responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 389
واسمُ الفاعلِ كضَارِبٍ ومُكْرِمٍ، فإنْ كانَ بـ ألْ عَمِلَ مطلقًا، أو مجردًا فبشرطينِ: كونُهُ حالًا أوِ استقبالًا، واعتِمادُهُ على نفيٍ أوِ استفهامٍ، أوْ مُخْبَرٍ عنهُ، أوْ موصوفٍ، وَ (بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ) على حكايةِ الحالِ خلافًا للكِسائِيِّ، وخبيرٌ بَنُو لَهَبٍ على التقديمِ والتأخيرِ، وتقديرُ خبير كظهيرٍ خلافًا للأخفشِ.
والمِثالُ وهوَ ما حُوِّلَ للمبالغةِ من فاعلٍ إلى فَعَّالٍ أو فَعُولٍ أو مِفْعالٍ بكثرةٍ أو فَعِيلٍ أو فَعِلٍ بقلةٍ نحو أَمَّا العسلَ فأنا شرَّابٌ.
واسمُ المفعولِ كمضروبٍ ومُكْرَمٍ، ويعملُ عملُ فعلِهِ، وهما كاسمِ الفاعلِ.
.................................................. .................................................. ...................
(وَ) الثالث مما يعمل عمل الفعل (اسمُ الفاعلِ) وهو اسم مشتق للدلالة على ذات قام بها حدث (كضَارِبٍ ومُكْرِمٍ) الأول على وزن فاعل لأنه من الثلاثي، والثاني على وزن مضارعه مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر لأنه من غير الثلاثي، ولاسم الفاعل حالتان (فإنْ كانَ) مقرونا (بـ ألْ عَمِلَ مطلقًا) بلا شرط نحو هذا الفاتحُ بابَهُ أمسِ (أو) كان (مجردًا) من أل (فَـ) يعمل عمله فعله (بشرطينِ) الأول (كونُهُ حالًا أوِ استقبالًا) لا ماضيًا نحو هذا الفاتحُ بابَهُ الآنَ أو غدًا، (و) الثاني (اعتِمادُهُ على نفيٍ) نحو ما كاتبٌ زيدٌ رسالةً (أوِ استفهامٍ) نحو أكاتبٌ زيدٌ رسالةً (أوْ) اعتماده على شيء (مُخْبَرٍ عنهُ) بأن يكون اسم الفاعل خبرا عن مبتدأ نحو زيدٌ كاتبٌ رسالةً (أوْ) اعتماده على (موصوفٍ) بأن يكون صفة لموصوف نحو: هذا رجلٌ كاتبٌ رسالةً.
(وَ) لا يرد قوله تعالى وكَلْبُهُمْ (بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ) على ما ذكرناه من عدم عمل اسم الفاعل المجرد من أل إذا كان للماضي لأنه (على حكايةِ الحالِ خلافًا) للإمام (للكِسائِيِّ) الذي أجاز عمل اسم الفاعل إذا كان للماضي محتجا بقوله تعالى: وكلبهم باسطٌ ذراعيه، فكلبهم: مبتدأ، وباسط: خبره وهو اسم فاعل، وذراعيه: مفعول به منصوب بالياء لاسم الفاعل، وباسط دال على الماضي لأن البسط قد وقع وانقضى، وأجاب الإمام ابن هشام وغيره بأن هذا على إرادة حكاية حال ماضية وهي حال أهل الكهف، ومعنى ذلك: أن يفرض المتكلم حين كلامه أن القصة واقعة الآن فهو يصفها حتى كأن المخاطب يشاهدها بعينيه وعليه لا يكون باسطٌ ماضيا وإنما هو حاضر، والدليل على ذلك هو الواو في وكلبهم فإنها واو الحال والمعنى هو: ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال حال كون كلبهم يبسط ذراعيه.
(و) لا يرد قول الشاعر (خبيرٌ بَنُو لَهَبٍ) فلا تكُ مُلغِيًا ... مقالةَ لِهْبِيٍّ إذا الطيرُ مَرَّتِ، على ما ذكرناه من اشتراط اعتماد اسم الفاعل على نفي أو استفهام أو مخبر عنه أو موصوف، لأنه (على التقديمِ والتأخيرِ) فخبير خبر وبنو لهب مبتدأ، (وتقديرُ خبير كظهيرٍ) فلا يرد أن خبير مفرد وبنو لهب جمع ولا يخبر بالمفرد عن الجمع (خلافًا للأخفشِ) الذي أجاز عمل اسم الفاعل مطلقا وإن لم يعتمد على شيء مما ذكر، وهذا كلام يحتاج إلى توضيح فنقول:
قد خالف الإمام الأخفش في اشتراط اعتماد اسم الفاعل على ما ذكرنا محتجا بقول الشاعر: خبيرٌ بَنُو لَهَبٍ فلا تكُ مُلغِيًا ... مقالةَ لِهْبِيٍّ إذا الطيرُ مَرَّتِ، خبير: هو من الخبرة وهي العلم بالشيء، بنو لهب: قوم من العرب كانوا يتكهنون اعتمادا على العيافة وهي التكهن بوقوع الأمور اعتمادا على طيور السماء وما يصدر منها من حركات وأصوات، والمعنى هو أن بني لهب عالمون بالعيافة فلا تكن ملغيا لكلامهم إذا ذكر لك أحدهم مقالة وتكهن لك بشيء إذا الطير مرت ولا يخفى أن هذا من اعتقاد أهل الجاهلية الفاسد، والشاهد فيه قوله خبيرٌ بنو لهبٍ، فإن الإمام الأخفش يرى أنه قوله خبيرٌ مبتدأ وهو صيغة مبالغة، وبنو: فاعل لصيغة المبالغة سد مسد الخبر وهو مضاف، ولهبٍ: مضاف إليه، وقد عمل الوصف خبير من غير اعتماده على نفي أو استفهام أو غيرهما، وأجاب الجمهور عليه بأن هذا من باب التقديم والتأخير، فخبيرٌ: خبر مقدم، وبنو لهبٍ: مبتدأ مؤخر، والأصل: بنو لهبٍ خبيرٌ، فإن قيل: يلزم عليه أن يخبر بالمفرد عن الجمع وهو لا
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست