وانعتْ بِوَصْفٍ مثلَ (*) صعبٍ وذَرِبْ * وشِبْهِهِ كذا وذي والمنتَسِبْ
قال في شرحه: (ولا نقول كما قال الشيخ: (بمشتق) لأن من المشتق أسماءَ زمانٍ ومكانٍ وآلةٍ، ولا ينعتُ بها، بل بما كان صفة) [[2] - 481]
والجواب عن هذا أن يقال: مراد الشيخ-رحمه الله-بالمشتق = (ما أخذ من المصدر للدلالة على معنى وصاحبه كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة باسم الفاعل وأفعل التفضيل) [شرح ابن عقيل - 3/ 88]
وهذا ما يسميه العلماء بالمشتق النحوي، وأما الذي ذكره ابن الوردي-رحمه الله-فهو المشتق الصرفي، وهو ما أخذ من المصدر للدلالة على ذات ومعنى.
(*) في الأصل المحقق (وانعت بوصف كصعب وذرب) وهو-على هذا-مكسور. والصواب كما في النسخة التي أشار لها المحقق بـ (ظ): (مثل صعب).
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[12 - 05 - 2011, 09:45 ص]ـ
12 - ومن ضمير الحاضرِ الظاهرَ لا * تُبْدِلْهُ إلا ما إحاطةً جلا
أو اقتضى بعضًا أوِ اشتمالا * كإنَّك ابتهاجَك استمالا
ابن الورديّ:
ولا يجي [1] ذو الكلِّ بعدَ مضمرِ * لحاضرٍ إنْ لم يُحِطْ في الأكثرِ
والمقتضي بعضًا أوِ اشتمالا * بعدَ ضميرٍ حاضرٍ توالا
معنى كلام ابن مالك-رحمه الله-أنه لا يبدل الظاهر من ضمير الحاضر، إلا إذا كان بدل كل من كل، واقتضى الإحاطة والشمول، أو كان بدل اشتمال، أو بدل بعض من كل. [شرح ابن عقيل / 3 - 113]
واستدراك ابن الوردي-رحمه الله-من وجهين: الأول: أن الناظم لم يشر إلى مذهب الأخفش الذي لم يشترط الإحاطة، قال: (وعجبٌ له يستشهد لمذهب الأخفش ويؤيده، ولم ينبه عليه في الخلاصة) [[2] - 531]
والثاني: (يوهم قوله:
ومن ضمير الحاضرِ الظاهرَ لا * تبدله ... البيت
أنه يجوز إبدال المضمر من ضمير الحاضر، وليس كذلك، فإن المضمر لا يبدل منه [2] أصلا)
يريد أنّ المضمرَ لا يبدل من ضمير الحاضر أصلا.
قلتُ: يفهم من قول ابن مالك جواز إبدال الضمير من الضمير مطلقًا سواءٌ كان غائبًا من غائب أو حاضرًا من حاضرٍ، وهذا قد عزاه الشاطبي للبصريين مذهبًا.
قال في مقاصده: (والظاهر ما فهم منه هنا من مذهب البصريين لما ثبت عن العرب أنها إذا أرادت التوكيد أتتْ بالضمير المرفوع المنفصل، فقالت: جئتَ أنتَ، ورأيتُكَ أنتَ، ومررتُ بك أنتَ، فإذا أرادت البدل وفقتْ بين التابع والمتبوع، فتقول: جئتَ أنتَ، ورأيتُكَ إياكَ، ومررتُ به به. هكذا نقل سيبويهِ عن العرب، وتلقاه منه غيره بالقبول، وهم المؤتمنون على ما ينقلون، لأنهم شافهوا العرب، وعرفوا مقاصدها) [5 - 214] [1] في المطبوع: (يجئ). [2] قال المحقق: (يعني: الضمير المستتر سواءٌ الحاضر (المتكلم والمخاطب) أو الغائب. أما الضمير الظاهر فمرَّ أنه يبدلُ منه.) وهو غريب!
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[18 - 05 - 2011, 06:38 ص]ـ
13 - تابعَ ذي الضمِّ المضافَ دون ألْ * ألزمْهُ نصبًا كأزيدُ ذا الحيلْ
ابن الوردي:
تابع ما كذي ارتفاع إنْ (*) يُضَفْ * دون ألِ انْصِبْ كأزيدُ ذا الصَّلَفْ
قال في شرحه: (والذي كمرفوع يَعُمُّ المبنيَّ على ضمةٍ ظاهرةٍ أو مقدرةٍ أو ألفٍ أو واوٍ بخلافِ قول الشيخ: (ذي الضمّ).)
قلتُ: يرد عليه أن الرفع مصطلحٌ إعرابيٌّ على المشهور، وما هنا مبنيٌّ لا معربٌ.
قال الشاطبي-رحمه الله-: (فلو قال مثلاً-يعني: ابنَ مالك-:
*تابعَ مبنيٍّ مضافًا دون ألْ*
لأعطى العموم في الجميع، وصحَّ الإطلاق) [5 - 307]
(*) في المطبوع (أن).
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[18 - 05 - 2011, 08:51 ص]ـ
14 - ولامُ ما استغيث عاقبتْ أَلِفْ * ومثله اسم ذو تعجب أُلِفْ
ابن الوردي:
ولامُ ما استغيث عاقبتْ أَلِفْ * كذا منادًى ذو تعجبٍ أُلِفْ
قال في شرحه: (ولو قال الشيخُ بدل الشطر الثاني من البيت الأخير ... ، لكان أكمل لأنه لم يَنُصَّ على اشتراط النداء)
وقد اختلف النحاة في نحو (يا لَلعجبِ) هل الاستغاثة باقية فيه أو لا؟
(ظاهر كلامه أن الاستغاثة غير باقية، بل هو مستعمل في محض التعجب، ويَحتمل أنها باقية مع إشراب اللفظ معنى التعجب لكنها ليست استغاثة حقيقية لأنه ليس منادًى حقيقة كما صرح به الرضي بل تنزيلاً. فإذا قلت: يا للماء، فكأنك تناديه، وتقول: احضر حتى يتعجب منك، ويا للعجب احضر حتى يروك، فهذا وقتك.) [حاشية الخضري - 2/ 190]
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1331