مِن الظَّواهر اللُّغويَّة في بعضِ اللهجاتِ العاميَّة: حَذفُ همزة (أبو) -في الكنيةِ-؛ فيقولونَ: (بو فلان) بدلاً من (أبو فلان). ولهذا أصلٌ صحيحٌ. وإنَّما حُذِفَتْ؛ لكثرةِ الاستعمالِ.
قال أبو عليٍّ الفارسيُّ في «كتاب الشعر 142»: (والهمزةُ قد تحذَفُ حذفًا، في مثلِ:
يا بَا المُغيرةِ رُبَّ أمرٍ معضِلٍ ...... فرَّجتُهُ بالنُّكرِ منِّي والدَّهَا) انتهى.
وقالَ ابنُ الشجريِّ في «أماليه 2/ 199»: (ومِنَ الأسماءِ المحذوف منها الهمزةُ فاءً: (أبو فُلان) إذا نادَوْه؛ كقولِ أبي الأسودِ الدُّؤليّ:
يا بَا المُغيرةِ رُبَّ أمرٍ معضِلٍ ...... فرَّجتُهُ بالمكرِ منِّي والدَّهَا) انتهى.
وقال أبو عليٍّ القيسيُّ في «إيضاح شواهد الإيضاح 1/ 274»: (يجوزُ حذف همزة (لا أبَ) فتقولُ: (لا بَ لكَ)؛ حكاهُ أبو زيدٍ، وأنشدَ أبو علي الفارسيُّ على تخفيفه قول أبي الأسودِ الدُّؤليّ:
يا بَا المُغيرةِ رُبَّ أمرٍ معضِلٍ ...... فرَّجتُهُ بالنُّكرِ منِّي والدَّهَا
وقالَ آخَرُ:
ولستُ بمضطَرٍّ ولا ذي ضراعةٍ ....... فخفِّضْ عليك القولَ يا با المثلَّمِ
وقال آخَر:
يا با خُصَيْلَةَ لن يُميتَكَ بعدَها ........ يا با خُصَيلةَ غيرُ شيبِ قَذالِ
وجازَ حذفُها؛ لكثرةِ استعمالِهم لها) انتهى.
ويقولُ عبد العزيز الميمنيُّ [بحوث وتحقيقات الميمني: 1/ 276]: (أرَى أنَّهم عاملوا (أبو) بكثرة الاستعمالِ مُعاملة الأعاجم؛ فإنَّهم يحذفون منه الألف دائمًا. وقد كنتُ رأيتُ أثناء مُطالعاتي لحذفه أمثلة كثيرة؛ منها ما هو في الكتاب «الكامل» (2: 242، سنة 1323):
يا با حُسينٍ والجديدُ إلى بلًى ........ أولادُ دَرْزَةَ أسلموكَ وطارُوا) انتهى.
والله أعلمُ.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[25 - 02 - 2011, 07:01 م]ـ
جزاكِ اللهُ خيرًا.
فهمتُ من كلامِ ابنِ الشَّجَريّ أنّ الحذفَ في الكنية خاصٌّ بحال النداء، ومن ثَمَّ فلا يتوسعُ في ذلك، أما إذا كان ذلك اسمًا تسمّى به المرء، فلا بأس به، ومن ذلك اسم أستاذنا المبارك / بو إبراهيم في أحد الوجهين عنه، بل هو المختار كما ذكر هو-حفظه الله- (ابتسامة محبّ)
بارك الله فيكم، وزادكم فضلا.
ـ[أبو ولاء]ــــــــ[27 - 02 - 2011, 05:49 م]ـ
الأستاذة الكريمة عائشة،
جزاكِ الله خيرا؛ ولكن هادي موضوعكِ غيرُ موافقٍ لعجزهِ،
وكأنكِ تحاولين أن تجدينَ مخرجًا لـ (بو) وليس هذا من ذاك!
فما قرَّرَهُ العلماءُ؛ هو ما أتى بعد أداة النداء كما ذكر الأستاذ المجد المالكي
فلا تحملين الموضوع أكثر من ما أو مما يحتمل.
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[27 - 02 - 2011, 07:27 م]ـ
الأستاذة الكريمة عائشة،
جزاكِ الله خيرا؛ ولكن هادي موضوعكِ غيرُ موافقٍ لعجزهِ،
وكأنكِ تحاولين أن تجدينَ مخرجًا لـ (بو) وليس هذا من ذاك!
فما قرَّرَهُ العلماءُ؛ هو ما أتى بعد أداة النداء كما ذكر الأستاذ المجد المالكي
فلا تحملين الموضوع أكثر من ما أو مما يحتمل.
غفر الله لي ولك ..
إذا كنت تقصدني ـ وأنت تقصدني ـ
فإن كثيرا من جلساء هذا الملتقى يعلمون لم سجلت باسم (بو إبراهيم) وأسقطت الهمزة، وقد ذكرت في إحدى المنازعات، أنني ما طرحت الهمزة اختيارا، وإنما وجدت نفسي عند التسجيل قد سبقت إلى اسم (أبو إبراهيم) فأسقطت الهمزة اضطرارا ..
وأرجو أن تنظر في العبارة التي لونتها بالأزرق، فمن شروط هذا الملتقى: الكتابة بالعربية الفصيحة ..
ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 - 02 - 2011, 07:44 م]ـ
الأستاذة الكريمة عائشة،
جزاكِ الله خيرا؛ ولكن هادي موضوعكِ غيرُ موافقٍ لعجزهِ،
وكأنكِ تحاولين أن تجدينَ مخرجًا لـ (بو) وليس هذا من ذاك!
فما قرَّرَهُ العلماءُ؛ هو ما أتى بعد أداة النداء كما ذكر الأستاذ المجد المالكي
فلا تحملين الموضوع أكثر من ما أو مما يحتمل.
أن تجدينَ: صوابه: أن تجدي
فلا تحملين: صوابه: فلا تحملي
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[27 - 02 - 2011, 10:25 م]ـ
الأستاذة الكريمة/ عائشة
لعلَّك تبيِّنين القانون المستخرجَ من هذه النصوص.
ولك الشكر.
ـ[عائشة]ــــــــ[28 - 02 - 2011, 06:15 ص]ـ
الأستاذة الكريمة/ عائشة
لعلَّك تبيِّنين القانون المستخرجَ من هذه النصوص.
ولك الشكر.
الأستاذ الفاضل/ فيصل المنصور
أشكرُ لكَ ذلك -جزاكَ اللهُ خيرًا-.
ولعلَّ القانونَ المستخرَجَ مِنَ النُّصوصِ السَّابقةِ: هُوَ أنَّ العَرَبَ قد تحذِف من بعضِ الألفاظِ؛ استخفافًا لكثرةِ الاستعمالِ. وقد أشَرْتَ إلى هذا -نفَعَ اللهُ بكَ- في مقالة (الاستخفاف (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=2316)).
ومِنْ هُنَا: كانَ حَذْفُ العامَّةِ لهمزة (أبو فلان) ظاهرةً لغويَّةً تستدعي التَّفسير، وحذفُهُم لها إنَّما هُوَ اقتداءٌ بطريقةِ العَرَبِ في الاستخفافِ.
والله تعالى أعلمُ.
وفَّقَ اللهُ الجميعَ لما يُحبُّه ويرضاهُ.
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1325