responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1457
(ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ...)
ـ[عاشق السياسة]ــــــــ[18 - 08 - 2010, 03:23 ص]ـ
السلام عليكم

يا إخواني هذه أول مشاركة لي وأرجو ألا تردوني عندي عدد من الأسئلة:

1 - - ما معنى قول النحاة في قوله تعالى (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ...) (أن يؤتى) أن وصلتها في موضع مصدر عدم وقوعه أو كراهة وقوعه مفسر للفعل المتقدم العامل فيه (ولا تؤمنوا)، وتقديره: كراهة أن يؤتى. فلماذا يقدر النحاة مصدر محذوف وهو قولهم: كراهة؟ وهل هناك كتاب من كتب أمهات النحو ناقش هذه القضية وهي تقدير كراهة؟
2 - هل الفعل (تؤمنوا) متعدي بمفعول واحد أم بمفعولين؟

وشكرا

ـ[أبو العباس]ــــــــ[18 - 08 - 2010, 02:53 م]ـ
قال السمين الحلبي في الدر المصون (ص 3/ 252 ط الخراط):

({أَن يُؤْتَى أَحَدٌ} اعلم أنَّ في هذه الآية كلاماً كثيراً لا بد من إيرادِه عن قائليهِ ليتضحَ ذلك، فأقولُ وباللهِ العون: اختلفَ الناس في هذه الآيةِ على [وجوهٍ:]
أحدُها: أنْ يكونَ {أَن يُؤْتَى أَحَدٌ} متعلِّقاً بقوله: {وَلاَ تُؤْمِنُوا} على حذف حرفِ الجر، والأصلُ: "ولاتؤمنوا بأَنْ يُؤْتَى أحدٌ مثلَ ما أوتيتم إلا لِمَنْ تَبعَ دينَكم" فلمَّا حُذِفَ حرفُ الجَرِّ جرى الخلاف المشهورُ بين الخليل وسيبويه في محل "أَنْ"، ويكونُ قولُهُ: "قل: إنَّ الهدى هُدَى الله" جلمةً اعتراضيةً، قال الزمخشري في تقريرِ هذا الوجهِ وبه بدأ: "ولا تُؤْمِنُوا متعلِّقٌ بقولِهِ: "أَنْ يُؤْتَى أحد"، وما بينهما اعتراضٌ أي: "ولا تُظْهِرُوا إيمانكم بأنْ يُؤْتَى أحدٌ مثلَ ما أوتيتم إلا لأهل دينكم دونَ غيرِهم، أرادوا: أسِرُّوا تصديقَكم بأنَّ المسلمين قد أُوتوا مثلَ ما أوتيتم ولا تفْشُوه إلا لأشياعِكم وحدَهم دونَ المسلمين، لئلا يَزيدَهم ثباتاً، ودونَ المشركين لئلا يَدْعُوهم إلى الإِسلام، أو يُحاجُّوكم عطفٌ على "أَنْ يُؤْتَى". والضميرُ في "يُحاجُّوكم" لأحد لأنه في معنى الجميع، بمعنى: ولا تؤمنوا لغير أتباعكم، فإن المسلمين يُحاجُّوكم عند ربكم بالحق، ويغالِبونُكم عند الله. فإنْ قلت: ما معنى الاعتراض؟ قلت: معناه أن الهدى هدى الله، مَنْ شاءَ أَنْ يلطف به حتى يُسْلِمَ أو يَزيدَ ثباتاً كان ذلك، ولم ينفع كَيْدُكم وحِيَلُكُم وزيُّكُم تصديقكم عن المسلمين والكافرين، وكذلك قوله: {إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ} يريد الهدايةَ والتوفيق". قلت: هذا كلامٌ حسن لولا ما يريد بباطنه، وعلى هذا يكونُ قولُه {إِلاَّ لِمَن تَبِعَ} مستثنًى من شيءٍ محذوف، تقديره: ولا تُؤمِنُوا بأَنْ يُؤْتَى أحد مثلَ ما أوتيتم لأحدٍ من الناسِ إلا لأشياعكم دومنَ غيرهم، وتكونَ هذه الجملةُ ـ أعني قولَه: ولا تُؤْمِنُوا إلى آخرها، من كلامِ الطائفةِ المتقدِّمة، أي: وقالَتْ طائفةٌ كذا، وقالَتْ أيضاً: ولا تُؤمِنُوا، وتكونُ الجملةُ من قولِهِ: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ} مِنْ كلام اللهِ لا غير.

الثاني: أنَّ اللامَ زائدةٌ في "لِمَنْ تَبعَ" وهو مستثنى من أحد المتأخر، والتقديرُ: ولا تُصَدِّقوا أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مثلَ ما أوتيتم إلا مَنْ تبع دينكم، فَمَنْ تَبعَ منصوبٌ على الاستثناء من "أحد"، وعلى هذا الوجه جَوَّز أبو البقاء في محل "أن يؤتى" ثلاثة أوجهٍ: الأول والثاني مذهبُ الخليل وسيبويه وقد تقدَّما. الثالث: النصبُ على المفعولِ مِنْ أجله تقديرُهُ: مخافَةَ أَنْ يُؤْتَى.
وهذا الوجهُ الثاني لا يَصِحُّ من جهةِ المعنى ولا مِنْ جهةِ الصناعة: أمَّا المعنى فواضحٌ، وأَمَّا الصناعةُ فلأن فيه تقديمَ المستثنى على المستثنى منه وعلى عامله، وفيه أيضاً تقديمُ ما في صلةِ "أَنْ" عليها، وهو غيرُ جائز.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1457
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست