ـ ذَكَرَ عبَّاس حسن في " النَّحو الوافي " أنَّ صاحبَ " الهمع " (1/ 209 - باب الظّرف) صرَّح بأنَّ " بعد " ظرف زمانٍ، ولَمْ يذكُرْ شيئًا يدُلُّ علَى أنَّه يكونُ للمكانِ. وكذلك صاحب " المصباح المُنير " (مادَّة " بعد ").
غيرَ أنَّ صاحب " التَّصريح " (1/ 50 - باب الإضافة) نصَّ في وضوحٍ علَى أنَّه يكونُ للزَّمانِ والمكانِ؛ حيثُ قال - في معرضِ حديثِهِ عن الظَّرفَيْن: " قبل وبعد " -:
(لا يختصَّانِ بالزَّمانِ؛ فقد يكونانِ للمكانِ؛ كقولك: " داري قَبْلَ دارك أو بَعْدَها " ...) انتهى.
وبالَغَ بعضُهُم؛ فجَعَلَ الأَوْلَى في استعمال " بعد " أن يكون ظرف مكان. انظُر: " حاشية ياسين علَى التَّصريح " (2/ 8 - باب حروف الجرّ).
قال عبَّاس حسن:
(والحقّ أنَّ " بعد " تكون للزَّمان تارةً، وللمكانِ أُخْرَى، ولا داعيَ للتَّأويلِ الَّذي يُرادُ منه قصرُها علَى أحدِهما) انتهى.
انظر: " النَّحو الوافي " (2/ 283، 284).
* * * * *
ـ في قول الرَّاجِز:
* بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ *
ما إعراب " بعد " - هُنا -؟ وهل يُمكن أن يكونَ ظرفَ مكانٍ؟ - مع العِلْمِ بأنَّ الشَّيخ محيي الدِّين عبد الحميد - رحمه الله - أعربَهُ ظرفَ زمانٍ [انظر: " أوضح المسالك " (3/ 77)]-.
ـ[[جرح]]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 03:33 ص]ـ
الأستاذة عائشة, أشكر لك المرور. مع قِدَم الموضوع.
لكن المسألة ما زالت مُشكِلَة. والنقل الذي ذكرتيه أعلاه لا يعدو عن كونهِ كلام نحاةٍ, لكن هل استشهدوا ببيتٍ أو آيةٍ أو حديثٍ على كلامهم؟ أريد إثبات أن "بعد" تستعمل للزمان بشكل صريح.
أما البيت الذي ذكرتيه, فالذي يظهر لي أنه ظرف زمان, ورغم ذلك, قد يقول البعض أنه ظرف مكان. لكن هل من المعقول أن لا يوجد في تاريخ الأدب العربي إلا هذا البيت؟ وأيضاً قال البعض فيه أنه ظرف زمان. هل من نص صريح وواضح مثل قوله " بيتي بعد/قبل بيتك ".
المسألة ما زالت مُشكلة, وأشكر لك مرورك وتعطيرك الصفحة.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1754