responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 435
أيَا زيدُ، وهَيَا وهي للبعيد أيضا نحو هَيَا زيدُ، ووَا في الندبة كعند رثاء ميت نحو وَا زيدُ، ثم بيّن حكم المنادى الإعرابي فقال: (وإنَّما يُنْصَبُ) المنادى إذا كان (مضافًا كـ يا عبدَ اللهِ، أو شبيهًا بالمضافِ) وهو ما اتصل به شيء من تمام معناه، سواء أكان ذلك الشيء مرفوعا بالمنادى (كـ يا حسَنًا وجْهُهُ) أو منصوبا به ومثل له بقوله (ويا طالعًا جبَلًا) أو مجرورا بحرف، والجار والمجرور متعلقان بالمنادى ومثل له بقوله (ويا رفيقًا بالعبادِ) فبالعبادِ جار ومجرور متعلقان برفيق (أو نكرةً غيرَ مقصودةٍ، كقول الأعمى: يا رجلًا خذْ بيدِي) إذْ ليس المقصود رجلا بعينه، ومثله قول الغريق: يا رجلًا أَنقذني، فهذه الثلاثة أعني المضاف والشبيه به والنكرة المقصودة منصوبة لفظا، ثم بين النوع الذي يكون مبنيا في محل نصب بقوله (والمفردُ المعرفةُ) يقصد بالمفرد: ما ليس مثنى ولا مجموعا ولا نكرة غير مقصودة فيشمل المفرد والمثنى والجمع، والمقصود بالمعرفة هو ما أريد به معين، فيشمل ما كان معرفة قبل دخول حرف النداء عليه مثل: يا زيدُ، فإن العلم معرفة قبل أن يدخل عليه حرف النداء، وما كان معرفة بعد دخول حرف النداء نحو يا رجلُ، تخاطب رجلا معينا، فإنه قبل دخول حرف النداء عليه لم يكن معرفة.
ثم هاهنا إشكال وهو: إذا كانت النكرة المقصودة معرفة فلم لم يذكرها في المعارف من قبل كما فعل غيره من العلماء؟ والجواب: لعله إنما تركه هناك لبيانه له هنا.
(يُبنى على ما يُرفعُ بهِ) لو لم ينادَ (كـ يا زيدُ، ويا زيدانِ، ويا زيدونَ) وهذه معارف قبل دخول يا النداء عليها، الأول منها مبني على الضم، والثاني على الألف، والثالث على الواو (ويا رجلُ لمعَيَّنٍ) وهو معرفة بعد النداء ويسمى بالنكرة المقصودة وهو مبني على الضم في محل نصب.
هذا (فصلٌ) في الكلام على المنادى المضاف إلى ياء المتكلم، والمضاف إلى مضاف إلى ياء المتكلم (وتقولُ: يا غلامُ) بالحركات (بالثلاثِ) أي يا غلامَ، يا غلامِ، يا غلامُ، بدون الياء (وبالياء فتحًا) يا غلامِيَ (وإسكانًا) يا غلامِي (وبالألفِ) يا غلامَا (و) تقول في يا أبي ويا أمي زيادة على اللغات الست (يا أبْتِ ويا أُمَّتِ) بحذف الياء منهما مع كسر التاء، أو بحذف الياء مع فتح التاء فتقول: يا أبتَ ويا أمَّتَ (و) تقول فيما إذا نودي المضاف إلى المضاف إلى ياء المتكلم وكان لفظ أم أو عم (يا ابْنَ أُمِّ، ويا ابْنَ عَمِّ) ويا ابنةَ أُمِّ ويا ابنةَ عمِّ (بفتحٍ وكسرٍ) فتقول: يا ابْنَ أُمَّ ويا ابْنَ أُمِّ، ويا ابْنَ عمَّ ويا ابْنَ عمِّ، وقوله: بفتح وكسر، هو قيد لقوله: يا أبت ويا أمت أيضا (وإلحاقُ الألفِ أوِ الياءِ للأَوَّلَينِ) وهما يا أبت ويا أمّت (قبيحٌ) فلا تقل: يا أبَتا أو يا أبتِي، ويا أُمَّتَا، ويا أُمَّتِي (و) إلحاق الألف أو الياء (للآخَرَيْنِ) وهما يا ابْنَ أُمِّ ويا ابْنَ عمِّ (ضعيفٌ) فلا تقل: يا ابْنَ أُمَّا أو يا ابْنَ أُمِّي، ويا ابْنَ عَمَّا أو يا ابْنَ عَمِّي.
والفرق بين اللغة الضعيفة واللغة القبيحة هو: أن اللغة الضعيفة قليلة الاستعمال عند العرب فمن تكلم بها فهو غير مخطئ ولكنه قد خالف الفصيح الجيد من الكلام، وأما اللغة القبيحة فهي مع قلتها ومخالفتها للفصيح لا يجوز التكلم بها إلا في ضرورات الشعر، وسبب قبحها هنا هو أن العرب لا تجمع بين العوض والمعوَّض عنه، فحينما يقال: يا أبتِ فالتاء هذه هي تاء التأنيث جيء بها عوضا عن الياء المحذوفة لأن الأصل يا أبي، فالتاء عوض والياء معوَّض عنه، فما الداعي إلى الجمع بينهما في مثل يا أبتي!.
فائدة: اعلم أن أداة النداء قد تحذف من اللفظ مع بقائها في التقدير كقوله تعالى: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) أي يا يوسفُ.

(تدريب)

أعرب ما يلي:
1 - قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ.
2 - يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا.
3 - قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست