اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 2169
فلم يُقَدَّرُ لفظٌ محدد وإنما نُويَ معناه دون لفظه, قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: وقوله: (لِلَّهِ الأمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ) أي: من قبل ذلك ومن بعده، فبني على الضم لما قُطع المضاف، وهو قوله: [قَبْلُ] عن الإضافة، ونُويت. [أي نُويَ معناها دون لفظها فقد تكون ذلك أو الغَلَب أو غيرهما].
والله أعلم.
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[05 - 02 - 2011, 12:29 م]ـ
هذه هي المسألة كاملة إن شاء الله:
قال ابنُ هشام – رحمه الله- في شرحِ قَطْرِ النَّدَى [بتصرفٍ يسيرٍ]:
أما المبنيُّ على الضمِّ ومثاله: (قبلُ وبعدُ) فلهما أربعُ حالاتٍ:
الأولى: أن يكونا مضافين, فيُعربان نصبًا على الظرفية أو خفضًا بـ (مِنْ) تقول: [جئتك قبلَ زيدٍ وبعدَه] فتنصبهما على الظرفية (أي يكون إعراب "قبلَ وبعدَ" ظرف زمانٍ منصوبٌ على الظرفية) , و [مِنْ قبلِه ومِنْ بعدِه] فتخفضهما بمِنْ (فيكون إعراب "قبلِه وبعدِه" قبلِ: اسم مجرور بمِنْ وعلامة جره الكسرة الظاهرة, وكذلك إعراب "بعدِ" أيضًا).
الثانية: أن يُحذف المضاف إليه ويُنوى لفظُهُ فيُعربان الإعراب المذكور (وهو مثل الإعراب في الحالة الأولى إما نصبًا على الظرفية أو خفضًا بمِنْ) ولا يُنوَّنان لنيّة الإضافة (أي قُدِّرَ لفظًا محددًا) كقول الشاعر:
ومِنْ قبلِ نادى كل مولى قرابةً******فما عطفتْ موْلًى عَلَيْهِ العَوَاطِفُ
الرواية بخفضِ (قبل) بغير تنوين, أي: ومِنْ قبلِ ذلك, فحُذِفَ (ذلك) من اللفظ وقُدِّرَ وجوده ثابتًا, (فيكون إعراب "قبلِ" في هذا البيت: اسم مجرور بمِنْ وعلامة جره الكسرة الظاهرة) ,
وقُرئت هذه الآية بالخفض [الجر]: (للهِ الأَمْرُ مِن قَبْلِ ومِن بَعْدِ)
أي: مِن قبلِ الغَلَبِ ومِن بعدِه, فحُذِفَ المضاف إليه وقُدِّرَ وجوده ثابتًا.
ونلاحظ أنَّ في الحالة الأولى والحالة الثانية الإعراب واحد لأجل الإضافة لكن الفرق البسيط هو أن المضاف إليه موجود في الحالة الأولى [لفظًا] أما الحالة الثانية فحُذِفَ وقُدِّرَ لفظُهُ.
الثالثة: أن يُقطعا عن الإضافة لفظًا ولا يُنوى المضاف إليه, فيُعربان الإعراب المذكور (الذي تقدَّم في الحالتين السابقتين) ولكنهما ينوَّنان, لأنهما اسمان تامَّان كسائر الأسماء النكرات فتقول: [جئتك قبلاً وبعدًا, مِنْ قبلٍ ومِنْ بعدٍ] قال الشاعر:
فساغَ ليَ الشَّرَابُ وكُنْتُ قَبْلاً******أَكَادُ أَغُصُّ بالماءِ الفُرَاتِ
الرابعة: أن يُحذف المضاف إليه ويُنوى معناه دون لفظه (أي لا تُقَدِّرُ لفظًا محددًا) فيُبْنَيانِ حينئذٍ على الضم كقراءة السبعة: (للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ)
فلم يُقَدَّرُ لفظٌ محدد وإنما نُويَ معناه دون لفظه, قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: وقوله: (لِلَّهِ الأمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ) أي: من قبل ذلك ومن بعده، فبني على الضم لما قُطع المضاف، وهو قوله: [قَبْلُ] عن الإضافة، ونُويت. [أي نُويَ معناها دون لفظها فقد تكون ذلك أو الغَلَب أو غيرهما].
والله أعلم.
سلامي على نجد وأهل نجد, والله نعم الناس هم. علم, وخلق. فلله درهم.
أحببتهم في الله لما رأيت من حسن سمتهم وطيب أخلاقهم وحسن عشرتهم.
أحسبهم كذلك ولا أزكيهم على الله.
الأستاذ/ صالح الجسَّار، لكَ الشُّكرُ الجزيلُ، على موضوعاتكَ ومنازعاتِكَ، المنضَّدة، ومرحباً بأهلِ حائل الكِرامِ.
ـ[صالح الجسار]ــــــــ[05 - 02 - 2011, 02:28 م]ـ
سلامي على نجد وأهل نجد, والله نعم الناس هم. علم, وخلق. فلله درهم.
أحببتهم في الله لما رأيت من حسن سمتهم وطيب أخلاقهم وحسن عشرتهم.
أحسبهم كذلك ولا أزكيهم على الله.
رفع الله قدرك أخي أبا معاذ, الحمدلله أن جعل لنا ما يُحبّبُ الناس فينا.
شكرًا لك أخي الكريم ووفقنا الله وإياك.