responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1365
ثُمَّ عرض لي النُّموذجان الآتيان في "مصنَّف ابن أبي شيبة" بتحقيق الشيخ محمد عوامة، الجزء الحادي عشر:

22269 - حدثنا عيسى بْن يونس، عن الأوْزاعي قال: حدثني ابْن سراقة: أن أبا عبيْدة بْن الْجرَّاح كتب لأهْل ديْر طيايا: "إنِّي أمَّنْتُكمْ على دمائكمْ وأمْوالكم وكَنائسكم أنْ تخرب أو تكسر، ما لَم تُحْدثوا أوْ تُؤْووا مُحْدثَ مغيلةٍ، فإنْ أنتم أحْدَثتم أوْ آويْتم مُحْدث مغيلةٍ، فقد برئتْ مِنْكم الذمَّة، وإنَّ عليْكم إنْزالَ الضَّيف ثلاثة أيامٍ، وإن ذمَّتَنا بريئةٌ مِن معرَّة الجَيْش".

شهد خالدُ بْن الْوليد، ويزيد بن أبي سُفْيان، وشُرَحْبيل بن حَسَنة، وقضاعي بن عامرٍ، وكتب.

22270 - حدثنا ابن عُييْنة، عن عمْرو بن دينارٍ قال: مرَّ عمرُ بن الْخطَّاب بكاتبٍ يكْتب بيْن الناس وهو يُشْهِد أكْثر من اثنَيْن، فنهاه، ثُم مرَّ به بعْدُ، فقال: ألَم أنْهك؟ فقال الرجل: أطعْتُ الله، وعصيْتُك!

وكان في صدَقة عمر: "شهد عبدالله بن الأرْقم ومُعيْقيبٌ"، وكان في صدقة عليٍ: "شهد فلانٌ، وفلانٌ، وكتب".

ووضح لي أنَّ هذه الواو عاطفةٌ في سياق الجمع بين الشهادة والكتابة؛ تمييزًا لِمن شهد فقط عمَّن شهد وكتَب.

(2)

وورد في قوله تعالى: ? هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ? [ص: 55]- حرفُ الواو استئنافًا، لكن سبقَها اسمُ الإشارة ذو الخبَر المَحذوف للدلالة على الفصل بين السَّابق واللاحق، وهنا نَجِد الواو مسبوقة بِجُملةٍ ملفوظٍ أحدُ ركنَيْها.

(3)

ونُبِّهْتُ إلى "صُبْح الأعشى" للقلقشَنْدي، فوجدْتُ الآتِيَ في الباب الثَّالث من المقالة الثَّالثة في بيان المستندات وكتابة الملخَّصات وكيفية التَّعيين.

وسأنقل الفصل كاملاً بِطُولِه؛ ليتَّضِح سرُّ وجودِها، وهو ما لا يُطابق استخدامَها الحديثَ في نِهايات الإجازات العلميَّة، أو مقدِّمات الكتب، أو نِهايات الكتب أيضًا.

يقول القلقشنديُّ:

"وفيه فَصْلان: الفصل الأول في بيان الْمُستندات، وهي التوقيع على القصَص وما يجري مجْراه، وما يُحْتاج فيه إلى كتابة المستندات.

وهو على ضربَيْن:

الضَّرب الأول: السُّلطانيات، وهي صِنْفان:

الصِّنْف الأول: ما يَصْدر عن متولِّي ديوان الإنشاء، كولايات النُّواب والقُضاة، وغيْرِهِما من أرباب الوظائف والتواقيع الَّتِي تُكتب في الْمُسامَحات والإطلاقات ومكاتبات البَريد الخاصَّة بالأشغال السُّلطانية، وأوراق الطَّريق وما يَجْري مجرى ذلك، وجَميعها معدوقةٌ بِنَظَر صاحب ديوان الإنشاء؛ فما كان منها جليلَ الخطر، كولايات النُّواب والقُضاة وأكابر أرباب الوَظائف والْمُكاتبات المتعلِّقة بِمُهمَّات السَّلطنة، فلا بدَّ من مُخاطبة صاحب ديوان الإنشاء فيها، واعتماد ما يَبْرز به أمْرُه، وما كان منها حقيرًا بالنِّسبة إلى مُخاطبة السُّلطان فيه، استقلَّ فيه بِما يقتضيه رأيه.

ثُمَّ مِن ذلك ما يَكْتب به صاحبُ الدِّيوان رقاعًا لطيفة بِخَطِّه، ويعيِّنُها على الكاتب الذي يكتبها، وتُدفَع إليه لِتُخلَّد عنده شاهدًا له كالولايات والْمُسامَحات، والإطلاقات والمكاتبات المتعلِّقة بأمور المملكة ونحو ذلك.

ومن ذلك ما يَبْرز به أمر صاحب الدِّيوان مُشافَهةً، فيَكْتبه من غيْر شاهدٍ عندَه، وذلك في الأمور الَّتِي لا دَرَكَ فيها على الكاتب، كتقاليد النوُّاب وبعض الْمُكاتبات؛ إذْ لا تُهمة تَلْحق كاتبَ الإنشاء في مثل ولاية نائبٍ كبير أو قاضٍ حفيل؛ لأنَّ مثل ذلك لا يَخْفى على السُّلطان، فأشبه خطابُ صاحبِ الدِّيوان فيها الكاتبَ خطابَ السُّلطان صاحبَ الديوان؛ حيث لا شاهد عليه إلا اللهُ تعالى، بِخِلاف الأمور التي يلحق كاتبَها الدرَكُ، فإنه لا بد في كتابتها من تخليد شاهد.

وكان الواجب ألاَّ يُكتَب حقيرٌ ولا جليلٌ إلاَّ بشاهدٍ من صاحب الدِّيوان؛ فإنَّ الأمور تتراكم وتكثر، والإنسان معرَّضٌ للنسيان، وربما عرضَ إنكارٌ بسبب ما يكتبه الكاتبُ ونَسِيَه صاحبُ الدِّيوان، فيكون الكاتبُ قد عرَّض نفسه لأمرٍ عظيم، ولا يُقاس الكاتبُ على صاحب الدِّيوان في عدم أخْذِه شاهِدًا بِخَطِّ السُّلطان؛ فإنَّ صاحب الدِّيوان هو المتصرِّف حقيقة، والسُّلطانُ وكَلَ جميعَ أمور المَمْلكة إليه، فلا يُتَّهَم في شيءٍ منها، بِخلاف الكاتب.

¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1365
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست