responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 144
8. فقد علم الله تعالى، وهو عالم خفيّات كل مكتَتَم = أني ما كتبتُ ذلك إلا تأثّمًا من وقوع هذه الأبيات إلى النحو مع ما يصيبه من أثرها، ومن اغترار الناس بها، وإذعانهم لها. ص18
9. ومعاذ الله أن يكون غرضي الطعن في ابن مالك، أو الغضَّ من قدره، فهو بلا شك عالم جليل، وركن باذخ من أركان النحو، وقَلَّ رجل تعلّم النحو بعده إلا وله في عنقه منّة، غير أن الحق أكبر من الجميع. ص18
10. إن أول ما يستوقف المتصفِّح لهذه الأبيات أنها مما تفرَّد به ابن مالك، إذ لم توجد في كتاب قبله، ولم يعرفها أحد بعده، وقد رأينا العلماء الذين تعاوروا شرحها، وتجشَّموا أمر نسبتها قد أعياهم معرفةُ قائليها، وعجَزوا أن يقعوا عليها عند أحد من المتقدِّمين. ص21
11. وقد كان المتقدِّمون من العلماء يرتابون في الرجل يتفرّد بما لا يعرفه الحفاظ الثقات، ويتخذون ذلك سبيلاً لاتهامه، والطعن في روايته حتى يتعرّفوا فيها شواهد الصدق، ومخايل الأمانة ... ص22
12. وذلك أن العلماء حين أبوا قبول البيت المجهول القائل أحيانًا فليس لأن معرفة القائل أمر مقصود بعينه؛ إذ كان العرب جميعًا عدولاً عندهم، وإنما لمخافتهم أن يكون البيت مولَّدًا، أو مصنوعًا، ولذلك متى عرفوا راويه، ووثقوا منه = لم يبالوا أن تفوتهم معرفة قائله، وهذه مسألة قد تخفى على بعض الناس. ص31
13. وهذا كتاب سيبويه فيه خمسون وألف بيت كلها منسوبة إلا نحو مئة بيت فقط، هذا والشِّعر في عهده مفرّق غير مجموع، ومتناثر غير منظوم، وذلك قبل أن يتوفَّر العلماء على صناعة الدواوين، وجمع شعر كل شاعر على حدة، وقبل أن يعنوا بتحقيق نسبة كل بيت إلى قائله. ص32
14. جميع المنسوب من الأبيات المتهم بوضعها إنما هو منسوب إلى (الطائي) أو إلى (رجل من طيئ)، وليس فيها بيت واحد منسوب إلى شاعر باسمه، أو قبيلة أخرى غير طيئ، كتميم، وهذيل، وأسد، وبكر، وغيرهم، فأين ذهب شعرهم؟ ولم لا يكون حظهم من هذه الأبيات كحظ طيئ. ص32 - 33
15. لكل إنسان ألفاظ يصطفيها لنفسه، ويؤثرها على غيرها، ولا يزال مولعًا بتكرارها في كلامه، وإقحامها في فحوى خطابه. وهي ألفاظٌ تصدر عن طبيعة فكره، ومنتهى ثقافته، وقلما استطاع أن ينفك من وشايتها به، وإنبائها عنه، إلا من فطن لذلك، ورامه بشيء من التكلف. وكذلك أهل كل زمان، فإن لهم ألفاظًا خاصة بهم يمليها عليهم نمط معيشتهم، ويجرون فيها على مقادير حاجاتهم. ص35
16. وقد رأينا في أبيات ابن مالك دلائل متواردة، وبرهانات واضحة على أنها لرجل واحد، ثم هو رجل إسلامي متأخِّر العصر. ص35
17. وذلك أن الأبيات التي يقولها شاعر واحد لا بد أن تكون مفارقة كل المفارقة للأبيات يجتمع عليها الطائفة من الشعراء المتنازعي الديار، المتفاوتي الأعصار؛ لأن الشاعر الواحد لا يلبث إذا هو أكثر من النظم واتسع فيه أن تُنزَف مادته، وتنقطع موارده، فيُضطر أن يعيد ألفاظه ويكررها، ولا يزال يفيئ إليها الفيئة بعد الفيئة. ص37
18. ألا ترى أن في كثرة تكرار كلمة (ابن) و (قوم) خاصة في شواهد سيبويه دليلاً على حياة العرب الأوائل القائمة على رعاية الأواصر والقربى، وعلى الاعتزاء والانتماء، وعلى الولاء والعداء. ص38
19. وأنتَ تعلم وَلوع المتأخرين بألفاظ المعاني أولاً، وبالغزل ثانيًا. ص38
20. من طبع الإنسان إذا أقبل على أمرٍ ما، وقدح فيه زناد فكره، ثم نزع عنه، وأراد الانتقال لغيره = فإنه لا تزال تعتاده خطرات منه، ولا يزال متردِّدًا في ذهنه، ومهيمنًا على مخيِّلته، إلا من كابر طبعه، وتكلَّفَ غير جبلّته. ص48
21. للشِّعْر القديم المقطوع بصحته صفات تكثر فيه، وأمورًا لا تنفك عنه عَرِيت منها أبيات ابن مالك، فدلَّنا هذا على أن قائلها ليس من شعراء العصر الأول الذين يُحتَجُّ بشعرهم. ص54 - 55
22. وجدنا الشعر القديم الثابت النسبة حافلاً بالغريب، والوحشي من الكلام. وهم وإن كانوا في الاستكثار منه متفاوتين مختلفين = فإنك إذا حصّلتَ عامة أشعارهم، وتصفحت مجموع أبياتهم = وجدتَ الغريب أغلب عليهم، وأحظَّ عندهم، لا تكاد تسلم قصيدة أو مقطَّعة من ذلك. ص55
23. ولو صَحَّت أبيات ابن مالك، وكانت من الشعر الذي يُحتج به = لوجب أن تكون لجماعة من الشعراء. ص55
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست