وسوفَ أعرضُ في هذا الحديثِ -إن شاء الله- المواضِعَ الَّتي حُذِفَ فيها المبتدأُ في سورةِ الأعرافِ -حسب ما وَقَفْتُ عليه-، مُسترشِدةً بأقوالِ العُلماءِ، وما ذَكَروهُ في التَّفاسيرِ، وكُتُب إعرابِ القرآنِ.
وهذا الموضوعُ ليسَ مِن اختياري؛ وإنَّما هُو جزءٌ مِن بحثٍ؛ كُلِّفْتُ به -قبل سنواتٍ-، ثُمَّ رأيتُ -الآنَ- أنْ أُدخِلَ فيه بعضَ التَّعديلاتِ.
وفي قوله تعالَى: ((وَذِكْرَى? لِلْمُؤْمِنِينَ)):
ذَكَرَ العُلماء لـ (ذِكْرَى?) أوجُهًا إعرابيَّةً؛ مِنْها: الرَّفعُ علَى أنَّها خبرٌ لمبتدإٍ محذوفٍ؛ والتَّقديرُ: هو ذِكْرَى. (4)
ـــــــــــــــــ
(1) للاستزادةِ في موضوع: (الابتداء بالحروف المقطَّعةِ في أوائل السُّورِ وإعرابها):
انظُر: «الدُّرَر في إعراب أوائل السُّوَر» لأحمد السجاعيّ: (53 - 86)، والكُتُب الَّتي تناولَتْ إعرابَ القرآنِ، عند الآيةِ الأُولَى من سورة البقرةِ.
(2) «معاني القرآن» للفرَّاء: (1/ 369)، تحق: أحمد يوسف نجاتي، ومحمَّد علي النَّجَّار، ط: دار السُّرور.
(3) المصدر السَّابق: (1/ 369).
(4) انظُر: «الكشَّاف» للزَّمخشريِّ: (2/ 66)، ط: دار الفكر، بيروت، و: «إملاء ما منَّ به الرَّحمن» للعُكْبَريّ: (240)، ط: المكتبة العصريَّة، بيروت، و: «البحر المُحيط» لأبي حيَّان الأندلسيِّ: (4/ 267)، ط: دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، 1413، و: «الدّرّ المصون» للسَّمين الحَلَبيّ: (5/ 244)، تحق: د. أحمد الخراط، ط: دار القلم، دمشق، 1408.
ـ[عائشة]ــــــــ[01 - 04 - 2009, 12:44 م]ـ
2 - قال الله تعالَى: ((وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ)) [الأعراف: 8].
ذَكَرَ العُلماءُ في إعراب (الحَقُّ) أوجُهًا، في حالةِ إعرابِ (الوزنُ) مبتدأً، و (يومئذٍ) خبره، والَّذي يعنينا في هذا المقام: هو أنَّهم جوَّزوا أن يكونَ (الحقُّ) خبرًا لمبتدإٍ محذوفٍ؛ والتَّقدير: هُوَ الحقُّ. (1)
قال السَّمينُ الحَلَبيُّ -رحمه الله- (ت756) في «دُرِّهِ» (5/ 255):
(كأنَّه جوابُ سؤالٍ مقدَّرٍ من قائلٍ يقولُ: ما ذلك الوَزْنُ؟ فقيلَ: هو الحقُّ لا الباطِلُ) انتهى.