responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1920
ـ[عبد الوهاب الغامدي]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 10:27 م]ـ
• الدرسُ السادسُ:

• إذا جاءَ في النظمِ ما يوافقُ لغةً ولو كانَ مجيئُه ضرورةً لاستقامةِ الوزنِ فلا يقالُ فيه ضرورةٌ لحملِ اللفظِ على شيءٍ صحيحٍ، لأنّ الضرورةَ خروجٌ عن الفصيحِ، ومن ذلكَ في النظمِ ((كِلْمَةٌ)) و ((وهْو)).
• بدأ الناظمُ بتمييزِ الاسمِ والفعلِ والحرفِ، لأنّ بينها قدراً مشتركاً، وهو كونُها قولٌ مفردٌ، والناظمُ هنا عرّف الاسمَ والفعلَ والحرفَ بالعلاماتِ.
• العلاماتُ جمعُ علامةٍ، وهي لغةً: الأمارةُ.
واصطلاحاً: ما يلزمُ من وجودِه وجودُ المعَلَّمِ، ولا يلزمُ من عدمِه عدمُ المعَلَّمِ.
ولذلك العلامةُ تطّردُ ولا تنعكسُ بخلافِ الحدِّ.
مثالٌ: (الرجلُ)، المعلِّمُ: (ال)، والمعلَّمُ: (رجلٌ)، فإذا وُجِدَ المعلِّمُ (ال) لا بدّ من وجودِ المعلَّمِ (الاسمِ)، ولا يلزمُ من عدمِ وجودِ المعلِّمِ (ال) عدمُ وجودِ المعلَّمِ (الاسمِ)، فلو قيل: رجلٌ، فهنا المعلَّمُ (ال) غيرُ موجودٍ، لكن لا يلزمُ منه انتفاءُ المعلَّمِ (رجلٌ) لأنّ العلامةَ لا تنعكسُ، ولذلك العلامةُ قاصرةٌ ليستْ كالحدِّ، فالحدُّ مطّردٌ منعكسٌ، ولكنّ العلامةَ أوضحُ وأظهرُ من الحدِّ، ولذلك يَعْدِلُ عن الحدِّ كثيرٌ من النحاةِ، لأنّ العلامةَ ملفوظةٌ غالباً، أمّا الحدودُ فأحكامٌ كليّةٌ ذهنيةٌ.
• بدأ بذكرِ الاسمِ ثم الفعلِ ثم الحرفِ في قوله ((واسمٌ وفعلٌ ثمّ حرفٌ ..)) ثم بدأ ببيانِ علاماتِ الاسمِ ثم الفعلِ ثم الحرفِ، وهذا يُسمّى عند أهلِ البيانِ لفٌ ونشرٌ مرتبٌ، ولو بدأ بالأخيرِ فإنه يُسمّى لفاً ونشراً مشوشاً، لأنّه يشوِّشُ الذهنَ، وله فوائدُ بلاغيةٌ، ومنه ((يومَ تبيَضُّ وجوهٌ وتسوَدُّ وجوهٌ فأمّا الذينَ اسودَّتْ وجوهُهم ..))، ((لا يستوي أصحابُ النارِ وأصحابُ الجنةِ أصحابُ الجنةِ همُ الفائزونَ)).
• التمييزُ بمعنى التميُّزِ من إطلاقِ المصدرِ على الحاصلِ به، لأنه الثابتُ للاسمِ، لا التمييزُ الذي هو فعلُ الفاعلِ، لأنه إذا جاءَ المصدرُ فالأصلُ فيه أنه حَدَثٌ، وهذا الحدثُ منسوبٌ إلى فاعلِه، فحينئذٍ قد يُرادُ بالمصدرِ فعلُ الفاعلِ، وقد يُرادُ به أثرُ ذلك المصدرِ، فإذا أُطلِقَ المصدرُ ولم تكنْ هناك قرينةٌ على إرادةِ الأثرِ حُمِلَ على فعلِ الفاعلِ، وإلا حُمِلَ على إطلاقِ المصدرِ وإرادةِ اسمِ المفعولِ، كما قلنا في (لفظٍ) (ملفوظٌ)، وهذا يُسمّى مجازاً مرسلاً عند البيانيينَ.
• قوله ((بالجرّ والتنوينِ والندا وألْ .. ومسندٍ للاسمِ تمييزٌ حصلْ)) فيه عدةُ أوجهٍ من الإعرابِ:
1 - ((تمييزٌ)) مبتدأٌ، وجملةُ ((حصلْ)) صفةٌ له، لأنّ الجملَ بعد النكراتِ صفاتٌ، وقوله ((للاسمِ)) جارٌّ ومجرورٌ متعلقٌ بمحذوفٍ خبرٌ مقدمٌ، ((بالجر)) متعلقٌ بـ ((حصلْ))، وقُدِّمَ معمولُ الصفةِ ((بالجر)) على ((تمييزٌ)) للضرورةِ، لأنّه ممتنعٌ، وسهّلها كونه جاراً ومجروراً، والمعنى: التمييزُ الحاصلُ بالجرِّ وما عُطِفَ عليه كائنٌ للاسمِ.
2 - ((تمييزٌ)) مبتدأٌ، وجملةُ ((حصلْ)) خبرُها، و ((للاسمِ)) متعلقٌ بـ ((تمييزٌ))، وبـ ((الجرِّ)) متعلقٌ بـ ((حصلْ)).
3 - ((بالجرِّ)) خبرُ ((تمييزٌ)) و ((حصلْ)) صفةٌ لـ ((تمييزٌ))، و ((للاسمِ)) متعلقٌ بـ ((حصلْ))، قال الشيخُ: وأولى هذه الإعراباتِ الأولُ.
• قدّمَ ((بالجرِّ)) على عاملِه للاهتمامِ به فقطْ، فليسَ ثمّ قصرٌ ولا حصرٌ.
• ((بالجرِّ)) عبارةُ البصريينَ، والكوفيّون يعبرونَ بـ ((الخفضِ)).
• ما المرادُ بقوله ((بالجرِّ))؟
يشملُ قولُه ((بالجرِّ)) الكسرةَ، وما نابَ عنها، ودخولَ حرفِ الجرِّ، لكن هل يغني التنصيصُ على الجرِّ مُراداً به الكسرةُ عن التنصيصِ على حرفِ الجرِّ أم لا؟ هذا محلّ خلافٍ، لأنّ العلاماتِ إنما تُذكرُ للمبتدئ، فحينئذٍ قدْ يدخلُ حرفُ الجرِّ ولا يظهرُ أثرُه، نحوُ ((مررتُ بذا))، و ((مررتُ بالفتى وغلامي والقاضي)) فلا بدّ في مقامِ التعليمِ التنصيصُ على حرفِ الجرِّ.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1920
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست