اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1438
ـ[عائشة]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 08:27 م]ـ
(وقراءةُ الرَّفْعِ [((الحَمْدُ للهِ)) في فاتحةِ الكتابِ] أبلغُ مِن قراءةِ النَّصْبِ؛ ولهذا أجمعَ السَّبعةُ عليها؛ لأنَّ قراءةَ الرَّفعِ تُؤْذِنُ باستغراقِ الحَمْدِ، وقراءة النَّصب تؤذن بحمدٍ مخصوصٍ؛ أعني: حمد المتكلِّم، ولأنَّ قراءة الرَّفع تؤذن بالثَّباتِ، والاستقرارِ، وقراءة النَّصب تؤذن بالتجدُّدِ. ألا ترَى قوله تعالى: ((قالُوا سَلامًا قالَ سَلامٌ)) [هود]؛ فعبَّر عن تحيَّة إبراهيم -عليه السَّلام- بالرَّفعِ؛ تنبيهًا علَى أنَّ تحيَّتَه خيرٌ من تحيَّتِهم؛ لِمَا في الرَّفْعِ من الثُّبوتِ، والاستقرارِ).
(والإِتْبَاعُ وإنْ كانَ شاذًّا؛ فهو بابٌ متَّسِعٌ، ولا تنافِيَ بينَ شُذوذِهِ، واتِّساعِ بابِهِ، فلذلك يكونُ في كلمةٍ واحدةٍ ... ويكونُ في كلمتَيْنِ؛ نحو قولِهم: «قَدُمَ وحَدُثَ»، بِضَمِّ الدَّالِ مِنْ «حَدُثَ»، والأصلُ فيه فَتْحُها، فإذا استُعْمِلَ وَحْدَهُ؛ فُتِحَتِ الدَّالُ، وإذا استُعْمِلَ مع «قَدُمَ»؛ ضُمَّتْ؛ إتباعًا لضَمَّةِ «قَدُمَ».
ومِنْهُ قَوْلُهُم: هَنَأَني الطَّعَامُ ومَرَأَني؛ وإنَّما الكلامُ: أَمْرَأَني ...
ومنه قولهم: «إنَّ فُلانًا ليأتينا بالغدايا والعشايا»؛ فجمع «غداة» علَى «فعائل»؛ ليزدوجَ مع «العشايا» جمع «عشِيَّة»، وحَقُّ «الغَداة» ألاَّ تُجْمَعَ على «فعائل»؛ لأنَّها «فَعْلَة». وفي هذا نَظَرٌ؛ لأنَّهم قد قالوا في «الغَداة»: «غَدِيَّة»، علَى وَزْنِ «عَشِيَّة»؛ ذَكَرَه ابنُ الأعرابيِّ في «نوادره»، وأنشدَ عليه:
ألا ليتَ حظِّي من زيارةِ أُمِّيَهْ * غَدِيّاتُ قَيْظٍ أو عَشِيّاتُ أَشْتِيَهْ
فعلى هذا: يكونُ «الغَدايا» قياسًا مثل «العشايا»، لا للإتباعِ ...).
ـ[عائشة]ــــــــ[20 - 10 - 2010, 08:54 ص]ـ
(و «الْحَمْدُ» مَصْدَرٌ، لا يُثَنَّى، ولا يُجْمَعُ. وأمَّا قولُ الشَّاعِرِ:
وأبلجَ محمودِ الثنايا خَصَصْتُهُ * بأفضلِ أقوالي وأفضلِ أَحْمُدِي
فإنَّما جَمَعَهُ؛ لأنَّه راعَى فيه الأنواعَ، والاختلافَ، والمصدرُ إذا رُوعِيَ فيه ذلك؛ ثُنِّيَ، وجُمِعَ.
والفِعْلُ مِنْهُ: حَمِدَ، بكسرِ الميم، وقد سُمِعَ فيه الفَتْحُ).
«فُعِّيل» وَزْنٌ غريبٌ، فَمَنْ أثْبَتَهُ؛ جَعَلَ مِنْه: «مُرِّيقًا»، و «سُرِّيَّة»، و «مُرِّيخًا»، و «عُلِّيَّة»، و «ذُرِّيَّة». ومَن لم يُثْبِتْهُ؛ أوَّل هذه الأشياءَ.
«فَعِّيل» وَزْنٌ عزيزٌ، لَمْ يُحْفَظُ مِنْهُ إلاَّ «السَّكِّينة» بفَتْحِ السِّين، وتشديدِ الكافِ، وهي لُغَةٌ في «السَّكِينة» بتخفيفِ الكافِ.
قالَ الله -عزَّ وجلَّ-: ((وكأيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُونَ كَثيرٌ)).
(قُرِئَ في السَّبْعِ: ((قاتَلَ))، و ((قُتِلَ)) بالبناء للمفعولِ، وتخفيف التَّاء. وقرأ قتادةُ: (قُتِّلَ) بالبناء للمفعولِ، وتشديد التَّاءِ. والفعلُ في هذه القراءاتِ يحتمل أن يكونَ فاعلُه ضميرًا مستترًا. والتَّشديد في قراءة قتادةَ للتَّكثير بالنِّسبةِ إلَى الأشخاص، لا لكُلّ فرد فرد؛ لأنَّ القتلَ لا يتكثَّرُ في كلِّ فرد. و ((مَعَهُ رِبِّيُونَ)) جملة من مبتدإٍ وخبرٍ في موضع الحالِ، والعائد: الضَّمير في (معه). ويحتمل أن تكونَ ((ربِّيونَ)) هو الفاعل؛ فلا يكون في الفعل ضمير).
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1438