responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1804
لِمَ لا تكون (مِن) اسمًا؟
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[08 - 01 - 2009, 05:29 م]ـ
لو ادَّعى مدَّعٍ أنَّ (مِن) اسمٌ، بدليلِ أنَّها تقعُ موقعَ (بعضٍ)، وأنَّها تقعُ في موضع الفاعل، حيثُ لا فاعلَ، وموضعِ المفعول حيثُ لا مفعولَ.
فأمّا وقوعُها موقِع (بعض)، فأوضح مثالٍ عليهِ قراءة الجمهورِ: ((لن تنالوا البرَّ حتى تنفقوا مما تحبون))، وقراءة ابن مسعود: ((حتى تنفقوا بعضَ ما تحبون)).
وأمَّا وقوعُها موضع الفاعل حيثُ لا فاعلَ، فمثلُ قوله تعالى: ((ولقد جاءك من نبأ المرسلين)).
وأمَّا وقوعها موضع المفعول حيثُ لا مفعولَ، فمثلُ قوله تعالى: ((فشربوا منه إلا قليلاً منهم)).

فما أصرحُ دليلٍ على الفرق بينهما يمكنك أن تُجيب به؟

ـ[عبد الوهاب الغامدي]ــــــــ[08 - 01 - 2009, 08:21 م]ـ
أستاذي الفاضلَ أبا قصيٍّ: ما تفضلتمْ به هو ما ادّعاه الزمخشريُّ من أنّ (مِنْ) إن كانت بمعنى (بعضٍ) فهي اسمٌ، ورجحه الشيخُ الحازمي في شرحِه على الألفيةِ عند إعرابِ قول ابنِ مالكٍ ((والاسمُ منه معربٌ ومبني ..)).

دمتَ لمحبِّكَ

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[09 - 01 - 2009, 12:05 م]ـ
أهلاً بك أخي الحبيب / عبد الوهاب

هل أنت مع الزمخشري في هذا؟

ـ[عائشة]ــــــــ[10 - 01 - 2009, 10:45 ص]ـ
لِمَ لا تكون (مِن) اسمًا؟

لأنَّها لَوْ كانَتِ اسمًا؛ لجازَ أن يدخُلَ عليها الجارّ؛ كدخولِه علَى (علَى) الاسميَّة؛ كقوله:
* غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ ... *
أي: من فَوْقِهِ.

وعلَى (عن) الاسميَّة؛ كقولِه:
* مِنْ عَن يَّميني ... *
أي: من جانِبِ يميني.

ولَوْ سلَّمْنَا بصِحَّةِ دليلِ هذا المُدَّعي؛ للزِمَ من ذلكَ القولُ باسميَّة (الباء)؛ لصحَّة وقوعِها موقع (بدل) في بعضِ المواضِع.

فليسَ في هذا دليلٌ. ولعلَّ الدَّليلَ هُو ما ذَكَرْتُ آنفًا؛ فدخولُ حَرْفِ الجرِّ علَى بعضِ الحروفِ: دليلٌ علَى اسميَّتها؛ لأنَّ حرفَ الجرّ لا يدخلُ إلاَّ علَى الأسماءِ.

هذا، واللهُ تعالَى أعلمُ.

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[10 - 01 - 2009, 11:05 م]ـ
المعوَّل عليهِ في التفرقة بين أصناف الكَلِم هو الحَدُّ، لا العلاماتُ؛ إذ الحدُّ موضوعٌ لبَيانِ حقيقةِ الشيءِ، وتمييزِه عن غيره. فإذا أردنا معرفةَ شيءٍ من الكلمِ، وإلى أيِّ صنفٍ من الأصنافِ الثلاثةِ ينتمي، عرَضناه على الحدِّ، بعدَ تمحيصِه، والاطمئنانِ إلى سلامتِه، والاستيثاق من دوَرانه طردًا وَّعكسًا.

فإذا استبهمَ علينا الحدُّ، ولم يهدِنا النظَرُ فيهِ، ثمَّ النظرُ إلى الكلمةِ المرادِ معرفةُ صنفِها، إلى يقينٍ قاطعٍ، استعنَّا بالنظر في العلاماتِ، والخواصِّ التي أعطيَتها هذه الكلمةُ؛ إذ لكلِّ صِنفٍ من الأصنافِ خواصُّ لا يشرَكه فيها غيرُه، توجَد في بعض أنواعِه دونَ بعضٍ. وهي خواصُّ اقتضتها طبيعتُه، كدخولِ حرف التعريف على الأسماء دونَ غيرِها؛ فإنما ذلكَ لأنَّ الفعلَ ليسَ اسمًا لشيءٍ ثابتٍ؛ فيقبلَ التعريفَ، والتنكيرَ، ولأنَّ الحرفَ ناقصُ الدّلالةِ، لا يتِم معناه إلا بغيرِهِ.

وينبغي قبلَ النظر في العلاماتِ أن ننظرَ في الحدودِ، لأنَّ العلاماتِ ربَّما تخلَّفت، كما في (عدا، وخلا) في الاستثناء، وربَّما انتقضت، كما في (دامنَّ سعدك لو رحمتِ متيَّمًا ...)، و (أقائلُنَّ أحضروا الشهودا)، وربَّما اختُلِفَ فيها، كما في لحاقِ ياء المتكلم معَ نون الوقاية اسمَ الفعلِ (عليكَني)، على أنَّ ادِّعاءَ أنَّ ما يسمونَه (أسماءَ فعالٍ) أسماءٌ، فيهِ نَظرٌ.

أمَّا الحدودُ، فإنها متى أُحكِمت، لم يتطرَّق إليها خللٌ، ولم يمسسها خوَرٌ. والنحاةُ كثيرًا ما يُقدِّمون حكمَ العلامات على حكمَ الحدودِ، كما فعلوا في (ليسَ)؛ فعدوه فِعلاً، والحقُّ أنه حرفٌ، كما قالَ أبو بكر بنُ شُقيرٍ، وأبو علي الفارسيّ. وذلكَ لدلالةِ الجنسِ، ودلالةِ العلاماتِ المطردةِ، والغالبةِ. أمَّا لَحاق التأنيث الساكنة، وضمائر الرفعِ بها، فلهُ توجيهٌ لعلي أفيضُ الكلامَ عليهِ، وعلى حقيقةِ (ليس) عامَّةً في موضعٍ آخرَ إن شاءَ الله.

ونرجعُ إلى حدي الاسمِ، والحرف.
حدُّ الاسمِ: كلمةٌ دالَّة على معنًى في نفسِها غيرِ مقترنٍ بزمنٍ محصَّلٍ.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1804
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست