الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى رسولِ الله وبَعدُ ..
فَيَجِبُ في مثلِ هذا فتحُ العينِ إتباعًا؛ لأنَّ ما كانَ على وَزنِ (فَعْلَةَ) بِالتَّاءِ أو بغَيرِها، مثلَ: (طَلْحةَ)، و (دَعْد) يَجِبُ فيهِ إتباعُ العَينِ حركةَ الفاءِ بشُروط:
،،، أن يكونَ ثُلاثيًّا.
،،، مَفتوحَ الفاءِ.
،،، ساكنَ العَينِ.
،،، وأن تكونَ عينُه سالمةً مِن الإعلالِ والإدغامِ.
،،، وأن يكونَ اسمًا لا وَصفًا.
مثل: (ضَرْبة) فتَجمعُها على (ضَرَبات) بفَتحِ الرَّاءِ وُجوبًا؛ لتَوفُّرِ الشُّروطِ السَّابقةِ.
ومن أمثلةِ ذلك في التَّنزيلِ العزيزِ: ((في غَمَرات الموت)) و ((حَسَرات عليهم)) و ((أعوذ بك من هَمَزات الشَّيَاطين)).
فإن تخلَّفَ شرطٌ مِن الشُّروطِ السَّابقةِ لم يَجبِ الإتباعُ أو لم يَصحّ:
،،، فإن كانَ رُباعيًّا: لم يصحّ الإتباعُ، بل تَسلَم الكلمةُ عندَ الجمعِ بالألفِ والتَّاءِ.
،،، وإن كانَ مضمومَ الفاءِ أو مكسورَها: جازَ فيهِ ثلاثةُ أوجهٍ: الإتباعُ والسُّكونُ والفَتحُ، على تفصيلٍ في ذلك.
،،، وإن كانت عينُه متحرِّكةً: لم يصحّ الإتباعُ كذلك.
،،، وكذلك إن كانت عينُه معتلَّةً، فَيجبُ الإسكانُ، ولا يَصحُّ الإتباعُ إلَّا في لُغة هُذيل، فتقولُ: (جَوزة) و (جوْزات) بإسكانِ الوَاوِ على لُغةِ الجمهورِ، وتَقول: (جوَزات) بالإتباعِ على لُغةِ هُذَيل.
،،، وإن كانت عينُه مُدغمةً مُضعَّفةً: لم يصحّ الإتباعُ كذلك، تقولُ: (حَجَّة) و (حَجَّات).
،،، وكذلك إن كانَ وَصفًا: لم يَجُز الإتباعُ، بل يَجبُ الإسكانُ فرقًا بين الوَصفِ والاسمِ، تقولُ: امرأة ضَخْمة، ونساء ضَخْمَات.
.................................
راجع للاستزادة:
ـ شرح التسهيل لابن مالك (1/ 99).
ـ شرح اللمع للشريف الزيدي (المسألة: 278).
ـ أسرار العربية للأنباري (ص: 311).
ـ شرح التصريح على التوضيح للأزهري (2/ 515).
ـ خزانة الأدب (8/ 103).
* ولي رسالة بعنوان (فعلات وأخواتها) جمعت فيها كلام أهل اللغة في مسألة جمع (فَعلة) و (فُعلة) و (فِعلة) بالألف والتاء، يسر الله إتمامها.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[21 - 03 - 2011, 06:53 ص]ـ
كفيت وشفيت يا أبا إبراهيم، ونرجو أن نرى رسالتك المذكورة قريبا.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[22 - 03 - 2011, 02:00 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على البيان.
وقد قال ابن مالك-رحمه الله-:
والسالمَ العينِ الثلاثِي اسمًا أنلْ * إتباعَ عينٍ فاءَه بما شكلْ (*)
إنْ ساكنَ العينِ مؤنثًا بدَا * مختَتَمًا بالتاءِ أو مجرَّدَا
(*) يقرأ (الثلاثي) بياء مخففة مدية للضرورة.
ـ[نور الدين]ــــــــ[07 - 06 - 2011, 04:49 م]ـ
وإن كانَ مضمومَ الفاءِ أو مكسورَها: جازَ فيهِ ثلاثةُ أوجهٍ: الإتباعُ والسُّكونُ والفَتحُ، على تفصيلٍ في ذلك.
هل أفهم من ذلك أن كلمة (خِدْمة) تجمع على (خِدِمات) أو (خِدْمات) أو (خِدَمات)؟
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[07 - 06 - 2011, 08:42 م]ـ
هل أفهم من ذلك أن كلمة (خِدْمة) تجمع على (خِدِمات) أو (خِدْمات) أو (خِدَمات)؟
نعم يا أخي الكريم، ما فهمتَه صحيحٌ.