responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 392
7 - أن لا يكون مفصولا عن معموله بأجنبي، فلا يجوز في قوله تعالى: (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) أن يجعل يومَ معمولا لرجعِهِ لأنه قد فصل بينهما بالخبر قادر وهو أجنبي عن المصدر، بل هو منصوب بفعل محذوف والتقدير يرجعُهُ يومَ تبلى السرائر.
8 - أن لا يتأخر عن معموله، فلا يقال: أعجبني زيدًا ضربُكَ.

استعمالات المصدر

المصدر العامل عمل فعله له ثلاثة استعمالات وهي:
1 - أن يكون مضافا، وهو الأكثر ورودا، وإضافته إما إلى فاعله مثل: يعجبني فهمُكَ الدرسَ، وطاعتُكَ الوالدينِ، وإكرامُكَ الضيفَ، وإما إلى مفعوله مثل: من سوءِ التربيةِ عصيانُ الآباءِ بنوهم، أي من سوء التربية أن يعصي الآباءَ بنوهم فعصيان مضاف إلى مفعوله وبنوهم هو الفاعل، والإضافة إلى المفعول أقل ورودا من الإضافة إلى الفاعل.
2 - أن يكون منونا كما في قوله تعالى: (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ) أي أن يطعم الرجلُ يتيما، فالفاعل محذوف ويتيما مفعول به للمصدر، وقد تقدم هذا في بحث الفاعل.
3 - أن يكون مقترنا بأل، وإعماله في هذه الحالة قليل، نحو: زيدٌ شديدُ الحبِّ أولادَهُ، فأولاده مفعول به للمصدر الذي هو الحبّ.

(شرح النص)

بابٌ: يعملُ عملَ فعلِهِ سبعةٌ: اسمُ الفعلِ كَهيهاتَ وصَهْ ووَيْ بمعنى بَعُدَ واسكتْ وأَعجَبُ، ولا يحذفُ ولا يتأخَّرُ عن معمولِهِ، و (كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ) مُتأَوَّلٌ، ولا يَبْرُزُ ضمِيرُهُ، ويُجزمُ المضارعُ في جوابِ الطَّلَبِيِّ منهُ نحوُ: مَكانَكِ تُحمَدِي أَوْ تستَرِيحِي، ولا يُنْصَبُ.
والمصدرُ كضربٍ وإكرامٍ إنْ حَلَّ محَلَّهُ فعلٌ معَ أَنْ أو مَا، ولم يكنْ: مُصَغَّرًا، ولا مضمرًا، ولا محدودًا، ولا منعوتًا قبلَ العملِ ولا محذوفًا، ولا مفصولًا من المعمول، ولا مُؤخَّرًا عنهُ.
وإعمالُهُ مضافًا أكثرُ نحوُ (وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ) وقولِ الشاعرِ: أَلَا إنَّ ظلمَ نفسِهِ المرءُ بَيِّنٌ، ومنونًا أقيسُ نحوُ (أَوْ إِطْعَامٌ في يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا) وبألْ شَاذٌّ نحوُ: عجبتُ من الرِّزقِ المسيءِ إِلَهُهُ.
.................................................. .................................................. ...................
هذا (بابٌ) في ذكر الأسماء التي تعمل عمل فعلها (يعملُ عملَ فعلِهِ) من الأسماء (سبعةٌ) أحدها (اسمُ الفعلِ) وهي كلمة تدل على معنى الفعل وتعمل عمله ولا تقبل علاماته، وهو ثلاثة أنواع ما هو بمعنى الماضي (كَهيهاتَ وَ) ما هو بمعنى الأمر نحو (صَهْ وَ) ما هو بمعنى المضارع نحو (وَيْ) فهيهات (بمعنى بَعُدَ وَ) صه بمعنى (اسكتْ وَ) وَيْ بمعنى (أَعجَبُ) وهذه الأنواع كلها سماعية والقياسي من اسم الفعل ما صيغ من فعل ثلاثي تام على وزن فعال كنزال بمعنى انزل (و) لاسم الفعل أحكام منها أنه (لا يحذفُ) بل لا بد من ذكره، بخلاف الفعل فإنه يعمل مذكورا ومحذوفا (ولا يتأخَّرُ عن معمولِهِ) فلا يصح أن تقول: زيدًا دراكِ بتقديم المفعول وتأخير اسم الفعل، وأما قوله تعالى (كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ) على أن كتابَ اللهِ مفعول به مقدم لاسم الفعل عليكم والمعنى هو كتاب الله اِلزموه، فـ (مُتأَوَّلٌ) على أن عليكم ليس اسم فعل وكتاب الله مفعول مطلق لفعل محذوف والتقدير: كتبَ اللهُ ذلكَ عليكم كتابًا، فيكون الجار والمجرور عليكم متعلقين بالفعل المحذوف كتبَ (ولا يَبْرُزُ ضمِيرُهُ) فلا يقال صهي وصها وصهوا وصهن بل يقال صه للجميع بلفظ واحد (ويُجزمُ المضارعُ في جوابِ الطَّلَبِيِّ منهُ) أي من اسم الفعل كما يجزم في جواب الطلب من الفعل (نحوُ) قول الشاعر: وقَوْلِي كلمَّا جَشَأَتْ وجَاشَتْ ... (مَكانَكِ تُحمَدِي أَوْ تستَرِيحِي) جشأَتْ: نهضت وثارت من فزع أو حزن، جاشتْ: غلت من الفزع أو الحزن ومعناه قريب من الأول، والضميران المستتران في الفعلين يعودان على نفسه، مكانكِ: اسم فعل أمر بمعني اثبتي، والمعنى هو يقول الشاعر لنفسه كلما ثارت نفسه وغلت من الخوف في الحروب وهمت بالفرار اثبتي فإما أن تحمدي على ثباتك أو تقتلي فتستريحي من الدنيا، والشاهد فيه هو جزم الفعل تحمدي لوقوعه في جواب اسم الفعل الطلبي مكانكِ (ولا
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 392
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست