اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 378
الدرس السادس والثلاثون من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[27 - 11 - 2013, 02:15 م]ـ
الدرس السادس والثلاثون
التوابع- النعت
التوابع أربعة: النعت، والتوكيد، والعطف، والبدل، وسميت بالتوابع لأنها تتبع ما قبلها في الإعراب.
فالنعت هو: تابعٌ مشتقٌّ أو مؤول بمشتقٍّ يبيّن صفة من صفات متبوعه أو صفة من صفات شيء مرتبط بمتبوعه.
مثل: جاءَ زيدٌ الكريمُ، فالكريم اسم مشتق لأنه صفة مشبهة وقد بين صفة من صفات متبوعه زيد وهي الكرم.
ومثل: جاءَ زيدٌ الأسدُ، فالأسد اسم جامد ليس مشتق ولكن لا يخفى أن غرض المتكلم هو وصف زيد بالشجاعة ولهذا نقول: إن الأسد اسم مؤول بالشجاع الذي هو اسم مشتق.
ومثل: جاءني رجلٌ ذو علمٍ، فذو اسم جامد ولكنه بمعنى اسم مشتق وهو صاحب.
فاتضح أن النعت لا يكون إلا اسما مشتقا أو مؤولا به بخلاف بقية التوابع فهي تكون مشتقة وجامدة.
ومثل: جاءَ الرجلُ الكريمُ صاحبُهُ، فالكريم يعرب نعتا للرجل ولكنه لم يبين صفة متبوعه وهو الرجل بل بيّن صفة صاحب زيد أي بين صفة شخص له ارتباط به.
فاتضح أن النعت نوعان:
1 - نعت حقيقي وهو: ما يبين صفة من صفات متبوعه نفسه، مثل: جاءَ زيدٌ الكريمُ.
2 - نعت سببي وهو: ما يبين صفة من صفات شيء مرتبط بمتبوعه، وعلامته: أن يأتي بعد النعت اسم ظاهر مرفوع بالنعت يشتمل على ضمير يعود على المنعوت، مثل: جاءَ زيدٌ الكريمٌ صاحبُهُ، وصاحبُهُ: فاعل للصفة المشبهة الكريم.
فائدة النعت
من فوائد النعت:
1 - تخصيص المنعوت إذا كان نكرة، فقولك: جاءَني رجلٌ، يشمل كل رجل، وبقولكَ: جاءَني رجلٌ تاجرٌ، صار خاصا بالتاجر من الرجال.
2 - توضيح المنعوت إذا كان معرفة، فقولك: جاءَني زيدٌ، وإن كان معرفة لكنه يشمل كلَّ من اسمه زيد، وبقولك: جاءَني زيدٌ الشجاعُ، قد أوضحتَ أن الذي جاءك لا يشمل إلا مَن كانَ شجاعا ممن اسمُه زيدٌ، ولذلك قالوا: التخصيص يقلل الاشتراك في النكرات، والتوضيح يرفع الاشتراك في المعارف.
3 - مدح المنعوت، مثل: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وإلا فلفظ الجلالة أعرف المعارف لا يشترك معه شيء لكي نميزه عنه.
4 - ذم المنعوت، مثل: أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ، واللعين معروف والغرض من الوصف هو ذمه.
5 - التوكيد، مثل: مضى أمسِ الدابرُ، فكلمة أمس تدل على أنه قد دبر وذهب، فوصفه بالدابر للتوكيد.
6 - الترحم على المنعوت، وإظهار الشفقة به مثل: اللهُمَّ ارحمْ عبدَكَ المسكينَ.
أحكام النعت
النعت سواء أكان حقيقيا أم سببيا لا بد أن يتبع المنعوت في أمرين: الإعراب، والتعريف أو التنكير، بمعنى إذا كان المنعوت معرفة فيجب أن يكون النعت معرفة أيضا، وإذا كان المنعوت نكرة فيجب أن يكون النعت نكرة أيضا.
مثل: جاءَ زيدٌ المؤمنُ، ورأيتُ زيدًا المؤمنَ، ومررتُ بزيدٍ المؤمنِ، وجاءَ رجلٌ مؤمنٌ، ورأيت رجلًا مؤمنًا، ومررتُ برجلٍ مؤمنٍ، هذا في النعت الحقيقي.
ومثل: جاءَ زيدٌ العالمُ أبوه، ورأيتُ زيدًا العالمَ أبوه، ومررتُ بزيدٍ العالمِ أبوه، وجاءَ رجلٌ عالمٌ أبوه، ورأيتُ رجلًا عالمًا أبوه، ومررتُ برجلٍ عالمٍ أبوه، وهذا في النعت السببي.
ولكن يختلف النعت الحقيقي عن السببي فيما يلي:
أولا: النعت الحقيقي يتبع المنعوت- زيادة على ما تقدم- في أمرين آخرين وهما: الإفراد أو التثنية أو الجمع، والتذكير أو التأنيث.
مثل: جاءَ الرجلُ المؤمنُ، وجاءَ الرجلانِ المؤمنانِ، وجاءَ الرجالُ المؤمنونَ، وجاءَت المرأةُ المؤمنةُ، وجاءَت المرأتانِ المؤمنتانِ، وجاءَت النساءُ المؤمناتُ.
ثانيا: النعت السببي يكون مفردا دائما، ويراعى في تذكيره وتأنيثه الاسم الذي بعده.
مثل: جاءَ الرجلُ القائمُ أبوهُ، والرجلانِ القائم أبوهما، والرجالُ القائمُ آباؤُهم، فلازم القائم الإفراد.
ومثل: سافرَ الرجلُ البائسُ أبوه، وسافرَ الرجلُ البائسةُ أمُّهُ، فراعينا في البائس الاسم الذي بعده تذكيرا وتأنيثا.
قطع المنعوت
إذا كان المنعوت معلوما بدون النعت جازَ في النعت ثلاثة أوجه:
1 - إتباعه المنعوت رفعا ونصبا وجرا، وهذا هو الأصل.
2 - قطعه عن المنعوت برفعه على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، مثل: رأيتُ زيدًا المؤمنُ، فالمؤمنُ خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، وقد مر ذكر ذلك في مبحث حذف المبتدأ وجوبا.
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 378