responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 162
الثاني: أن قوله: ولا تخشى مجزوم بحذف حرف العلة، وهذه الألف ليست لام الكلمة، وإنما هي ناشئة عن إشباع الحركة التي قبلها، وقد أجازه الفراء ـ في أحد أقواله ـ؛ فقال: والوجه الثالث: أن يكون الياء () صلة لفتحة الشين ().
وأجازه الفارسي ـ في أحد قوليه ـ ()، والسيرافي ـ في أحد قوليه ـ؛ فقال: ... الألف في تخشى زيدت لإطلاق الفتحة؛ إذ كانت رأس آية ().
واختاره الباقولي؛ فقال: أثبتت الألف في قوله: ولا تخشى؛ ليطابق رؤوس الآي، فأشبع الفتحة، فتولدت منها الألف ().
وأجازه الأنباري ()، والعكبري ()، والمنتجب الهمذاني ()، والسمين ().
الثالث: أن قوله: ولا تخشى مجزوم بالعطف على قوله: لا تخف المجزوم، وقد ثبتت الألف؛ إجراء للمعتلّ مُجرى الصحيح، وقد أجازه الفراء؛ فقال: ولو نوى حمزة بقوله: ولا تخشى الجزم، وإن كانت فيه (الياء) كان صوابا ().
ووافقه الخطيب التبريزي ()، والمنتجب الهمذاني الذي قال: .. مجزوم بالعطف على لا تخف غير أنه لم يحذف ألفه للجزم، واقتصر على حذف الحركة المقدرة ().
وقد احتج من أجاز إجراء المعتلّ المجزوم مجرى الصحيح بأنها لغة لبعض العرب.
يقول الفراء: وإن شئت جعلتَ تخشى في موضع جزم، وإن كانت فيها (الياء)؛ لأن من العرب من يفعل ذلك. قال بعض بني عبس:
ألم يأتيك والأنباء ترمي بما لاقت لبون بني زياد
فأثبتت (الياء) وهي في موضع جزم؛ لأنه رآها ساكنة فتركها على سكونها، كما نفعل بسائر الحروف. .... وأنشدني بعضهم في الواو:
هجوتَ زبان ثم جئتَ معتذرا من سبّ زبان لم تهجو ولم تدع.،
فأسكن الياء في (الأول)، والواو في (الثاني) "من الضمة التي قدر حذفها للجزم، كما يحذفها من (يضرب) ونحو ذلك من الصحيح " ()؛ لأن "من يُجري المعتل مجرى الصحيح من العرب، فيقول: زيد يقضيُ ويمشيُ ويغزوُ ويدعوُ، فيحرك آخره في حال الرفع، لا يحذف منه في حال الجزم إلا الحركة وحدها، ويدع الحرف، فيقول: زيد لم يقضي، ولم يمشي، بإثبات (الياء)، فيجعل حذف الحركة علامة للجزم، وكذلك يقول في الرفع: زيد يغزوُ ويدعوُ؛ لأنه يُجريه مجرى الصحيح، وهي لغة للعرب مشهورة متفق على حكايتها ().
والقول بأن الألف للإشباع جائز، إن أريد به موافقة رؤوس الآي، غير أن الأولى بالقبول هو القول بأن قوله تعالى: ولا تخشى مستأنف.
ولم يرتض جمهور المعربين ما ذهب إليه الفراء ومن وافقه، ووصفوه بأنه من أقبح الغلط ()، وبأنه وجه ضعيف لا يُحمل القرآن عليه ()، وبأنه من عجائب التأويل ().
ويدل على ضعفه أمور:
أولها: أن هذه اللغة قليلة، كما وصفها ابن عصفور بقوله: وقد يُجزم [المعتل] بسكون آخره، فيُقال: لم يقضي، ولم يغزو، ولم يخشى، وذلك قليل جدا.
ولا يجوز حمل القرآن على هذه اللغة؛ لأن أصحابها يجرون المعتل مجرى الصحيح ـ في جميع أحواله ـ، فتظهر الضمة على الواو والياء رفعا، فيقولون: زيد يقضيُ، ويمشيُ، ويغزوُ، ويدعوُ () ـ بإظهار الضمة، ولم يرد شيء من ذلك في القرآن الكريم، فكيف يجوز حمل القرآن الكريم عليها في حالة الجزم، ولم يرد منها شيء في حالة الرفع؟!!
وثانيها: أن ما ورد ـ على هذه اللغة ـ من الشعر لا يُشبه الآية الكريمة؛ "لأن (الواو)، و (الياء) مخالفتان للألف؛ لأنهما تتحركان، و (الألف) لا تتحرك، فللشاعر إذا اضطر أن يقدرهما متحركتين، ثم يحذف الحركة للجزم، وهذا محال في (الألف) ()، وأكثر ما يجري المعتل مجرى الصحيح فيما آخره (ياء) أو (واو) ().
فإن قيل: قد ثبتت الألف في المضارع المجزوم من قول الشاعر:
وتضحك مني شيخة عبشمية كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا ()
وقول الشاعر:
إذا العجوز غضبت فطلق
ولا ترضاها ولا تملق ()
وفيهما دليل على إجراء المعتل بالألف مجرى الصحيح.
كان الجواب: أما البيت الأول فلا دليل فيه؛ لأمرين:
أحدهما: احتمال أن يكون الأصل: (ترأَى) بهمزة قبل الألف، فلما دخل الجازم، وهو (لم)، حذفت الألف، فصار الفعل (ترأَ) مجزوما، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، ثم نُقلت حركة الهمزة إلى الراء الساكنة، وأبدلت الهمزة ألفا، فصار الفعل (ترى) ().
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست