اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 2221
ـ[أبو إبراهيم الحربي]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 06:28 م]ـ
حسب علمي أن العراق له نجد
وقد ورد فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
وفي موقع الدرر السنية
اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا. قال: قالوا: وفي نجدنا؟ قال: قال: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا. قال: قالوا: وفي نجدنا.؟ قال: قال: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان.
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: [صحيح]- المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1037
جئتُ بعد سفرٍ امتدَّ سبعةَ أيام بعد أن نشرتُ طَرْفي في طول البلاد وعرضها - وأنا أعوذ بالله من التزيّد في القول فهذا الكلام لا يقع في أقلّ من عشر حجج، ولكنَّ الأديب إذا رأى اللفظ الرائق والجرس الحلو لا يملك نفسه وعقله حتى يتهالك عليه تهالُكاً، وأذكرُ أنني قرأتُ في بعض كتب أبي حيان التوحيدي، وهو يذكرُ كلَفَ الصاحب ابن عبَّادٍ الكلَفَ القبيح في السجْع، قال: خرج ابنُ عبّادٍ من الري متوجهاً إلى إصبهان وأراد أن يكتُب إلى بعض من يقرأُ كلامه، فلأجل السجع جاوز البلد الذي أراد إلى بلَدٍ غامرٍ في الملح ليكتُبَ له: وصلتُ النوبهار يوم السبت نصفَ النهار! -،وقد جئتُ لأفي بما جعلتُ لكما علي.
وأما ما قلتما فقد فَهمتُه، وهو بعيدٌ كُلَّ البعد عمَّا أراد جريرٌ بل إفسادٌ قبيحٌ لشعره، وإساءةٌ في فَهْم غَرَضِه، ولا ينبغي أن ينساق المرءُ مع أوّل خاطرٍ، ومن عرفَ مذهبَ جريرٍ في الشعرِ عَرَف أنَّ الرجلَ لا يعتمد إلا على الخطف واللمحَةِ البعيدة الدالَة على مايريد.
ـ[أبو سهل]ــــــــ[29 - 07 - 2008, 05:57 م]ـ
ومن قرأ القصيدةَ وجد أنَّ جريراً يفتخرُ على سُراقةَ بنزارٍ عامَّةً لا بتميمٍ فحسب، ولا يفتخر عليه بأنَّ له العراقَ دونه، ولو قال جريرٌ ذلك ما كان صواباً وجريرٌ يعلمُ أن العدنانية والقحطانية في العراق متكافئين، فكيف يفتخر بشيءٍ لا يستقيم له، ثم إنَّ ياقوتَ الحموي، وأبا عبيدٍ البكريَّ، وغيرهم، لم يذكروا نجد العراق، بل قال أبو عبيد البكري: والنجود المضافة إلى مواضعها: أربعةٌ، وعدَّها، ثم لم يذكر من بينهاهذا النجد، ولا مايُشيرُ إليه.
وهذا معلومٌ عن العرب، فهي تضيف الشيء إلى غيره لأدنى ملابسة.
ومن ذلك؛ حديثُ السبعةالذين يُظلُّهم الله في ظلِّه؛ فليس المقصودُ به أنَّ لله تعالى ظلاً، ومن زعم ذلك كان آثماً، والله تبارك وتعالى نور السماوات والأرض، وقد قال الشيخ محمَّد العثيمين: ومن فهم هذا الفهم فهو بليدٌ أبلدُ من الحمار.
ثمَّ إنَّ جريراً لوكان أراد بقوله: [نجده، والغور]، كلَّ مُرتَفَعٍ وكُلَّ مُنْخَفَض في العراق، أو كان كقول الشاعر:
أغارَ لعمري في البلاد وأنجدا
وأنَّه لم يقصدْ نجداً بعينه، وإنما أراد أنه عمَّ البلادَ كلَها وشملها،= لماصارَ مديحاً، ولصار بالقول المغسول الذي لا خيرَ في أشبه، وكان قد جرَّ جريرٌ بهذا القولِ على بني نزارٍ بلاءً كما جرَّ لبيدٌ على قومه قيسٍ بلاء، وذلك حين شبّه قيساً بتميمٍ في العزِّ والشرف، ولم يكن خطر في أذهان بني تميمٍ مرَّةً واحدةً أنهم في العزِّ مثلهم أو أنهم أعلى كعباً وأعزُّ نفراً من قيس، بل كانت وجوههم الدهرَ إليهم حتى قال لبيدٌ ما قال فصرفتْ وجوهها عنها.
وليس في الحديثِ شيءٌ ولا في قول ابن حجرٍ بل ليس صحيحاً ولا صواباً، والخطَّابي رحمه الله يفسِّرُ الحديثَ باللغة ولم يكن هذا مُرادُ الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. بل إنَّ كلام الخطَّابي يؤيدُ ما قلتُ.
وأما قول الأرجاني فلا يُلْتَفَتُ إليه فهو متأخر، ثمَّ هو ليس من بابةِ ما نحنُ فيه، فجريرٌ يفخرُ، وهذا يريد أنهم أبعدوا في المسيرِ وقطعوا ضُروباً من الأراضي، والبلاد.
ـ[عائشة]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 09:02 ص]ـ
شُكرًا للأُستاذ أبي سَهْل علَى هذا البيانِ.
ولَيْتَه يتفضَّل بمزيدٍ مِّن التَّوضيحِ لقولِه:
(وليس في الحديثِ شيءٌ ولا في قول ابن حجرٍ بل ليس صحيحاً ولا صواباً، والخطَّابي رحمه الله يفسِّرُ الحديثَ باللغة ولم يكن هذا مُرادُ الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. بل إنَّ كلام الخطَّابي يؤيدُ ما قلتُ) انتهى.
فما هو الَّذي ليسَ بصحيحٍ ولا صوابٍ، ولَمْ يكُن هو مُراد الصَّحابة -رَضِي الله عنهم-؟ وما الَّذي يُؤيِّدُ ما قُلتَ مِن كلامِ الخطَّابيِّ؟
ـ[أبو الوليد الخالدي]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 02:10 م]ـ
أظنّ الضمير يعود على سراقة، فنجْد التي تقيم بها أو تفتخر بها أو نحو ذلك، فنجْد هذه لنا.
وأبدل الخطاب إلتفاتاً.
والله أعلم.