اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1819
ما رأيكم فيمن يكتب اسمه واسم أبيه بدون كلمة (ابن)؟
ـ[أ. أبو البراء]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 08:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وتحياتي معطرة لجلساء هذا الملتقى المبارك ..
وفي أول حديث لي أحببت أن أشرككم معي في ما يشغل من ذهني من انتشار كتابة الأسماء العربية لمن أراد أن يعرّف بنفسه ولا يذكر كلمة ابن بين اسمه واسم أبيه ..
والحقيقة أريد أن أعرف وجهات نظركم مدعمة بالنقولات من كتب اللغة أو الشريعة.
والعجيب أنها في المحافل التربوية والتعليمية تكثر.
قال الشَّيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - في " مُعجم المناهي اللَّفظيَّة " (ص 495، 496):
(محمد أحمد:
ونحو ذلك مما يُرادُ بالأوَّلِ اسمُ الشَّخص (الابن) وبالثَّاني اسم أبيه؛ أي: إسقاط لفظة (ابن) بين أعلام الذَّواتِ مِنَ الآدميِّين.
الجاري في لسانِ العَرَب، وتأيّد بلسانِ الشَّريعة المُشرَّفة: إثباتُ لفظة (ابن) في جرّ النَّسَبِ، لَفظًا ورقمًا، ولا يُعْرَفُ في صَدْر الإسلامِ، ولا في شيءٍ من دواوين الإسلامِ، وكُتُبِ التَّراجم، وسِيَر الأعلام= حَذْفُها البتَّة؛ وإنَّما هذا من مُولَّدات الأعاجم، ومن ورائهم الغَرْب الأثيم، وكانَتْ جزيرةُ العَرَبِ مِنْ هذا في عافيةٍ؛ حتَّى غشَّاها ما غشَّى مِن تلكم الأخلاط، وما جَلَبَتْهُ مَعَها مِنْ أنواعِ العُجْمةِ، والبِدَع، وضُروب الرَّدَى؛ فكان مِنْ عَبَثِهم في الأسماءِ إسقاطُ لفظةِ (ابن)، وما كنتُ أظنُّ أنَّ هذا سيحلُّ في الدِّيارِ النَّجْديَّة؛ فللَّهِ الأمرُ من قَبْلُ ومِن بَعْدُ.
ومن لطيفِ ما يورَد: أنَّنِي لَمَّا بُليت بشيءٍ من أمْرِ القضاءِ في المدينة النبويَّة -على صاحبها الصَّلاة والسَّلام- وذلك من عام 1388 هـ حتَّى عام 1400 هـ؛ ما كنتُ أرضَى أن يُّدوَّن في الضُّبوطِ ولا في السِّجِلاَّتِ أيُّ عَلَمٍ إلاَّ مُثبَتًا فيه لفظةُ (ابن)؛ فواقفَني واحدٌ من الخُصُومِ؛ فقلتُ له: انسب لي النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ فقالَ: هو محمَّد بن عبد الله؛ فقلتُ له: لماذا لَمْ تَقُلْ: محمَّد عبد الله؟ وهل سَمِعْتَ في الدُّنيا من يَّقولُ ذلك؟ والسَّعادةُ لِمَنِ اقتدَى بِهِ، وقفى أثره -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ فشكَرَ لي ذلك.
وهذا من حيثُ الجانبُ الشَّرعيُّ، وأمَّا مِن حَيْث قوامُ الإعرابِ؛ فإنَّكَ إذا قلتَ في شخصٍ اسمُه: أحمد، واسم أبيه: محمَّد، واسم جدِّه: حَسَن؛ فقلتَ: (أحمد محمَّد حَسَن)، وأدخلتَ شيئًا من العواملِ= فلا يستقيم نطقُه ولا إعرابُه؛ لعُجمة الصِّيغة، وقد وَقَعَتْ بحوثٌ طويلةُ الذَّيل في " مجلَّة مجمع اللُّغة العربيَّة بمصر "، ولَمْ يأتِ أحدٌ منهم بطائلٍ؛ سِوَى ما بَحَثه العلاَّمةُ الأَفيق الشَّيخ / عبد الرَّحمن تاج - رحِمَهُ الله تعالَى - منْ أنَّ هذه صياغةٌ غيرُ عَرَبيَّةٍ؛ فلا يتأتَّى إعرابُها؛ إذِ الإعرابُ للتَّراكيبِ سليمةِ البِنْية؛ فلْيُقَلْ: (أحمد بن محمَّد بن حَسَن)؛ فلندعْ تسويغ العُجْمة، ولنبتعدْ عَنِ التشبُّه بالأعاجم؛ فذلك مِمَّا نُهينا عنه، والمشابهةُ في الظَّاهر تدلُّ على مَيْلٍ في الباطن ((كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ)) [البقرة / 118].
وفي: (الإيضاح والتَّبيين لِمَا وَقَع فيه الأكثرون مِن مُّشابَهةِ المُشركين) للشَّيخ حمود بن عبد الله التّويجريّ= بحثٌ مُّطوَّل مُّهِمٌّ في هذا؛ فليُنظَرْ، واللهُ أعلم) انتهَى.
ـ[أ. أبو البراء]ــــــــ[28 - 12 - 2008, 05:03 م]ـ
أحسنتِ فيما نقلتِ وشفيتِ فيما دونتِ، فأسعدكِ الباري وكتب أجركِ، وغفر ذنبكِ.
آمين .. آمين .. آمين ..
آمل أن تسمحِ لي بنقل ما نقلتِ إلى مَنْ يحتاج إيضاح مثل هذا الأمر.
ـ[عائشة]ــــــــ[08 - 03 - 2011, 01:20 م]ـ
وقال الأستاذ / عبد السلام هارون - رحمه الله - في " كناشة النوادر " (ص 113):
((إضافة الابن إلى الأب): يكاد المعاصرون ينسَون أسلوب العرب في قولهم: محمد بن عبد الله، وأحمد بن يوسف، إلاَّ أثارةً ممَّا يبلغنا عن إخواننا في المغرب، إذ يقولون: محمد بِنْعبد الله، وأحمد بنيوسف. وأسلوب المعاصرين صحيحٌ، إذا اعتبر الأب كأنه لقب من ألقاب الابن، فيجري عليه الحكم النحويُّ الخاص بإضافة الاسم إلى اللقب، حين يقولون: سعيد كُرْزٍ، أو بتعيّن الإتباع على البدليَّة أو عطف البيان، إذا كان الأوَّل مضافًا أو مقرونًا بأَلْ، أو كان الاسمان مُضافين، نحو: عبد الله زين العابدين، أو كان الأوَّل مفردًا والثاني مضافًا أو العكس.
وقد جرى المتنبي على هذه الإجازة والتخريج قديمًا في قوله:
لله ما فعل الصوارمُ والقنا ... في عمرِو حابِ وضبَّةَ الأغنامِ
أراد: عمرو بن حابس، فحذف (ابن)، وأضاف عمرًا إلى حابس، بعد ترخيمه لغير نداء) انتهى.
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1819