اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1613
دلالة الإعراب على المعاني: أمثلة تطبيقية
ـ[أنس آغا]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 10:28 م]ـ
كثرت في الفترات الأخيرة الدعوة إلى العامية , بحجج واهية لا تقوم لها قائمة. وكان وراء هذه الدعوات أيد غربية معادية بعد أن جندت جنوداً لها من أبناء جلدتنا , غذتهم بلبانها , فعادوا إلينا مزهوين بما حشي في دماغهم مدعين أنهم سيجددون العربية ويعيدون لها مجدها , فهب أصحاب الغيرة من علمائنا – حفظهم الله جميعاً – للذود عن هذه اللغة الشريفة التي هي لغة كتاب الله – سبحانه – فردوا كثيراً من هذه الشبهات , ولا يزالون. وكان من هؤلاء الدكتور محمد حسن جبل , إذ بين في كتابه النافع " دفاع عن القرآن الكريم: أصالة الإعراب ودلالته على المعاني في القرآن الكريم واللغة العربية " أن الإعراب أصل أصيل في لغتنا , وليس دخيلاً كما يذكر المستشرقون وخدامهم , وأن القرآن الكريم نزل معرباً , وليس الإعراب دخيلاً عليه , وقد عرض لتيك الشبهات شبهة شبهة , ثم جعلها تتهاوى واحدة تلو الأخرى , ثم أتى بشواهد تطبيقية لأصالة الإعراب في القرآن الكريم , وفي الباب الرابع أتى بأمثلة عملية لدلالة الإعراب على المعاني واختلافها باختلاف الحركة الإعرابية. وهأنذا أثبت هذه الأمثلة برمتها متصرفاً بها بعض لشيء لغرض البيان والتوضيح. وهي:
1 - في أسلوب المفعول معه: "ما زال خالد وزيداً حتى كتب الرسالة".ضبط " زيداً " بالنصب يعني أن خالداً استمر في دفع زيد إلى الكتابة حتى كتب , وضبطه بالرفع يوهم أن الاستمرار منهما معاً.
2 - أسلوب ظروف الزمان والمكان , نحو:" سحر , وبكرة , وغدوة ". فمثل هذه تُضبَط بالنصب من غير تنوين إذا أُريد بها سحرُ يومك الذي أنت فيه ... وبالتنوين إذا أريد سحرُ يومٍ غيرِ معين.
3 - في أسلوب الحال مثل:" تكلم مرشداً". إذا ضبطتَ "مرشداً" بالنصب كانت حالاً , وإنْ ضُبطَتْ بالرفع صار المعنى: أن شخصاً اسمه مرشد قد تكلم.
ومثله:" زيد كاتباً أفضل منه شاعراً ". فالكلام على زيد في حالتين من حالاته. فإذا تغير الإعراب , فصار: زيد كاتبٌ أفضل منه شاعر , كان الكلام على شخصين: زيد الكاتب , والشاعر الذي هو أفضل منه.
4 - أسلوب التمييز في مثل:" فاطمةُ أكرم أماً , وأشرف زوجاً ". المدح موجَّه إلى زوج فاطمة وأمِّها. فإذا جررْتَ , بأن قلت: أكرم أمٍّ وأشرفُ زوجٍ , صار المدح منصبّاً على فاطمةَ نفسِها باعتدادها الأشرفَ والأكرم. وكذلك قولك: "كم كتاباً عندك "؟ إذا نصبت " كتاباً " كان الكلام استفهاماً , وإن جررْتَ , بأن قلت: كم كتابٍ عندك! صار الكلام إخباراً بكثرة ما عندك من الكتب. وكذلك قولك: عندي حُبٌّ عسلاً. فالنصب يعني أن عندك من العسل ما يملأ الحُبَّ الذي هو وعاء العسل. فإذا أضفتَ , بأن قلت: عندي حبُّ عسلٍ. صار المعنى أن عندك وعاءَه , وليس هناك ما يقطع بوجود عسل أو عدمه.
5 - أسلوب الاستثناء في نحو:" ينجح المستذكرون غيرََََََُ َالمُرهَقين". رفع غير يعني أن المستذكرين الذين ليسوا مرهقين ينجحون , ونصبها يجعل المعنى أن المستذكرين سينجحون إلا المرهقين منهم. ففي رفع " غير " لم يقطع على المرهقين بشيء , وفي نصبها حُكْمٌ جازم بأن المرهقين لا ينجحون.
6 - في قولك:" منحاً زيدا ً , وقولاً الحق ". إذا استُعمل من غير إعراب التبس بالأسلوب الخبري , وظُنَّ احتياجُه إلى خبر أو مبتدأ.
7 - في المفعول لأجله , نحو:" جد شكراً , وضربتُه تأديبَه , لا أقعد الجبن ... " استعمالها دون إعراب يُبهم المعنى , فلا يُفهم إلا بتعديل , كأن يقال: جد لتشكر , أو من أجل الشكر.
8 - أسلوب التعجب في مثل:" ما أحسن الشباب , يا رجال ". ضبط الشباب بالرفع يجعل الكلام نفياً لإحسان الشباب , أو استفهاماً عن الشيء الذي أحسنه الشباب. ورفع أحسن وجر الشباب يجعل المعنى استفهاماً عن الشيء الحسن في الشباب: أهو القوة أم العلم ... ؟ وفتح الاثنين معاً يجعل الكلام تعجباً من حسن الشباب.
9 - أسلوب النداء في نحو:" يا رجل , تحمَّلْ مسؤوليتك". بضم رجل يكون الكلام موجها ً للمخاطَب خاصة. فإذا قيل بالنصب كان عاماً موجهاً إلى كل من يصدق عليه أنَّه رجل. وكذا قولك: يا عمر , أين أنت؟ ترْكُ الإعراب يحتمل النداء والندبة " يا عمرا " فيلتبس المراد.
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1613