responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 143
فوائد منتقاة من كتاب: " تدليس ابن مالك في شواهد النحو، عرض واحتجاج "
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[07 - 04 - 2014, 07:32 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فقد يَسَّر الله تعالى لي قراءة كتاب أخي العزيز الشيخ فيصل بن علي المنصور، الموسوم بـ (تدليس ابن مالك في شواهد النحو، عَرْض واحتجاج)، فوجدتُ فيه علمًا جمًّا، ولغة متينة، وبيانًا ساحرًا، وحُجَّة ظاهرة، وبحثًا مستوعِبًا لقضايا الموضوع، فجزاه الله خير ما يجزي عباده المحسنين.
ولما رأيتُ الكتاب حديث الصدور، محدود الانتشار، لم يطّلع عليه كثير من طلاب العلم، رغم تشوّفهم إليه، ورغبتهم في الحصول عليه، مع ما تضمّنه من الفوائد النفيسة، والتحريرات الدقيقة = بدا لي أن أنتقي منه مختارات، تعرِّف ببعض محتواه، وتغري اللبيب بقراءته.
أسأل الله أن ينفع بها وبأصلها، ولا يحرمني أجرها.
تنبيه: لم ألتزم بعلامات الترقيم التي اختارها المؤلِّف وفقه الله.
1. ولا ريب أن حياطة جناب النحو، والاحتيال لصحته ونقائه أولى وأجدر؛ إذ كان به يعرف كلام الله تعالى، وإليه المرجع في استبانة مذاهب العرب ولغاتهم، وحدود اتساعهم، وضروب تصرّفاتهم. ص7
2. وقد وجدنا أن أكثر من يخطئ الحق أحد رجلين: رجل يرفع العلماء فوق أقدارهم حتى تكون سيئاته عندهم بمنزلة حسناتهم، وحتى يكون خطؤهم معدودًا في جملة صوابهم، وحتى يعتقد فيهم العصمة بفعله، وإن أنكر ذلك بلسانه، ولقلّما ظفر هذا الرجل بصواب لم يسبق إليه، أو دَلَّ على خطأ لم يُوقَف عليه؛ لأن غايته اقتفاء المتقدِّم، فإن أصاب فبما أصاب المتقدِّم، وإن أخطأ فبما أخطأ.
وما أحسن ما قال أبو عثمان رحمه الله: "ولكنْ للناس تأس وعادات، وتقليد للآباء والكبراء، ويعملون على الهوى، وعلى ما يسبق إلى القلوب، ويستثقلون التحصيل، ويهملون النظر حتى يصيروا في حال متى عاودوه وأرادوه = نظروا بأبصار كليلة، وأذهان مدخولة".
وأما الآخَر فرجل لا يزال دأبه الغض من العلماء، والزِّرَاية عليهم، والمسارعة في تخطئتهم وتجهيلهم، ومثل هذا خليق أن يُحرَم الإصابة، ونُجْح الرأي؛ لأن العلماء كانوا والزمان غض، والعلم لم يدرُس رسمه، ولم يمصَح أثره، وكان حرصهم عليه أشد من حرصنا، واشتغالهم به أكثر من اشتغالنا، وعقولهم يومئذ خِلْو إلا منه، لم يكدِّر صفاءها صخب المدنية وضوضاؤها، وقد كان فيهم أذكياء الدنيا وعباقرتها، فلا عجب أن تكون إصابتهم أكثر من إصابتنا، ومذاهبهم في العلم أسدَّ من مذاهبنا.
فإذا خرجتَ من أن تكون أحد هذين الرجلين، وعصمك الله من سَورة الهوى، وجَور العاطفة، وحلاّك بحلية الإنصاف = لم تعجل على القول المحدَث بالطعن حتى تعرف حججه، ثم تتدبرها في نفسك. ص8 - 9
3. وكنتُ أهمّ بالكتابة عنه [تدليس ابن مالك] فتأبى عليَّ نفس مولَعة بالإرجاء، كارهة للخروج على الناس بما لم يألفوه، إذ كانوا أسرع شيء تكذيبًا لما فارقَ العادة، وخرج عن الإلف، وهذا كثير في العامة ومَن يَتقيَّل أخلاقهم من المنتسبين إلى العلم. ص9
4. ولم نرَ الله تعالى أوجب علينا اتباع أحد من النحاة، ولا قصرَ العلم عليهم، ولا حاطهم بالعصمة من السهو والغفلة، ومن النقص والتقصير، ولم يجعل اجتماعهم على أمر ما في عصر من العصور حجة على مَن بعدهم، ولا وجدنا العقل الصحيح يقضي بهذا. ص11
5. على أن العلماء الذي خلفوا ابن مالك كان أكثرهم مقلِّدًا متقفِّيًا، غايته أن يَشرح مجملاً، أو يُحَشِّي على شرح، أو يصنع متنًا، أو يختصر مطوَّلاً، أو ينظم منثورًا، أو ينثر منظومًا، ولم يكن عصرهم في الجملة عصر اجتهاد وتحقيق. ص12
6. ولا شكَّ أن ابن مالك لو كان من أهل العصر الأول = لما خَفِي على العلماء أمر أبياته، ولا ضلُّوا سبيل معرفتها ومعرفة قائلها، فقد كانوا من البصر بالشعر، والعلم بضروبه وأجناسه بحيث لا يلتبس عليهم عصره؛ وذلك لقوة ملكتهم، وسلامة طباعهم. وكانوا ربما ميّزوا بين شعر الشاعرين يكونان في عصر واحد. ص12
7. وكذلك كل علم وكل فن، فإنك تجد فيه من أهله من يقدِر على النظر في أحكامه على سرعة من الخاطر والبديهة بما لا ينقاد لغيره إلا بطول البحث والتروّي، وبمراجعة القوانين والأصول. ص14
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست