responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1746
حذف المبتدإ في سورة الأعراف
ـ[عائشة]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 11:42 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للهِ، والصَّلاة والسَّلام علَى رسولِ الله، وعلَى آلهِ، ومن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ مِنْ أعظمِ ما شُغِلَتْ بهِ الأوقات، وأُنفِقَتْ فيه السَّاعات: الإقبالَ علَى كتابِ ربِّ البريَّات، والاشتغالَ بعلومِهِ النيِّرات؛ ومِنْها: عِلْمُ إعرابِ القرآنِ؛ المُعينُ علَى فَهْمِ الآياتِ الكريمات.

وسوفَ أعرضُ في هذا الحديثِ -إن شاء الله- المواضِعَ الَّتي حُذِفَ فيها المبتدأُ في سورةِ الأعرافِ -حسب ما وَقَفْتُ عليه-، مُسترشِدةً بأقوالِ العُلماءِ، وما ذَكَروهُ في التَّفاسيرِ، وكُتُب إعرابِ القرآنِ.

وهذا الموضوعُ ليسَ مِن اختياري؛ وإنَّما هُو جزءٌ مِن بحثٍ؛ كُلِّفْتُ به -قبل سنواتٍ-، ثُمَّ رأيتُ -الآنَ- أنْ أُدخِلَ فيه بعضَ التَّعديلاتِ.

حَذْفُ المبتدإِ في سُورةِ الأعرافِ:

1 - قال الله تعالَى: ((المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى? لِلْمُؤْمِنِينَ)) [الأعراف: 1، 2].

اختلفَ العلماءُ في إعراب (كِتابٌ)؛ تَبَعًا لاختلافهم في الحروفِ المُقطَّعةِ (المص): ألَها موضِعٌ من الإعرابِ أم لا. (1) وأُشيرُ -ههنا- إلَى ما يخُصُّ قضيَّة حذف المبتدإ:

ذَهَبَ كثيرٌ من العُلماءِ إلَى أنَّ (كتابٌ) تُعرَبُ خبرًا لمبتدإٍ محذوفٍ، ومنهم: الكسائيُّ -رحمه الله- (ت189)؛ حيثُ قالَ: (رُفِعَتْ ((كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ)) -وأشباهه من المرفوعِ بعدَ الهجاءِ-: بإضمارِ (هذا) أو (ذلك)). (2)

وذَهَبَ الفرَّاءُ -رحمه الله- (ت207) إلَى أنَّه لَوْ أُعْرِبَ (كِتَابٌ) خبرًا لمبتدإٍ محذوفٍ؛ فإنَّ الحروفَ المقطَّعةَ (المص) تُعربُ خبرًا لمبتدإٍ محذوفٍ -كذلكَ-؛ فيقولُ تعقيبًا علَى كلامِ الكسائيِّ الآنفِ الذِّكر: (وكأنَّه إذا أضمرَ (هذا) أو (ذلك)؛ أضمَرَ لحروفِ الهجاءِ ما يرفعُها قبلَها؛ لأنَّها لا تكونُ إلَّا ولَها موضِعٌ) انتهى. (3)

وفي قوله تعالَى: ((وَذِكْرَى? لِلْمُؤْمِنِينَ)):
ذَكَرَ العُلماء لـ (ذِكْرَى?) أوجُهًا إعرابيَّةً؛ مِنْها: الرَّفعُ علَى أنَّها خبرٌ لمبتدإٍ محذوفٍ؛ والتَّقديرُ: هو ذِكْرَى. (4)

ـــــــــــــــــ
(1) للاستزادةِ في موضوع: (الابتداء بالحروف المقطَّعةِ في أوائل السُّورِ وإعرابها):
انظُر: «الدُّرَر في إعراب أوائل السُّوَر» لأحمد السجاعيّ: (53 - 86)، والكُتُب الَّتي تناولَتْ إعرابَ القرآنِ، عند الآيةِ الأُولَى من سورة البقرةِ.
(2) «معاني القرآن» للفرَّاء: (1/ 369)، تحق: أحمد يوسف نجاتي، ومحمَّد علي النَّجَّار، ط: دار السُّرور.
(3) المصدر السَّابق: (1/ 369).
(4) انظُر: «الكشَّاف» للزَّمخشريِّ: (2/ 66)، ط: دار الفكر، بيروت، و: «إملاء ما منَّ به الرَّحمن» للعُكْبَريّ: (240)، ط: المكتبة العصريَّة، بيروت، و: «البحر المُحيط» لأبي حيَّان الأندلسيِّ: (4/ 267)، ط: دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، 1413، و: «الدّرّ المصون» للسَّمين الحَلَبيّ: (5/ 244)، تحق: د. أحمد الخراط، ط: دار القلم، دمشق، 1408.

ـ[عائشة]ــــــــ[01 - 04 - 2009, 12:44 م]ـ
2 - قال الله تعالَى: ((وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ)) [الأعراف: 8].

ذَكَرَ العُلماءُ في إعراب (الحَقُّ) أوجُهًا، في حالةِ إعرابِ (الوزنُ) مبتدأً، و (يومئذٍ) خبره، والَّذي يعنينا في هذا المقام: هو أنَّهم جوَّزوا أن يكونَ (الحقُّ) خبرًا لمبتدإٍ محذوفٍ؛ والتَّقدير: هُوَ الحقُّ. (1)

قال السَّمينُ الحَلَبيُّ -رحمه الله- (ت756) في «دُرِّهِ» (5/ 255):
(كأنَّه جوابُ سؤالٍ مقدَّرٍ من قائلٍ يقولُ: ما ذلك الوَزْنُ؟ فقيلَ: هو الحقُّ لا الباطِلُ) انتهى.

وذَكَرَ العُكْبَريُّ -رحمه الله- (ت616) في إعرابِ (الوَزْنُ) وجهَيْنِ؛ أحدهما: أنَّه مبتدأٌ، والآخَر: أنَّه خبر مبتدإٍ محذوفٍ؛ أي: هذا الوَزْنُ. (2)

ـــــــــــــــــ
(1) انظُر: «الإملاء»: (241)، و: «الفريد في إعراب القرآن المجيد» لابن أبي العزّ الهمذاني: (2/ 272)، تحق: د. فهمي النمر، ود. فؤاد مخيمر، ط: دار الثَّقافة، الدَّوحة، و: «الدُّرّ المصون»: (5/ 255).
(2) انظُر: «الإملاء»: (241).

ـ[عائشة]ــــــــ[02 - 04 - 2009, 12:37 ص]ـ
3 - قال الله تعالَى: ((ولِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)) [الأعراف: 26].

ذَكَروا في إعراب (لِبَاسُ) -بالرَّفعِ- أوجُهًا؛ مِنْها: أنَّه خبرٌ لمبتدإٍ محذوفٍ؛ أي: وهُو لباسُ التَّقوَى؛ أي: وسترُ العورةِ لباسُ التَّقوَى. (1)

ـــــــــــــــــ
(1) انظُر: «معاني القرآن وإعرابه» للزَّجَّاج: (2/ 328، 329)، تحق: عبد الجليل شلبي، ط: عالم الكتب، بيروت، 1408، و: «إعراب القرآن» للنَّحَّاس: (1/ 606)، تحق: زهير غازي، ط: العاني، بغداد، 1397، و: «الدُّر المصون»: (5/ 288).
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1746
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست