اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1820
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[08 - 03 - 2011, 02:35 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك
يكاد المعاصرون ينسَون أسلوب العرب في قولهم: محمد بن عبد الله، وأحمد بن يوسف، إلاَّ أثارةً ممَّا يبلغنا عن إخواننا في المغرب، إذ يقولون: محمد بِنْعبد الله، وأحمد بنيوسف.
لا أدري كيف قصرها الأستاذ -رحمه الله- على أهل المغرب، ونسي أهلَ الفصاحة العربَ الأقحاح في هذه الجزيرة، ولعل الأستاذ لم يخالط أهل الجزيرة، فغاب عنه خبرهم لذلك.
وقد أدركنا الناس قريبا في مناطق من السعودية لا يسقطون لفظة (ابن) بحال من الأحوال، ولا يجري على ألسنتهم حذفها وإلغاؤها، وهذا قريب قبل عشرين سنة ونحوها.
وأقول بمناسبة هذا: إنني وجدت في كلام بعض قبائل الجزيرة اليوم من غريب الكلام -الذي لا تكاد تجده في أكبر المعاجم- شيئا عجيبا ما كنت أظنه بقي في الناس إلى قريب، لكنه وا أسفا بدأ يذهب ويندثر لما ذهب كبار السن وطغت على الناس المدنية، ودخلت عليهم الأعاجم فأفسدوا ألسنتهم.
وأمثلة ذلك كثيرة جدا لا يستوعبها مجلد ولا اثنان، وقد جمع منها بعض الفضلاء قدرا صالحا.
وإليك مثالا واحدا يتضح به المقال:
سأل قوم من العرب في هذه الأزمان امرأة: كيف الماء عندك؟ فقالت: سَمَلَة. تريد أنه قليل. وهذه كلمة فصيحة اندثرت اليوم. قال رجل من تميم -وهي في الأصمعيات-:
من كل ماء آجن وسَمَلَهْ ** كما تماث في الهناء الثَّمَلَهْ
والله أعلم
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[08 - 03 - 2011, 06:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحديث لذو شجون، وإني لأحجم عن الكتابة أحيانا ثم أجدني أسرع إليها بعد قليل.
كنت قبل بضعة أشهر أحفظ أرجوزة لرؤبة بن العجاج، أولها:
أَرَّقني طارقُ هَمٍّ أَرَّقا
فحفظت فيها:
وقد أذقت الشعراء الذوقا ** فحولَهم والآخرين الدَّرْدَقا
مني إذا شاءوا حداءا مسوقا ** حتى صغا نابحهم فوقوقا
والكلب لا ينبح إلا فرقا
يريد بالدردق: الشعراء الصغار الذين ليسوا بفحول.
والدردق في اللغة: الأطفال، وقال الأصمعي في كتاب الفرق: "الدردق الصغار من كل شيء"
فعددتُ هذه الكلمة من الغريب الذي لو سألتَ عنه بعض علماء اللغة اليوم قد لا يعرفه حتى يراجع المعاجم.
ثم مضى على ذلك شهر أو شهران، فسمعت يوما امرأة من قومنا كبيرة في السن لا تقرأ ولا تكتب، سمعتها تقول: الدردق. فعجبت من ذلك وسألتها عن معنى الدردق، فقالت: هم الأطفال الصغار. فاشتد تعجبي من فصاحتها وموافقتها للغة العرب في اللفظ والمعنى في هذه الكلمة المندثرة البائدة.
واعتقدت في نفسي أن هذه كلمة مندثرة لا يعرفها إلا هذه المرأة الكبيرة في السن وأترابها، فجلست بعد ذلك في مجلس رجال من قومنا، فسمعت شابا أصغر مني -لكنه نشأ في القرية- يقول: الدردق، وعرفت من سياق كلامه أنه يعني الأطفال، فعلمت أن الكلمة منتشرة فيهم.
ثم سألت والدي بعد ذلك عن هذه الكلمة، فقال: هذه دارجة في القوم يعرفها كبيرهم وصغيرهم.
والله أعلم.
ـ[عائشة]ــــــــ[08 - 03 - 2011, 08:39 م]ـ
الأستاذ اللُّغويّ الشَّاعر / صالح العَمْري
لا حُرِمْنا هذا الحُضورَ المبارَكَ، العامِرَ بالفوائدِ واللَّطائفِ.
واللَّهجةُ العاميَّةُ مليئةٌ بالألفاظِ الفصيحةِ، وكثيرٌ منها لا نستخدمُها في كتاباتِنا؛ وإنَّما ننطِقُ بها في كلامِنا! وقد جمعتُ -منذُ سنواتٍ عديدة- شيئًا من هذه الألفاظِ. وليُراجَعْ هذا الرَّابط:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=2769
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[فهد الخلف]ــــــــ[12 - 03 - 2011, 04:00 م]ـ
إضافة إلى ما قدمه الأساتذة الأفاضل أتذكر أن (محمد محمد شراب) في كتابه الجميل معجم الشوارد النحوية والفرائد اللغوية قد عرض لهذه القضية وقال إن المجمع اللغوي القاهري قد أمضى ثلاثاً وعشرين سنةً يبحث في هذه المسألة وقد انتهوا إلى أن هناك تخرجين لهذا الأسلوب:
تسكين الأعلام الواقعة بين كلمة ابن
إضافة الأعلام إلى بعضها
وكم هو واضح هذان التخريجان غير مقنعين!
والله أعلم.
ـ[خميس الغامدي]ــــــــ[12 - 03 - 2011, 09:55 م]ـ
البسملة1
يسرني أن اكتب لكم وما أنا إلا بأحدثكم سناً وأقلكم علما:
حذف كلمة ابن بهمزه أو بدون مكروه [لست مشرعاً لكن نطقاً]، سواءٌ كان الاسم الثاني اسم ابيه أو جده أو ما يُنسب إليه، لكن في الكتابة قد تحذف لأجل العلم أو ربما لانتشار الخطأ.
ـ[عبدالله العيسري]ــــــــ[27 - 04 - 2011, 02:03 م]ـ
(إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)
كنا في عمان قد بلينا بهذه الرزية ردحا من الزمن، حتى صدرت أوامر رسمية تفرض كتابة (ابن) في كل الأوراق واستخدامها في الإعلام والمحافل الرسمية
ولو سعى كل واحد منا في بلده إلى من بيدهم القرار، لعاد الناس إلى جادة الصواب سراعا
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[21 - 01 - 2012, 04:00 م]ـ
جزاكم الله خيرًا، ونفع بكم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[21 - 01 - 2012, 05:14 م]ـ
في غياب مجمعٍ للغةِ العربيةِ بالمملكة العربية السعودية أكبر دولة في جزيرة العرب:
أقترح عليكم يا سدنة العربية أن تُشكل لجنة من كبار أساتذة اللغة العربية لوضع أطلس اللهجات الشائعة في الجزيرة العربية وعرض كل لفظة على معجمات اللغة لتحديد الفصيح الباقي وتحديد المولَّد وتحديد الدخيل وغير ذلك:
وأن تسند المهام إلى المتخصصين في اللغة من أبناء مناطق الجزيرة على غرار ما صنع حمد الجاسر رحمه الله في معجم البلاد السعودية.
وليتنا:
نرفع النداء إلى ولاة الأمر لرعاية هذا المشروع الوطني الذي يدخل في صميم الدعوة إلى اتحاد الشمل العربي وخدمة كل عربي غيور على لغته وتراثه.
فهيا إلى وضع التصورات التي تهيء للصورة المرجوة من ذلك المشروع العظيم.
والله يرعاكم ويرعاني معكم.
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1820