اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 298
تدليس لجنة إعداد كتاب " قطر الندى وبل الصدى " بالثالث الإعدادي الأزهري
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[24 - 01 - 2014, 07:58 ص]ـ
(1)
قلت سابقا: عندما عدت إلى التعليم استعرضتُ كتب اللغة العربية المقررة على مراحل ما قبل الجامعة من الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي- استعراضا شمل كتاب التلميذ وكتاب المعلم، وكتبت تعليقاتي عليها في مقالات كثيرة سابقة شغلت كتابي الأخير "في النقد التعليمي".
ولم أكن أفكر في الصنيع نفسه مع كتب الأزهر لعلمي أنها تراثية، لكنني فوجئت مفاجأة لم تكن هينة بخصوص كتاب "قَطْرُ الندى وبل الصدى" المقرر على الصف الثالث الإعدادي الأزهري.
ما طبيعة هذه المفاجأة؟ أهي علمية تتصل بالمؤلف ابن هشام؟
لا، ليست علمية تتصل بالمؤلف ابن هشام المتوفى 761 هجرية.
إذا، بمن تتصل؟
إنها تتصل بلجنة إعداد الكتاب الإعداد التربوي.
كيف كان ذلك؟
قالت لجنة إعداد الكتاب في مقدمة طبعة 1431/ 1432هـ الموافقة 2010/ 2011 ص3: (ها هو ذا "المختار من شرح قطر الندى وبل الصدى) المقرر على الصف الثالث الإعدادي بالمعاهد الأزهرية بعد أن تناولناه بالصقل والتهذيب، وأعملنا فيه يد التخفيف والتيسير؛ فقمنا بضبط أمثلته وشواهده، وبتوضيح غامضه، وبتكملة تلك الشواهد، وشرحها شرحا مناسبا وإعرابها إعرابا كاملا. وكذلك عمدنا إلى حذف بعض عباراته التي يقتضي التيسير حذفها ونرى أنها لا تتلاءم مع مستوى طلاب اليوم ولا تتناسب مع مداركهم وفهمهم ووقتهم، وكان ذلك بالقدر اليسير جدا.
كما قمنا بإتباع كل باب بطائفة من الأسئلة والتمرينات يسبر بها الطلاب غور فهمهم، ويتعرفون مستوى تحصيلهم ومدى تطبيقهم".
هذا هو منهج عمل اللجنة بنصه، وهو منهج متميز رائق لا غبار عليه.
أين -إذا- السوء في اللجنة ما دام منهجهم رائقا ومتينا؟
يتجلى ذلك في إجابة سؤال عن طبيعة عمل اللجنة؛ فما عمل اللجنة؟
(2)
للجنة عملان:
أحدهما: التصرف في المادة العلمية لشرح ابن هشام على متنه.
وهذا عمل تربوي يتمثل في قولهم: " تناولناه بالصقل والتهذيب، وأعملنا فيه يد التخفيف والتيسير"، وقولهم: " وكذلك عمدنا إلى حذف بعض عباراته التي يقتضي التيسير حذفها ونرى أنها لا تتلاءم مع مستوى طلاب اليوم ولا تتناسب مع مداركهم وفهمهم ووقتهم، وكان ذلك بالقدر اليسير جدا".
وهذا البعد مداره اخلاف وجهات النظر؛ فما لم توجد معايير ضابطة تحدد ما يلائم مدارك الطلاب وما لا يلائمها فإن الأمر يظل محل خلاف؛ فقد ترى اللجنة حذف باب أو مسألة من باب محققة لذلك ويرى آخرون أن هذا الحذف عينه هو سبب الخلل.
وبتجاوز هذه النقطة نجد أن قولهم: "الصقل والتهذيب"- غير ملائم، لكننا نتجاوزه هو الآخر إلى البعد الآخر.
آخرهما: علمي يتمثل في قولهم: " فقمنا بضبط أمثلته وشواهده، وبتوضيح غامضه، وبتكملة تلك الشواهد، وشرحها شرحا مناسبا وإعرابها إعرابا كاملا".
وهنا تمثل السوء.
كيف؟
هذه الصياغة تؤكد لك أن هذا العمل العلمي من صنع أيديهم ونتاج فكرهم، فهل هذا صحيح.
لا. ليس بصحيح.
لماذا؟
لأنهم أخذوا كل ذلك في الجوانب الثلاثة: المنهج، والهوامش، والإعراب- من تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد هذا الكتاب الذي سماه "سبيل الهدى بتحقيق شرح قطر الندى".
كيف؟
(3)
لو فاضلت بين المنهج والهوامش والإعراب في كتاب اللجنة المقرر على الثالث الإعدادي وكتاب الشيخ محمد لوجدت أنهم نقلوا منه فيها من دون نسب ولا عزو ولا توثيق، وتراهم أجروا على كلام الشيخ محمد ما أجروه على كلام ابن هشام كما قالوا سابقا: "تناولناه بالصقل والتهذيب، وأعملنا فيه يد التخفيف والتيسير"، وقولهم: "وكذلك عمدنا إلى حذف بعض عباراته التي يقتضي التيسير حذفها ونرى أنها لا تتلاءم مع مستوى طلاب اليوم ولا تتناسب مع مداركهم وفهمهم ووقتهم، وكان ذلك بالقدر اليسير جدا".
أما عن المنهج فقد سبق نقل منهجهم، وأما منهج الشيخ فإنه الشيخ محمد يقول في الطبعة الحادية عشرة الصادرة في ربيع الآخر 1383هـ الموافق أغسطس 1963م عن منهجه: " ... لذلك لم أجد بدا من القيام على هذا الكتاب بضبط أمثلته وشواهده من القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر العربي، ثم بشرح أبياته شرحا وسطا بين الوجيز المخل والبسيط الممل، مع إعراب الأبيات إعرابا كاملا".
هذا هو منهج الشيخ الذي تمثلته اللجنة وهي تضع منهجها.
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 298