responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1400
فقد ضَبطَهُ ناشِرُ الدِّيوانِ بفَتحِ الهمزَةِ، ظنًّا مِنهُ أنَّ الشَّاعرَ وَضَعَ مُفرَدًا بإِزاءِ جمعٍ، لأنَّ مِثلَ ذلك جاءَ في شِعرِ البُحترِيِّ، وتَنَبَّه لهُ مُحقِّقُه الأستاذُ حَسن كَامِل الصَّيرَفي رحمهُ الله، فضَبَطَه بالكَسرِ، علىَ الصَّوابِ، وذَلكَ قَولُ البُحترِيِّ:

هِبْرَزِيٌّ يَرَى وَإِنْ فَاضَ غَزْرَا ... ****** ... لِامْتِدَاحِي فَضْلًا علَى إِفْضَالِهِ

وقَولُه أيضًا:

فَضْلٌ وإِفضَالٌ ومَا أَخَذَ المَدَى ... ****** ... بَعْدَ المَدَى كَالفَاضِلِ المُتَفَضِّلِ

ومِن عَجَبٍ أنَّ هَذا الوَهَمَ جَازَ عَلى بَعضِ كِبارِ المحقِّقينَ، فقد ضَبطَهُ أُستاذُنا العَلَّامةُ السَّيِّدُ أَحمد صَقر بالفَتحِ في قَولِ البُحترِيِّ:

لَوْ لَمْ أُعَوِّضْهُ شُكْرًا عَنْ تَطَوُّلِهِ ... ****** ... وَلَمْ أُقَابِلْهُ أَفْضَالًا بِأَفْضَالِ

وقَد كَان هَـ?ذا في الطَّبعةِ الأُولَى مِن (المُوازَنَة) لِلآمِديِّ، لـ?كِنَّه أصلَحَهُ في الطَّبعةِ الثَّانِيةِ بالكَسرِ، على الصَّوابِ (إِفْضَالًا بِإِفْضَالِ) لـ?كِنَّه كانَ يَنبَغِي عليهِ التَّنبيهُ على هَـ?ذا الإِصلاحِ، حتَّى يكونَ القارئُ المبتدِئُ على بَيِّنةٍ مِن وَجهِ الخَطأِ الَّذي كانَ، ومَأخَذِ الصَّوابِ الَّذي ثَبَت» اهـ

*********
الفَضلُ بنُ الحـ?رِث
هـ?كذَا رُسِمَتْ في (اللِّسانِ)، وقد كَان السَّابقونَ يَرسِمونَها هـ?كَذا.
قالَ العلَّامةُ ابنُ قُتيبةَ رحمه الله تعالى في (أَدَب الكَاتِبِ: ص 229):
«وَكُلُّ اسْمٍ مِنهَا يُستعمَلُ كَثيرًا ويَجوزُ إِدخالُ الأَلِفِ واللَّامِ فيه ـ نَحو: الحـ?رِث ـ فإنَّك تكتبُه معَ إِثباتِ الألِف واللَّامِ بغَيرِ ألِفٍ، فإذا حَذفْتَ الألِفَ واللَّامَ أَثبتَّ الألِفَ وكَتبتَ: (حَارِثٌ قال ذَلِكَ).
وقَالَ بعضُ أصحابِ الإعرابِ: إنَّهم كَتبوهُ بالأَلفِ عندَ حَذفِ الألِف واللَّام لِئلَّا يُشبِهَ (حَربًا) فَيَلتَبِسَ به، ثمَّ أدخَلوا الألِفَ واللَّامَ فحَذفُوا الألِفَ حينَ أَمِنُوا اللَّبسَ؛ لأنَّهم لَا يَقولُون: (الحَرْبُ) وهُو اسْمٌ لِرَجُلٍ» اهـ
أقول: ولمَّا أُمِنَ اللَّبسُ بعدَ ظُهورِ النَّقطِ والتَّشكيلِ كُتِبَ (حَارِث) بالأَلِفِ اقْتَرنَ بـ (أَلْ) أَو لَا.

*********
وللحَديثِ صِلَةٌ ..

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[24 - 11 - 2010, 08:26 م]ـ
قالَ الطَّناحيُّ رحمه الله تعالى (2/ 556):
«ثمَّ يتمكَّنُ هَـ?ذا الوَهَمُ عندَ بعضِ ناشِري الشِّعرِ، فيَضبِطُ به، ويَشرَحُ عليهِ أيضًا: جَاءَ في شِعرِ الأَعشَى يَمدَحُ إِيَاحَ بنَ قُبَيصةَ الطَّائيِّ:

أَبَرَّ يَمينًا إِذَا أَقْسَمُوا ... ****** ... وَأَفْضَلَ إِنْ عُدَّ أَفضَالَهَا

هـ?كذا (أَفضَالَهَا) بفَتحِ الهمزَةِ خَطأً، في الطَّبعتَينِ الأُورُبِّيَّةِ والمِصرِيَّةِ.
وثَبتَ هَـ?ذا الضَّبطَ الخَاطِئَ نَاشِرُ الطَّبعةِ المصرِيَّةِ، فقالَ في شَرحِه لِلبَيتِ: «وَإِنَّكَ لَأَبَرُّهُم بِاليَمينِ، وأَفْضَلُهم إذا عُدَّت الأَفضَالُ»، وكأنَّه رحمه الله لم يَتنبَّه لقَولِ الأَعْشَى: «إنْ عُدَّ إِفْضَالَها)، فلَمْ يُلحِق الفِعْلَ علامةَ التَّأنيثِ.
وقَد أَفادَني شَيخي مَحمود محمَّد شَاكِر حفظه الله (رحم الله الجميع) أنَّه في نُسخةٍ عَتيقةٍ مَخطوطةٍ مِن شِعرِ الأَعشَى في مَكتبتِه مَضبوطٌ (إِفضالَها) بكَسرِ الهمزَةِ.
هَـ?ذا وقَد قَضَيتُ وقتًا لَيسَ بِالقَصيرِ في تَتَبُّعِ هَـ?ذا البِناءِ في بَعضِ مَا لديَّ مِن دَواوينِ الشُّعراءِ فوجدتُه مَضبوطًا بالفَتحِ في بعضِها على تَوَهُّمِ أنَّه جمعُ (فضلٍ)، مِن ذَلك ما جاءَ في شِعرِ الفَرزدَقِ المطبوعِ:

بَل الجُودُ وَالأَفْضَالُ مِنهُ عَلَيهِمُ ... ****** ... كَغَيثِ رَبيعٍ كَدَّرَ الغَيثَ وَابِلُهْ

والصَّوابُ: الكَسرُ (الإِفْضَالُ) وهو بمَعنَى الإِحسانِ كما سَبَق، ويؤكِّدُه أنَّ الفَضلَ قد سَبَقَ جَمعُه على حَقِّ جَمعِه في قَولِ الفَرزدَقِ:

مَتَى تَلْقَ إِبرَاهِيمَ تَعْرِفْ فُضُولَهُ ... ****** ... بِنُورٍ عَلَى خَدَّيهِ أَنْجَعَ سَائِلُهْ

وجَاءَ في شِعرِه علَى الصَّوابِ فِيما حَكاهُ ابنُ قُتَيبةَ قالَ: «ودَخلَ الفَرزدَقُ علَى يَزيدَ بنِ المهلَّبِ في الحَبْسِ فقالَ:

أَصبَحَ في قَيدِكَ السَّماحةُ وَالْـ ... ****** ... ـجُودُ وحَملُ الدِّيَاتِ وَالإِفْضَالُ

فقالَ لهُ: أَتَمْدَحُني وأَنا علَى هَـ?ذهِ الحالِ؟! قالَ: أَصَبتُكَ رَخيصًا فَأسْلَفْتُكَ».
وجَاءَ خَطأً أيضًا بِالفَتحِ في شِعرِ ابْنِ الرُّوميِّ، وذَلِكَ قولُه:

... وَشُكرُ تَفضيلِ الرِّجَالِ الأَفضَال ...

وفي شِعرِ أبي حيَّانَ النَّحْويِّ، وهو قولُه:

وتُبْتُ لله أَرجُو مِنهُ مَغفِرةً ... ****** ... ورَحمةً تُوسِعُ المسكِينَ أَفضَالَا

وفِيما أَنْشَدَهُ الثَّعالِبيُّ:

الحَمدُ لله لَيسَ لِي مَالُ ... ****** ... ولَا لِخَلقٍ عَليَّ أَفْضَالُ

الخَانُ بَيتي ومِشجَبي بَدَنِي ... ****** ... وخَازِني وَالوَكيلُ بَقَّالُ

فَهَـ?ذا كُلُّه لَا يَكُونُ إلَّا بكَسرِ الهَمزةِ (الإِفضَال) علَى المصدَرِيَّةِ كما سَبَق» اهـ
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست