اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 433
الدرس الخامس والعشرون من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[01 - 10 - 2013, 05:18 ص]ـ
الدرس الخامس والعشرون
منصوبات الأسماء- المفعول به
المفعول به هو: ما وقع عليه فعل الفاعل. مثل: أكلَ زيدٌ الطعامَ.
والمراد بوقوع فعل الفاعل على المفعول به هو: ارتباطُهُ به بحيث لا يُتعقَّلُ الفعل بدون المفعول به.
فمثلا في قولنا: أكلَ زيدٌ الطعامَ، لا يتعقل الأكل ولا يتصور من غير وجود شيء وقع عليه الأكل وهو الطعامَ.
وفي قولنا: ضربَ زيدٌ عمرًا، لا يتعقل الضرب من غير وجود ذات وقع عليها الضرب.
وإنما فسِّر بذلك دفعا لإشكال هو: إنَّ تعريف المفعول به السابق لا يشمل نحو قولنا: ما ضربْتُ زيدًا، فإن زيدا مفعول به مع أنه لم يقع عليه فعل الفاعل لأنه قد نفي وقوعه فما هو جوابكم؟
الجواب: ليس مرادنا بالوقوع هو الوقوع الفعلي في العالم الخارجي بل نقصد به هو توقف تعقل حصول الفعل على محل يقع عليه.
ثم إن الفعل المتعدي إلى المفعول به ثلاثة أنواع:
1 - نوع ينصب مفعولا به واحدا كما تقدم في الأمثلة.
2 - نوع ينصب مفعولين، وتارة يكون أصلهما المبتدأ والخبر وهو ظنَّ وأخواتها، وتارة لا يكون أصلهما المبتدأ والخبر نحو: أعطى زيدٌ الفقيرَ درهمًا.
3 - نوع ينصب ثلاثة مفاعيل، نحو: أخبرتُ زيدًا القمرَ طالعًا.
المنادى
إذا قلنا: يا زيدُ، فهذا كلام مفيد وقد تركب في ظاهره من حرف النداء يا والمنادى زيد، ولكن حرف النداء هنا قد ناب مناب أَدْعُو، فحينئذ يكون زيد مفعولا به لفعل محذوف، والتقدير أَدْعُو زيدًا، ولذا بحث المنادى في ضمن المفعول به.
والمنادى هو: المطلوب إقباله بحرف نائب مناب أدعو.
وقولنا: (المطلوب إقباله) أي الذي تطلب منه أن يقبل عليك بوجهه، نحو قوله تعالى: (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا).
والمنادى قسمان: قسم منه معرب يظهر فيه النصب، وقسم منه مبني في محل نصب.
أولا: المنادى المعرب وهو ثلاثة أنواع هي:
1 - المضاف، نحو: يا عبدَ اللهِ، فيا: حرف نداء مبني على السكون، عبدَ: منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، واللهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
2 - الشبيه بالمضاف وهو: ما اتصل به شيء من تمام معناه، نحو: يا طالعًا جبلًا احذرْ، فيا: حرف نداء، طالعا: منادى منصوب بالفتحة، جبلًا: مفعول به منصوب لاسم الفاعل، وفاعله مستتر تقديره هو.
3 - النكرة غير المقصودة، كقول الأعمى: يا رجلًا خذْ بيدي، فيا: حرف نداء، رجلًا: منادى منصوب بالفتحة، وخذ: فعل أمر وفاعله مستتر، وبيدي: الباء حرف جر، يد: اسم مجرور وهو مضاف والياء ضمير في محل جر مضاف إليه.
فرجلا: نكرة غير مقصودة؛ لأن الأعمى لا يوجه خطابه إلى رجل معين وإنما يوجه خطابه إلى أي رجل.
ثانيا: المنادى المبني وهو نوعان هما:
1 - المفرد العلم، والمراد بالمفرد هنا: ما ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف ولا نكرة غير مقصودة، فيشمل الاسم المفرد والمثنى والجمع، نحو: يا زيدُ ويا زيدانِ ويا زيدونَ.
وبناؤه على ما يُرفعُ به لو كانَ معربًا، فقولكَ: يا زيدُ: منادى مبني على الضم في محل نصب، وإنما بنيته على الضم لأنه اسم مفرد وهو يرفع بالضمة، ويا زيدانِ: منادى مبني على الألف في محل نصب، وإنما بنيته على الألف لأنه مثنى وهو يرفع بالألف، ويا زيدونَ: منادى مبني على الواو في محل نصب، وإنما بنيته على الواو لأنه جمع مذكر سالم وهو يرفع بالواو.
2 - النكرة المقصودة، وهي المعينة كقولك تنادي رجلا معينا: يا رجلُ.
وهو أيضا يبنى على ما يرفع به لو كان معربا، نحو يا رجلُ ويا رجلانِ، ويا رجالُ، ويا عاملونَ.
المنادى المضاف إلى ياء المتكلم
هو معربٌ لأنه مضاف، فهو منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء مضاف إليه، مثل: يا صديقِي.
ويجوز فيه ست لغات وهي:
1 - إثبات الياء ساكنة، مثل: يا صديقِي، ويا غُلامِي.
2 - إثبات الياء مفتوحة، مثل: يا صديقِيَ، ويا غُلامِيَ.
3 - قلب الكسرة التي قبل الياء المفتوحة فتحة فتقلب الياء ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها.
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 433