القرينة اللفظية: أكرمتْ موسى ليلى، فتاء التأنيث دلت على أن الفاعل هي ليلى ولذلك جاز التأخير.
ومثال القرينة المعنوية: أرضعَتِ الصغرى الكبرى، فالقرينة المعنوية وهي أن الكبيرة هي التي ترضع الصغيرة دلت على أن الفاعل هي الكبرى، ولذلك جاز التأخير.
ثانيا: التقديم الممتنع وذلك في حالتين أيضا:
1 - إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به، مثل: أكرمَ زيدًا أخوهُ، إذْ لو قدمنا الفاعل فقلنا: أكرمَ أخوهُ زيدًا، لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة, وهذا غير جائز.
2 - أن يكون المفعول به ضميرا متصلا بالفعل، مثل: أكرمنِي أخوكَ، إذْ لو قدمنا الفاعل فقلنا: أكرمَ أخوكَ إيَّايَ، لانفصلَ الضميرُ مع إمكان اتصاله، وذلك لا يجوزُ.
ثالثا: التقديم الجائز وهو: ما خلا من موجب التقديم أو التأخير، تقول: أكرمَ زيدٌ عمرًا، وأكرمَ عمرًا زيدٌ.

تقديم المفعول به على الفعل والفاعل

يجوز تقديم المفعول به على الفعل وفاعله، مثل زيدًا أكرمتُ، ومنه قوله تعالى: (فَرِيقًا هَدَى) ففريقًا: مفعول به منصوب مقدم على عامله، هدى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود على الله.
وقد يكون هذا التقديم واجبًا وذلك إذا كان المفعول به اسما له الصدارة في الكلام كأسماء الاستفهام، وأسماء الشرط. تقول: مَنْ ضربْتَ؟ والجواب: ضربتُ زيدًا، فمَنْ: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
وقال تعالى: (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) أيًّا: اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم، ما: زائدة، تدعوا: فعل الشرط مجزوم والواو فاعل، الفاء: رابطة، له: جار ومجرور خبر مقدم، الأسماء: مبتدأ، الحسنى: نعت، والجملة في محل جزم.

فاعل نِعْمَ وبِئْسَ

نِعْمَ وبِئْسَ: فعلان جامدان الأول للمدح والثاني للذم، تقول: نِعْمَ القائدُ خالدٌ، فنِعْمَ: فعل ماض جامد مبني على الفتح، القائدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والجملة في محل رفع خبر مقدم، خالدٌ: مبتدأ مرفوع مؤخر.
وتقول: بِئْسَ التاجرُ زيدٌ، وإعرابه كما سبق، ويسمى خالد بالمخصوص بالمدح، وزيد بالمخصوص بالذم.
ويجوز أن يحذف المخصوص إذا دلَّ عليه دليل قال تعالى يمدح عبده أيوب عليه السلام: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ولم يقل سبحانه نِعْمَ العبدُ أيوبُ، فالمخصوص بالمدح محذوف تقديره هو، أي أيوب عليه السلام.
ويشترط في فاعل نِعْمَ وبِئْسَ أن يكون: معرفا بأل كما في الأمثلة السابقة، أو مضافا إلى معرف بأل، مثل: نِعْمَ جزاءُ المؤمنينَ الجنةُ، وبِئْسَ مثوى الكافرينَ النارُ.
وإذا وقع بعد نِعْمَ وبِئْسَ اسم نكرة وجب نصبه على أنه تمييز، ويكون الفاعل ضميرا مستترا يفسره التمييز.
مثل: نِعْمَ صاحبًا الكتابُ، الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي نِعْمَ الصاحبُ الكتابُ، ومثل: بِئْسَ جليسًا الكاذبُ: الفاعل ضمير مستتر تقدير هو أي بِئْسَ الجليسُ الكاذبُ.

نائب الفاعل

نائب الفاعل هو: ما حُذِفَ فَاعِلُهُ وأُقِيمَ هُوَ مُقَامَهُ.
فمثلا يحذف الفاعل مِنْ: كَسَرَ زيدٌ البابَ، ويوضع المفعول به مكانه فتقول: كُسِرَ البابُ، وإنما يحذف الفاعل لأغراض عديدة كالجهل به أي كنت لا تعرف مَن الفاعل، وقد تكون تعلمه ولكنك تحذفه في الكلام خوفا منه أو خوفا عليه.
وما ينوب عن الفاعل يأخذ أحكام الفاعل السابقة وهي:
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 450
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست