responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1908
- ((أحمدُ ربي ..)) الجملةُ الفعليةُ تدلُّ على الاستمرارِ والتجددِ، لأن الربَّ بمعنى المربِّي، فإذا كان مربياً فآلاؤه ونعماؤه لا تزالُ تتجدد وقتاً بعد وقتٍ، فناسب هذه الآلاء أن يأتيَ بصيغةٍ تدل على التجددِ والاستمرارِ، وأما الماضويةُ فلا تدل على التجدد ولا الاستمرارِ، وإنما تدل على التجددِ بالحصولِ بعد العدمِ، كما تقول ((قام زيدٌ)) فلم يكن قائماً ثم قام، لكن هل هذا القيام مستمرٌ ومتتابعٌ؟ الجواب: لا. والجملة الاسمية تدل على الاستمرار، لكن لا تدلُّ على التجددِ، وحصولِ الشيءِ مرةً بعد مرةٍ، ولذلك جاء في الحديث ((إن الحمدَ للهِ نحمَدُه ..)) فلو كان ((نحمده)) بمعنى ((الحمد)) لكان حشواً، وحاشاه – صلى الله عليه وسلم – أن يكون في كلامه حشوٌ.
- ((خيرَ مالكِ)) قيل: (خير) بدلٌ من (ربي)، قال الشيخ: لكنه ضعيفٌ، لأن البدلَ في المشتقِّ قليلٌ، وحكى ابنُ هشامٍ امتناعه، لأن (خير) أفعلُ تفضيلٍ، أصله (أخيرُ) كأكرم وأعلم، لكن لكثرة الاستعمال حذفت هذه الهمزةُ التي هي همزة أفعل، قال الناظم: وغالباً أغناهمُ خيرٌ وشرْ ... عن قولهمْ أخْيَرُ منه وأَشَرْ
- وقع الجناسُ التامُّ اللفظيُّ الخطيُّ بين (مالك) الأولى والثانيةِ، إن كُتِبتِ الأولى بالألفِ، وإن لم تُكْتَبْ بالألفِ فهو جناسٌ تامٌّ لفظيٌّ لا خطيٌّ.
- ((مصلياً ..)) حال من الفاعل في (أحمدُ)، والأصلُ في الحال أن تكون مقارنةً، وهنا لا يمكن أن يحْمَدَ ويصليَ في آنٍ واحدٍ، لأنّ موردَ الحالِ واحدٌ وهو اللسانُ، فهو يحمدُ ويصلي باللسانِ، ولهذا أُوِّلت على أنها حالٌ مقدرةٌ، والحال المقدرة: هي التي يتأخرُ مضمونُها عن مضمونِ عاملها، وقيل: بل مقارِنةٌ على الأصلِ، ومقارَنةُ كلِّ شيءٍ بحسبه، كما تقول ((تزوج زيدٌ فوُلِدَ له)) فهذا لا يمكن أن يكون مباشرةً.
- ((النبي ..)) مشتقٌ من النَّبْوَةِ أو من النَّبأِ كلاهما معنيان صحيحان، وقيل: النبأ بمعنى الخبر العظيم، قال الشيخُ: وهذا غير صحيح، لأن اللهَ وصفهُ بالعظيمِ في قوله ((النبأِ العظيمِ)) فلو كان هو نفسه ما وصفه بالعظيمِ.
وإن كان (النبيُّ) من النّبأِ، فالنبيُّ فعيلٌ: نبيءٌ، وقعت الهمزةُ متطرفةً فقُلِبَتْ ياءً ثم أُدْغِمَتِ الياءُ في الياءِ، فالأصل نبيءٌ فعيلٌ، وهو إما أن يأتيَ بمعنى اسم الفاعل أو اسم المفعول فهو إما مُنَبِّئأً أو مُنَبَّأً، وكلا المعنيين ثابتان في حق النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو مخبرٌ عن اللهِ عزوجل للخلقِ، وهو مخبَرٌ عن اللهِ بواسطةِ جبريلَ.
وإما أن يكون مأخوذاً من النَّبْوَةِ بمعنى الرفعةِ وهذا صحيحٌ، لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مرفوعُ الرُّتْبَةِ لكونه سيدَ البشرِ، وبإيحاءِ اللهِ عزوجل إليه، فإن كان من (النَّبْوَةِ) فهو إما اسمُ فاعلٍ أو اسمُ مفعولٍ، فكونه اسمُ فاعلٍ لأنه رافعٌ رتبةَ من اتّبعه، وإذا كان بمعنى اسمِ المفعولِ فهو مرفوعُ الرتبةِ لكونه مُنَبَّأً عن اللهِ عزوجل.
- ((المصطفى)) المختارُ: مُفْتَعَلٌ من الصفوةِ وهو الخلوصُ من الأذى، والطاءُ منقلبةٌ عن تاءٍ، فأصلها: المصتفى، وقعت التاءُ بعد الصاد وهي من أحرفِ الإطباقِ فوجب قلبها طاءً، ولامُه مبدلةٌ من واوٍ، أصلُه: مصطفَوٌ، تحركتِ الواو، وحُرِّكَ ما قبلها فوجب قلبُها ألفاً.
- ((وآله)) وأصل (آل) أَوَلٌ أو أَهْلٌ، مختلفٌ فيه بين سيبويهِ والكسائيِّ، فسيبويهِ يرى أن (آلَ) أصلُها (أهْلٌ) قلبت الهاءُ همزةً، ثم قلبت الهمزةُ ألفاً، فقيل: آلٌ، بدليل تصغيره على (أهيلٍ)، ومذهب الكسائيِّ أن (آل) أصلُه (أَوَلٌ) تحركت الواوُ وانفتحَ ما قبلها فقلبت ألفاً، قال الشيخُ: وكلٌ منهما له شاهد من لسان العرب.
- ((المستكملين ..)) جمعُ مستكملٍ اسمُ فاعلٍ، والسينُ والتاءُ لهما احتمالان: إما أن يكونا للطلبِ، وإما أن يكونا زائدتين، فإن كانتا للطلبِ فالمعنى: الطالبين كمال الشرف، وإن كانتا زائدتين فبمعنى الكاملين.
- ((الشرفا ..)) بفتحِ الشينِ مفردٌ، فعلى معنى زيادةِ السينِ والتاءِ، أي: الكاملين في الشرفِ، وعلى معنى الطلب أي: الطالبين كمالَ الشرفِ، و (الشرفا) مفعول المستكملين، والألفُ للإطلاقِ، قال الشيخ: هذا هو الأصحُّ، والمرَجَّحُ عند أربابِ الشروحِ وعلى معنى الطلبِ أي: الطالبين كمالَ الشرفِ، وأما بضمِّ الشينِ من (الشرفا) فأصلُه الشُّرَفاءُ وقصره للنظم، كظريفٍ وظرفاءٍ وكريمٍ وكرماءٍ، فمفعول (المستكملين) محذوفٌ تقديرُه: الطالبين كمالَ المجدِ، أو الكاملين كلَّ المجدِ، ويكون (الشُّرَفا) نعتٌ ثانٍ لـ (آله)، و (المستكملين) نعتٌ أولٌ، والمراد بالشرفِ: العلوُّ.
- ((وأستعين الله في ألفية ..)) استعانَ وما تصرفَ منها يتعدى بـ (على) ومنه ((واللهُ المستعانُ على ما تصفون))، ((وأعانه عليه قومٌ آخرون)) أو بـ (الباء) ومنه ((استعينوا بالصبر والصلاة))، وهنا تعدى بـ (في) قال الشيخ: والظاهرُ أن (في) بمعنى (على) حينئذٍ صارَ الحرفُ نائباً منابَ حرفٍ آخرَ، وهذا مذهبٌ مجَوَّزٌ عند بعضهم، وهو مذهبُ الكوفيين، فإنهم يضمِّنون الحرفَ ولا يرون تضمينَ الفعلِ.
أو يُجْعَلُ الفعلُ (أستعينُ) مضَمَّناً معنى فعلٍ آخرَ يتعدى بـ (في) وهو (أستخيرُ الله في ألفية) إذاً أستعينُ اللهَ مستخيراً في ألفيةٍ، وهذا مذهبُ البصريين، ورُدَّ الثاني بأنّ الاستخارةَ إنما تكونُ قبل الشروعِ في الفعلِ، فلا يَتَأَتَّى هنا أنّ (أستعين) مضمناً معنى (أستخير)، قال الشيخ: والأولى هنا أن يجعلَ (في) بمعنى (على).
- ((في ألفية ..)) أي في نظمِ أرجوزةٍ من الرَّجَزِ الكاملِ، وهي: أن يكونَ كلُ بيتٍ فيه ستةُ أبياتٍ تفعيلاتٍ، ويحتملُ أنها من مشطورِ الرَّجَزِ، فكل بيتٍ يحتوي على ثلاثِ تفعيلاتٍ، فقوله ((قال محمدٌ هو ابن مالكِ)) بيتٌ، فـ (ألفية) يحتمل أنها ألفان وحذفت النون للإضافة أوالنِّسبةِ بناءً على أنها من مشطورِ الرَّجَزِ.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1908
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست