responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 2319
مضمون تلك الجملة كما مر في الظروف المبنية 1، وذلك المضمون، ههنا، مصدر (نكرمه) واقعا على معنى (من)، أي: أتذكر وقت إكرامنا من يأتينا، فلم يصر مع (من) كالكلمة الواحدة، ولم يكتس منه معنى الشرط، إذ ليس مضافا إلى (من) كما كان (غلام) مضافا إليه، فلذا لم يلزم تصدر (إذا)، كما لزم تصدر (غلام)، بل هو معمول لتذكر، المقدم عليه، فلا يجوز جعل (من) شرطية، حتى لا يسقط عن التصدر بتقدم (إذ) عليه، فإن قلت: ف (من) مع دخول (إذ) عليه: في صدر الكلام، ويكفي في كلمات الشرط والاستفهام كونها في صدر كلام ما، كما في نحو: زيد من يضربه أضربه، ونحو: جاءتني التي من يضربها تضربه، قلت: قد مر في باب المبتدأ، أن كلمة الشرط والاستفهام لايتقدم عليها ما يصير من تمام جملتها، إذا أثر في تلك الجملة وزاد في معناها شيئا، وأزيده ههنا شرحا فأقول: لا يجوز أن يتقدم على كلمات الشرط والاستفهام ما يجمع أمرين: أحدهما: أن يتصل بتلك الكلمات بلا فصل، والثاني: أن يحدث في الجملة التي هو من تمامها معنى من المعاني، وذلك مثل: إن، وكأن، وظن، وأخواتها، وما، النافية، لا تقول: ما من يضرب أضرب، وما إن تقعد أقعد، وأما (لا) فليست كما، لأنها تلغى في اللفظ، نحو كنت بلا مال، ومررت برجل لا كريم ولا شجاع، فلذا تقول: لا من يعطك تعطه، ولا من يكرمك تكرمه، وكذا تقول: لا إن أتيناك أعطيتنا، ولا إن قعدنا سألت عنا، والظروف المضافة إلى الجمل، لا شك في إحداثها في الجمل معنى وهو تصييرها بمعنى المصدر، ولا تبقي كلمة الشرط في الحقيقة في صدر الكلام، لأن المصدر مفرد، وليس الصلة وخبر المبتدأ كذلك، فإن قيل: خبر المبتدأ، أيضا إذا كان جملة يصير بسبب المبتدأ، بتقدير المفرد، قلت: لا نسلم، وما الدليل على ذلك، فإن هذا دعوى من بعض النحاة أطلقوها بلا برهان عليها قطعي، سوى أنهم قالوا: الأصل هو الافراد، فيجب تقديرها بالمفرد، وهم مطالبون 1 بأن أصل خبر المبتدأ الأفراد، بل لو ادعي أن الأصل فيه الجملة، لم يبعد، لأن الاخبار في الجمل أكثر، وكونها في محل الرفع لا يدل على تقديرها بالمفرد، بل يكفي في تقدير الأعراب في الجمل: وقوعها موقعا يصح وقوع المفرد فيه، وتقول: ما أنا ببخيل، ولكن إن تأتني أعطك، لأن (لكن) لا تغير معنى الجملة التي بعدها، بل هي لاستدراك ما قبلها، كما يجئ في الحروف المشبهة بالفعل، قال:
683 - فلست بحلال التلاع مخافة * ولكن متى يسترفد القوم أرفد 2
وأما قوله:
684 - وما ذاك أن كان ابن عمي ولا أخي * ولكن متى ما أملك الضر أنفع 3 برفع أنفع، لأن القوافي مرفوعة، فعلى التقديم والتأخير، لضرورة الشعر، كما مر في قوله: إنك ان يصرع أخوك تصرع 4 – 566. (4/ 101 وما بعدها).
- فكلام الرضي هذا –على حد فهمي- يعين قرائن وأساليب لكل معنى، وما زلت بصدد البحث عن آراء من تناولوا هذه المسالة من العلماء، متواصلين معكم على ما يرضي الله ورسوله، فالرجاء أن تجودوا علينا بما منّ الله عليكم به من فهم وتدبر لهذا الاقتباس ... وأسألكم العذر فيما ورد من أخطاء على اختلافها نتيجة العجلة وضيق الوقت. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم الصغير أبو كمال

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 01:32 م]ـ
حياك الله وبيّاك يا أبا كمال،

سُررتُ بحضورِك.

لعلي أعودُ - إن شاء الله - إلى استكمال الحديثِ قريبًا.

معَ أني أنبّه على أن الحديث في ذلك متاحٌ لجميعِ النَّدامى.

أبو قصي

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 06:08 م]ـ
باركَ الله فيكَ.

قد علمْنا أوَّلُ أنَّ اللَّفظينِ على ضربينِ:
الأول: أن يختلفا أصلاً وإعرابًا، ويتّفقا معنًى وغايةً؛ نحوُ (مَن) الشرطيةِ، والموصولةِ. ومما يدلّك على استحكامِ الشبهِ بينهما أنهم أدخلوا الفاءَ في خبرِ (مَن) الموصولةِ تشبيهًا لها بالشرطيةِ؛ فقالوا: (مَن يأتيني فله درهم)، كما قالوا: (الذي يأتيني فله درهم)، وكما قالوا في الشرطية: (مَن يأتِني فله درهم).
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 2319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست