responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1510
طرف نحوية
ـ[أنس آغا]ــــــــ[07 - 05 - 2010, 12:50 ص]ـ
طُرَفٌ نحوية (1)
من المعروف أن أسماء الاستفهام لها صدارة الكلام , فتقول: " ما شأنك؟ " , " كيف أصبحت؟ " , " متى نصر الله؟ "
ويكتسب هذا الحكمَ الاسمُ المضافُ إلى اسم استفهام. ولهذا وجب تقديم المبتدأ , في قولك: " غلام من عندك؟ " , والخبر في نحو: " صبيحةَ أيِّ يوم سفرك؟ " , والمفعول في نحو: " غلامَ أيِّهم أكرمت؟ " , و"مِن" ومجرور ها في نحو قولك: " مِن غلام أيِّهم أنت أفضل؟ ".
والطريف في الأمر أن الإمام أمينَ الدين المحليَّ (ت 673 هـ) اقتبس هذا الحكم وضمنه في معنًى رشيقٍ جميل , إذ قال:
عليك بأرباب الصدور , فمن غدا ........ مضافاً لأرباب الصدور تَصَدّرا
وإياك أن ترضى صحابة ناقص ........ فتنحط قدراً من علاك , وتُحْقَرَا
فرفع " أبو من " ثم خفض مزمل ........ يبين قولي , مُغرياً ومُحَذِّرا
فأشار في البيت الثالث بقوله: " أبو من " إلى ما ذكرناه من أن الاسم يكتسب الصدارة إذا أضيف إلى اسم استفهام.
وأشار بقوله: " ثم خفض مزمل " إلى بيت امرئ القيس:
كأن ثبيراً , في عرانين وبله , ........ كبيرُ أناس , في بجادِ مزملِ
وأنت تعلم أن " مزمل " صفة لـ " كبير " , لكنها جرت لما جاورت كلمة مجرورة. وعلى هذا فقد حذر المحلي من أن يحل بالإنسان , إذا صاحب أهل الدناءة , ما حل بمزمل حين جاورت كلمة مجرورة , ويغري السامع أن يصاحب أهل الرتب والشرف , كالمضاف إلى اسم الاستفهام الذي تصدر لمصاحبته له.

ـ[مُحمّد]ــــــــ[17 - 05 - 2010, 07:41 م]ـ
جميل ظريف، أخي.
واصلْ وصلَكَ الله بحبله، فإنّي أرى لترقيمك معنًى ... !
دمت.

ـ[أنس آغا]ــــــــ[19 - 05 - 2010, 06:37 ص]ـ
مما تقرر في الدرس النحوي أن الأعلام لا تدخلها " أل " , لأنها معرفة بنفسها , فلا تحتاج إلى ما يُعَرِّفُها؛ فلا تقول في نحو أنس: الأنس ...
غير أن " أل " تدخل عليها لا لتفيدها تعريفاً بل لمعانٍ أخرَ؛ فقد دخلت على: الفضل , والعباس , والحسن , للمح الأصل , أي: لتبين أن هذه الأعلام منقولة من غيرها؛ فـ" الفضل " منقول من مصدر: فضل يفضل , و" الحسن " منقول من الصفة المشبهة ... وعلى هذا دخلت اللام لتبين أن مثل هذه الأعلام ليست في الأصل كذلك , بل نقلت إلى معنى العلمية نقلاً ..
والطريف في الأمر أن أحد النحاة – وهو محمد بن موسى الدوالي الصريفي (ت 790 هـ) – اقتبس هذا المعنى , ليرد على عاذلته التي عذلته على قلة ماله مع أنه يدعي أنه عَلَمٌ من أعلام الأدب , فرد عليها بأن المال لا يدخل على الأعلام , كما أن " أل " التعريف لا تدخل عليها؛ فالعَالم إنما يسمو بعلمه وأخلاقه لا بماله وجاهه. يقول:
وقائلةٍ: أراك بغير مالٍ ...... وأنت مهذّب , عَلَمٌ , إمام
فقلتُ: لأنّ عكسَ المال لام ...... وما دخلت , على الأعلام , لام

ـ[أنس آغا]ــــــــ[19 - 05 - 2010, 06:40 ص]ـ
من المعروف عند النحاة أن خبر " إنّ " وأخواتها لا يجوز تقدمه على اسمها؛ فلا تقول: إنّ مُكرَمٌ الطائع َ.
وكذلك إذا كان الجار والمجرور متعلقين بالخبر , نحو قوله , تعالى: {إن في ذلك لعبرةً}؛ فإنك تقدر الخبر المحذوف بعد الاسم. فالتقدير في الآية السابقة: إن في ذلك لعبرةً كائنةٌ. كما نص ابن هشام.
والطريف في الأمر أنّ ابن عنين اقتبس هذا المعنى , يشكو تأخره عن ممدوحه , مشبِّهاً حالته هذه بخبر " إن " وأخواتها , إذ لم يجز أحد من النحاة تقدمه , يقول:
كأنّيَ مِن أخبار " إنّ " , ولم يُجِزْ .......... له أحدٌ , في النّحو , أنْ يتقدما
عسى حرفُ جرٍّ , من نداك , يجرُّني .......... إليك , فأبقى في ذُراكم , مقدَّما

ـ[عائشة]ــــــــ[20 - 05 - 2010, 08:39 م]ـ
جزاكَ الله خيرًا.

وهذا حديثٌ ذو صلةٍ:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1566

ـ[أنس آغا]ــــــــ[21 - 05 - 2010, 11:15 م]ـ
جزاك الله خيراً - أختنا الفاضلة - على هذا الجمع والاستقصاء الجيد. وسأستفيد من هذه الأبيات فيما سأكتبه مستقبلاً , إن يسر الله وأعان

ـ[أنس آغا]ــــــــ[21 - 05 - 2010, 11:27 م]ـ
طرف نحوية (4)
تقرر في الدرس النحوي أنّ الاسمَ المنوّنَ لا يضاف , فلا تقول: رجلٌ علمٍ؛ لأن التنوينَ دليلٌ على تمام الاسم , والإضافةَ دليل على احتياجه إلى اسم يتمّمُ معناه. ولا يجتمع التمام والنقصان. لذلك كان لا بد من حذف التنوين أو ما يقوم مقامه من المضاف. وعلى هذا نفهم قول النحاة: المضاف والمضاف إليه كالكلمة الواحدة , وقولهم: المضاف إليه كالجزء من المضاف. فهم يعنون أن المضاف إليه لما حل محل التنوين بعد حذفه صار كالجزء من الكلمة.
والطريف أن أحد النحاة استغَلَّ هذه القاعدةَ ليصفَ حالَه وجفاءَ محبوبه له. فأينما يكن هو لا يكنْ محبوبُه. فأشبه حالهما التنوين والإضافة اللذان لا يجتمعان. يقول:
كأنيَ تنوينٌ , وأنت إضافةٌ ............ فأين تراني لا تحُلُّ مكانِيَا
والحمد لله رب العالمين
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1510
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست