responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1307
والتَّصحيحُ في جمعِ هذه الكلمةِ مَشهورٌ، وهو من أسبابِ جمعي لمادَّةِ الرِّسالةِ المُشارِ إليها سابقًا، فقد ذاعَ ـ على أَلسُنِ الإعلاميِّينَ وغيرِهم ـ الخطأُ في جمعِ هذه الكلمةِ على (خَدَمات) بفتحتَين، ثمَّ جاء أصحابُ التَّصحيحِ فنبَّهوا على هذا الخطأِ، على أنَّ هذا الجمعَ جمعُ مؤنَّثٍ سالِم، فلا بدَّ من سَلامةِ صُورةِ المفردِ بعدَ زيادةِ الألفِ والتَّاء عندَ الجمعِ، فيُقال في جمعِ (خِدْمَة): (خِدْمَات).
هذا ما وجدتُه فيمَا قرأتُ في تَصحيحِ هذا الخطأِ، ولم أجِد من نبَّه إلى اللُّغتَين الأُخريَين في الجمعِ، بل وجدتُ بعضَ الأفاضلِ ـ بعد ذلك ـ يقيسُ كلَّ ما كانَ على وَزنِ (فعلة) على ذلك، سواءٌ كان مَفتوحَ الفاءِ أو مكسورَها أو مضمومَها!! فجَعلَ يُسكِّن العَينَ في نَحو (صَفْحَة) و (وَصْفَة) و (حَفْلة) فيقولُ في جمعِها: (صَفْحات) و (وَصْفات) و (حَفْلات)!!
وتَسكينُ العَينِ في مَفتوحِ الفاءِ مع توفُّر شُروطِ الإتباعِ لحنٌ كما سبقَ، لوُجوبِ الإِتباعِ في ذلك، كما أنَّ الإلزامَ بِالتَّسكينِ في المكسورِ والمضمومِ خطأٌ لجوازِ الإتباعِ والفَتحِ مع توفُّرِ الشُّروطِ ..
فكان ذلك باعثًا لي على جمعِ ما سطَّره اللُّغويُّونَ في هذه المسألةِ ..
ومِن ذلكَ كذلكَ نعلَمُ أنَّ تسميةَ هذا الجمعِ بـ (الجمع بزِيادةِ الألفِ والتَّاءِ) أولى من تَسميتِه بجمعِ المؤنَّث السَّالم، لعُمومِ التَّسميةِ الأُولَى ..
والله تَعالَى أعلَمُ ..
...............................
بقي التَّنبيهُ على أنَّ كلمةَ (خِدْمَة) لا يَصِحُّ جمعُها على (خَدَمات) لما سبقَ، إلَّا إذا صحَّ ما رُوِيَ عن اللِّحيانيِّ من فَتحِ الخاءِ في الكلمةِ لغةً، وعليه يجبُ الإتباعُ في الجمعِ لتوفُّرِ شُروطِه، فيُقالُ: (خَدَمَات) ..
لكنَّ لُغةِ الفَتحِ ممَّا تفرَّد به اللحيانيُّ، كما في التَّاجِ وغيرِه، وما يتفرَّدُ به فيه نَظرٌ، وقد قالَ مُشرِفُنا الفاضلُ أبو قصيّ حفظه الله تعالى في إِحدَى مُشاركاتِه القيِّمةِ:

قلَّ مَن رأيتُه يُحسِن الانتفاع بالمعجماتِ، ويدرِك فروقَ ما بينها، وأثرَ السابقِ في اللاحقِ؛ فضلاً عن أن يعرِفَ طبقاتِها، ونسبةَ كلِّ لغةٍ إلى صاحبِها، ودرجاتِ الرواة، كمعرفةِ أن اللحيانيَّ صاحب (النوادرِ) الذي ينقل عنه أبو منصورٍ الأزهريُّ في (تهذيبه) ذو مناكيرَ في الرِّوايةِ؛ فلا يكاد يُقبَل تفرُّده، حتى قالَ عنه أبو علي الفارسيّ: (إن ما يرويه كُناسة). وأورد أبو أحمد العسكري في (شرح ما يقع فيه التصحيف) كلامًا عنه، وعن غيره.
والله تعالى أعلم ..

ـ[نور الدين]ــــــــ[27 - 06 - 2011, 04:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل, وجزاك خيرا على الشرح المفصل
أسأل الله أن يزيدك علما, وينفعك بما علمك وينفع بك

دمت بود خالص

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[28 - 06 - 2011, 02:28 م]ـ
أشكرُ للأستاذ الكريم/ أبي إبراهيم ما تفضَّل به.
وأودّ أن أعقِّب على قولِه:
وأن يكونَ اسمًا لا وَصفًا.

مثل: (ضَرْبة) فتَجمعُها على (ضَرَبات) بفَتحِ الرَّاءِ وُجوبًا

بل وجدتُ بعضَ الأفاضلِ ـ بعد ذلك ـ يقيسُ كلَّ ما كانَ على وَزنِ (فعلة) على ذلك، سواءٌ كان مَفتوحَ الفاءِ أو مكسورَها أو مضمومَها!! فجَعلَ يُسكِّن العَينَ في نَحو (صَفْحَة) و (وَصْفَة) و (حَفْلة) فيقولُ في جمعِها: (صَفْحات) و (وَصْفات) و (حَفْلات)!!
وتَسكينُ العَينِ في مَفتوحِ الفاءِ مع توفُّر شُروطِ الإتباعِ لحنٌ كما سبقَ، لوُجوبِ الإِتباعِ في ذلك
هذا القول الذي ذكرَه أبو إبراهيم أحسِبه من مَّا اتفق عليه النُّحاةُ في كتبِهم، ولم أرَهم أوردوا فيه خلافًا، غيرَ أني وجدتُّ قطربًا (ت بعد 210 هـ) قالَ في كتابِه: (الأزمنة وتلبية الجاهلية ص 37): (وأما حرْبة، فتكون في أدنى العدد بالتاء: ثلاثَ حرَباتٍ ... وبعض العرب يسكِّن هذه الراءَ في الجمع، فيقول: ثلاثُ حرْبات، وثلاثُ تمْراتٍ، وضرْبات. والأكثرُ التحريك، قال ذو الرمة:
أبَت ذِكَرٌ عوَّدْنَ أحشاءَ قلبِه ... خفوقًا، ورفْضاتُ الهوَى في المفاصلِ).
وقولُه هذا يفيدُ أنَّ ذلك لغةٌ لبعضِ العربِ، وليس ضرورةً. وفيه موضِع بحثٍ، ونظرٍ.

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[28 - 06 - 2011, 04:48 م]ـ
جَزَى الله مُشرفَنا الفاضلَ على هذه الإضافةِ القيِّمةِ، وقد كنتُ تركتُ ذِكرَ هذا هنا ـ مع وقوفي عليه ـ اختصارًا ..
ولغةُ التَّسكينِ في (فَعْلة) معَ توفُّر شُروطِ الإتباعِ ذكرَها كذلك أبو القاسم بن محمَّد بن سعيد المؤدِّب في كتابِه (دَقائق التَّصريفِ ـ ص: 135) فقالَ:
«وبَعضُ العَربِ يُسكِّنُ فَيقولُ: (تَمْرَاتٌ)، و (ضَرْبَاتٌ)، و (عَبْراتٌ)، و (وَغْرَاتٌ)» اهـ
وهي عندَ النُّحاةِ لغةٌ شاذَّةٌ لا يُقاسُ عليها، وقد أشار إلى ذلك ابنُ مالك رحمه الله تعالى في الألفيَّةِ بعدَ أن ذكرَ وجوبَ الإتباعِ فقالَ:
وَنَادِرٌ أَوْ ذُو اضْطِرَارٍ غَيرُ مَا ......... قَدَّمتُهُ، أَوْ لِأُنَاسٍ انْتَمَى?
وأمَّا بيتُ ذي الرمَّة المذكور فهو مما أوردَه النُّحاةُ في الضَّرورةِ، قالَ أبو البركات الأنباريُّ ـ صاحبُ الإنصافِ ـ في كتابِه (أسرار العربيَّةِ ـ ص: 312) بعد أن أوردَ البيتَ:
«فَسَكَّنَ (رَفْضَات) وَالأَصْلُ (رَفَضَات) بِالفَتحِ؛ لِأَجلِ ضَرورَة الشِّعرِ» اهـ
وفي المسألةِ تفصيلات أخرى، والله تعالى أعلَمُ ..
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1307
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست