اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1443
(و «الرَّيحان» أصلُه الواو، وأصلُهُ «رَيْوَحَان»، قُلِبَتِ الواوُ ياءً، وأُدْغِمَتِ الياءُ في الياءِ؛ فصارَ «رَيَّحان»، ثُمَّ حُذِفَتْ عينُ الكلمةِ؛ كما قالوا في «مَيِّت»: «مَيْت»).
ـ[عائشة]ــــــــ[30 - 11 - 2010, 09:48 ص]ـ
وَجْهُ تَحْرِيكِ الواوِ بالضَّمِّ في: ((اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ)): (إمَّا فرقًا بينها وبين الواوِ الأصليَّةِ في نَحْوِ: ((لَوِ اسْتَطَعْنَا)) [التوبة]، وإمَّا لِمُجانَسةِ الواوِ، وإمَّا لأنَّها حَرَكةُ الياءِ المحذوفةِ؛ لأنَّ الأصلَ (اشْتَرَيُوا)، وإمَّا لأنَّها ضمير فاعل؛ فهي مثل التَّاء في (قمتُ)، وإمَّا بالحَمْلِ علَى (نَحْنُ)؛ لكونِها للجَمْعِ).
اللُّغةُ الفصيحةُ الكثيرةُ في واوِ الجَمْعِ إذا لاقَتْ ساكِنًا: أن تُضَمَّ.
قالَ الله تعالَى في سورةِ البقرة: ((ولَن يَتَمَنَّوْهُ))، فجاءَ النَّفْيُ ب (لَنْ)، وفي سُورةِ الجُمُعة: ((ولا يَتَمَنَّوْنَهُ))، فجاءَ النَّفْيُ ب (لا). (فهذا دليلٌ علَى أنَّ حُكْمَ (لَنْ) في النَّفْيِ حكم (لا)، خلافًا للزَّمَخْشَرِيِّ القائلِ بأنَّ (لَنْ) لتأبيدِ النَّفْيِ. وقد رَجَعَ الزَّمخشريُّ عن هذا المذهَبِ؛ فانظُره في سورةِ الجُمُعةِ في «تفسيرِه»).
(الوُدُّ) و (الوَدُّ) و (الوِدُّ): (كلُّها لُغاتٌ، وأفصَحُها الضَّمُّ).
(وَهَنَ) و (وَهِنَ) و (وَهُنَ): (لغاتٌ ثلاثٌ، أفصَحُها الفَتْحُ).
(وَهَنَ الشَّيءُ وَهْنًا: ضَعُفَ، وَوَهَنَهُ غَيْرُهُ، يتعدَّى ولا يتعدَّى).
في قولِهِ تعالَى: ((قَالَ رَبِّ إنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي)): (أُسْنِدَ الوَهْنُ إلَى العَظْمِ؛ لأنَّه عمودُ الجسدِ، وأساسُهُ الَّذي يُبْنَى عليه، وأشَدُّ ما فيه، وإذا وَهَنَ؛ كانَ غيرُهُ أَوْلَى بالوَهْن. وأُفْرِدَ العَظْمُ؛ ليدلَّ علَى الجنسِ؛ فيستغرقَ الوَهْنُ كُلَّ فَرْدٍ فَرْدٍ من عِظامِهِ، ولَوْ جُمِعَ؛ لَدَلَّ علَى وَهْن جمعٍ من عظامِهِ، وأمكنَ أن يكونَ بَقِيَ مِنها شيءٌ لَم يَهِنْ، فالإفْرادُ أبلغُ في الشَّكْوَى، وأَدَلُّ علَى الضَّعْفِ.
وهذه الآيةُ الكريمةُ أطنبَ فيها أهلُ المعاني، وجَعَلوها مِن أمثلتِهم، وتكلَّموا علَى طَبَقاتِ العباراتِ فيها بحسب المقامِ).
(«أَوْلَى»: «أَفْعل» من وَلِيَ يَلِي، وألِفُهُ مُنقلبةٌ عن ياءٍ؛ لأنَّ فاءَهُ واوٌ، فلا تكون لامه واوًا؛ لأنَّه ليس في الكلامِ ما فاؤُهُ واوٌ ولامُهُ واوٌ إلاَّ كلمة واحدة قد ذَكَرْنَاها).
[علَّقَ المحقِّقُ قائلاً: (وهذا علَى سبيلِ الإلغازِ، ويعني بما ذَكَرَهُ «الواو»)].
أَصِلُ إلَى نهاية هذا الحديثِ؛ الَّذي سعدنا فيه بصُحبةِ هذه الفوائدِ الحِسانِ.
سُبحانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إلاَّ ما عَلَّمْتَنا، إنَّكَ أنتَ العَليمُ الحَكيمُ.
وصلَّى اللهُ علَى نبيِّنا محمَّدٍ، وعلَى آلهِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
وآخِرُ دَعْوَانا أنِ الحمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ.
*********************
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1443