اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 2297
مجموع طلبات الإعراب السابقة
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 06:12 م]ـ
البسملة1
قال الله تعالى:
((انتهوا خيرًا لكم))
ما إعراب "خيرًا"؟
ـ[أبو إبراهيم]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 10:57 م]ـ
قال الفراء في معانيه:
(خير) منصوب باتصاله بالأمر؛ لأنه من صفة الأمر؛ وقد يستدلّ على ذلك؛ ألم تر الكناية عن الأمر تصلح قبل الخير، فتقول للرجل: اتق الله هو خير لك؛ أى الاتقاء خير لك، فإذا سقطت (هو) اتصل بما قبله وهو معرفة فنصب، وليس نصبه على إضمار (يكن)؛ لأن ذلك يأتى بقياس يبطل هذا؛ ألا ترى أنك تقول: اتق الله تكن محسنا، ولا يجوز أن تقول: اتق الله محسنا وأنت تضمر (تكن) ولا يصلح أن تقول: انصرنا أخانا (وأنت تريد تكن أخانا).
وقال الأخفش في معانيه:
وقال: (فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ) فنصب (خَيْراً لَكُمْ) لأنه حين قال لهم (آمِنُواْ) أمرهم بما هو خير لهم فكأنه قال: "اعْمَلُوا خيراً لكم" وكذلك (انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ) فهذا انما يكون في الأمر والنهي خاصة ولا يكون في الخبر، لأنّ الأمْر والنهي لا يضمر فيهما وكأنك أخرجته من شيء إلى شيء.
وقال الشاعر:
فَفواعِديه سَرْحَتَيْ مالِكٍ * أو الرُّبا بَينَهُما أسَهْلا
كما تقول: "واعديه خيراً لك" وقد سمعت نصب هذا في الخبر. تقول العرب: "آتى البيتَ خيراً لي" و"أتركُهُ خيراً لي" وهو على ما فسرت في الأمر والنهي.
وقال الطبري في تفسيره:
واختلف أهل العربية في المعنى الذي من أجله نصب قوله:"خيرًا لكم".
فقال بعض نحويي الكوفة: نصب"خيرًا" على الخروج مما قبله من الكلام، لأن ما قبله من الكلام قد تمَّ، وذلك قوله:"فآمنوا". وقال: قد سمعت العرب تفعل ذلك في كل خبر كان تامًّا، ثم اتصل به كلام بعد تمامه، على نحو اتصال"خير" بما قبله. فتقول:"لتقومن خيرًا لك" و"لو فعلت ذلك خيرًا لك"، و"اتق الله خيرًا لك". قال: وأما إذا كان الكلام ناقصًا، فلا يكون إلا بالرفع، كقولك:"إن تتق الله خير لك"، و (وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ)
وقال آخر منهم: جاء النصب في"خير"، لأن أصل الكلام: فآمنوا هو خيرٌ لكم، فلما سقط"هو"، الذي هو كناية ومصدرٌ، اتّصل الكلام بما قبله، والذي قبله معرفة، و"خير" نكرة، فانتصب لاتصاله بالمعرفة لأن الإضمار من الفعل"قم فالقيام خير لك"، و"لا تقم فترك القيام خير لك". فلما سقط اتصل الأول. وقال: ألا ترى أنك ترى الكناية عن الأمر تصلح قبل الخبر، فتقول للرجل:"اتق الله هو خير لك"، أي: الاتقاء خير لك. وقال: ليس نصبه على إضمار"يكن"، لأن ذلك يأتي بقياس يُبْطل هذا. ألا ترى أنك تقول:"اتق الله تكن محسنًا"، ولا يجوز أن تقول:"اتق الله محسنًا"، وأنت تضمر"كان"، ولا يصلح أن تقول:"انصرنا أخانا"، وأنت تريد:"تكن أخانا"؟
وزعم قائل هذا القول أنه لا يجيز ذلك إلا في"أفعل" خاصة، فتقول:"افعل هذا خيرًا لك"، و"لا تفعل هذا خيرًا لك"، و"أفضل لك".، ولا تقول:"صلاحًا لك". وزعم أنه إنما قيل مع"أفعل"، لأن"أفعل" يدل على أن هذا أصلح من ذلك.
وقال بعض نحويي البصرة: نصب"خيرًا"، لأنه حين قال لهم:"آمنوا"، أمرهم بما هو خيرٌ لهم، فكأنه قال: اعملوا خيرًا لكم، وكذلك: (انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ)
قال: وهذا إنما يكون في الأمر والنهي خاصة، ولا يكون في الخبر لا تقول:"أن أنتهي خيرًا لي"؟ ولكن يرفع على كلامين، لأن الأمر والنهي يضمر فيهما فكأنك أخرجته من شيء إلى شيء، لأنك حين قلت له:"انته"، كأنك قلت له:"اخرج من ذا، وادخل في آخر"، واستشهد بقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة:
فَوَاعِدِيهِ سَرْحَتَيْ مَالِكٍ ... أوِ الرُّبَى بَيْنَهُمَا أَسْهَلا
كما تقول:"واعديه خيرًا لك". قال: وقد سمعت نصبَ هذا في الخبر، تقول العرب:"آتي البيت خيرًا لي، وأتركه خيرًا لي"، وهو على ما فسرت لك في الأمر والنهي.
وقال آخر منهم: نصب"خيرًا"، بفعل مضمر، واكتفى من ذلك المضمر بقوله: "لا تفعل هذا" أو"افعل الخير"، وأجازه في غير"أفعل"، فقال:"لا تفعل ذاك صلاحًا لك".
وقال آخر منهم: نصب"خيرًا" على ضمير جواب"يكن خيرًا لكم". وقال: كذلك كل أمر ونهي.
وقال العكبري في تبيانه:
فآمنوا خيرا تقديره عند الخليل وسيبويه وأتوا خيرا فهو مفعول به لأنه لما أمرهم بالايمان فهو يريد إخراجهم من أمر وادخالهم فيما هو خير منه وقيل التقدير ايمانا خيرا فهو نعت لمصدر محذوف وقيل هو خبر كان المحذوف أي يكن الايمان خيرا وهو غير جائز عند البصريين لأن كان لا تحذف هي واسمها ويبقى خبرها الا فيما لا بد منه ويزيد ذلك ضعفا أن يكون المقدرة جواب الشرط محذوف فيصير المحذوف للشرط وجوابه وقيل هو حال ومثله انتهوا خيرا في جميع وجوهه.
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 11:54 ص]ـ
بارك الله فيك أبا إبراهيم، وأطلب منكم أيها الكريم أن توجز الكلام وتدلني على الرأي الصواب وجزاك الله خيرا
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 2297