responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1191
كيف نفهم النحو؟
ـ[عودة للعربية]ــــــــ[23 - 07 - 2011, 08:15 م]ـ
الحلقة الأولى

يمكننا أن نحصر كُلَّ الجهود التي قامت لتجديد النحو، أو تيسيره في ثلاثةِ اتجاهات: الاتجاهُ الأولُ متأثرٌ بالنظرية التوليدية التحويلية وتفريعاتها وهي رياضة عقلية بحتة ونظر عقلي صرف وفلسفة، ولذلك أخفق هذا الاتجاهُ في إصدار كتاب تعليمي واحد حتى الآن. وهذا دليلٌ على أن هذه النظرية لا تلائم جهودَ الإصلاح والتيسير في النحو.
والاتجاهُ الثاني أَدْخَلَ ألواناً من التيسير أبرزُها: دمجُ أبوابٍ في أبواب أخرى، وحذفُ الشاذِّ وبعضِ الأبواب كبابي التنازع والاشتغال والتمارين غير العملية، وعدمُ المبالغةِ في التعليل أو تَحَرِّي أثرِ العامل في الإعراب (أقصد الإعراب المحلي والإعراب التقديري)، وتقليلُ التفصيلات الإعرابية، وإيرادُ أمثلةٍ جديدةٍ حيّة مرتبطةٍ بالحياةِ العملية، والتقليلُ من التفريعات الجزئية التي لا ضرورةَ لها، والاقتصار على مصطلحاتِ ثابتة للتخلص من مشكلةِ تعدّدِ المصطلحات، وإبرازُ الأنماطِ والأنساق التركيبية السائغة. وقد استندت معظم الأعمال في هذا الاتجاه إلى المنهج الوصفي وركنت في التحليل والنقاش النحويين إلى المدرسة البنيوية. وقد كان لهذا الاتجاه أثرُه المحمود، ولكنه انساق إلى التبسيط الشديد فأدى إلى خَلْقِ الاتجاهِ الثالث.
والاتجاه الثالث بالَغَ في التبسيط والتيسير في الإعراب وخاصةً في ممارساتِ الإعراب لدى المعلمين، كقولهم في إعراب جملةٍ مثل: ذهبَ الولدُ إلى المدرسة مسرعاً: إن ذهب فعل ماضٍ، والولد فاعل، وإلى حرف جر، والمدرسة اسم مجرور، ومسرعاً حال، ولا يذكرون هنا أن (الولد) فاعل للفعل (ذهب)، وأن شبه الجملة (إلى المدرسة) متعلق بـ (ذهب) وأنه من تمام معناه، ولا يقولون إن (مسرعاً) هي حال من (الولد) تبيِّنُ كيفيةَ ذهابهِ إلى المدرسة. وعلى هذا قِس.
وواضحٌ أن مثلَ هذا الإعراب هو مبالغةٌ غيرُ محمودةٍ في التبسيط، ويُمزِّق أوصالَ الجملةِ الواحدة، ولا يُبَيِّنُ العلاقاتِ التي تربِط بعضَها ببعض. وخطورة ذلك في عدم الإمساك بالفكرة الأساسية للنحو العربي، وهي أن الجملة شبكةٌ من العلاقات التي يجب إبرازُها وبيانها.

ـ[عودة للعربية]ــــــــ[23 - 07 - 2011, 09:09 م]ـ
الحلقة الثانية
وسأورد هنا تصوراً كلياً لما ينبغي أن يكون عليه الدرس النحوي. وهو يمتاز بأنه لا يلتفت إلى القشور بل ينفذ إلى جوهر النحو وعلاقاته الأساسية التي كان عدم فهمها ولا يزال يَخْلُقُ مشكلاتٍ حقيقيةً هي من أبرز مشكلاتِ تعلّمِ العربية. وهو يلتقط جزئياته من صورةِ النحو القديمة بعد إعادةِ تشكيلِها وتنقيِتها من الشوائب، ومن علم المعاني، وخاصة مبحثَ التقييد والإطلاق، ويأخذُ ببعض النتائج اللغوية الحديثة من غير أن يثقل كاهلَ طالب العلم بأنواع من حجاجِ المدارس والمذاهبِ اللغوية المختلفة، ويُبَسِّطُ النحوَ بِرَدِّ أبوابِهِ إلى ظواهرَ محدَّدة، وهو يصلح أساساً لوضعِ مناهجَ للنحو العربي متدرجةٍ من حيث العمقُ والشمول.
وهو يفترض أن لبنةَ النحوِ الأولى وهي الجملة تتكون من نواة (أو مركز) ومحيط، وأن المحيط يتألف من عدة طبقات.
وأما النواة فهي علاقةُ إسنادٍ اسميةٌ أو فعلية. وتتكون علاقةُ الإسنادِ الاسميةُ من مبتدأ وخبر. ويملأ خانة المبتدأ الاسم الصريح أو المصدر المؤول. ويملأ خانة الخبر الاسم الصريح أو جملة فعلية أو جملة اسمية أو المصدر المؤول أو شبه جملة. وتتكون علاقةُ الإسناد الفعليةُ من فعل وفاعل (إذا كان الفعل مبنياً للمعلوم ولازماً)، ومن فعلٍ وفاعل ومفعولٍ به واحدٍ أو أكثر (إذا كان الفعل مبنياً للمعلوم ومتعدياً)، ومن فعلٍ مبنيِّ للمجهول ونائبِ فاعل هو مفعولٌ به في الأصل.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست