اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1087
الكلمة ثلاثة أقسام بالنص والإجماع
ـ[أبو طيبة]ــــــــ[10 - 12 - 2011, 10:13 ص]ـ
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا؛
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: فإن الكلمة عند العرب ثلاثة أقسام بالنص والإجماع والقياس.
أما النص على أن الكلمة ثلاثة أقسام، فأثر علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: عن أبي الأسود الدؤلي قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فرأيته مطرقا متفكرا، فقلت: فيم تفكر يا أمير المؤمنين؟ قال: إني سمعت ببلدكم هذا لحنا، فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية. فقلت: إن فعلت هذا أحييتنا، وبقيت فينا هذه اللغة. ثم أتيته بعد ثلاث فألقى إلي صحيفة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كله: اسم، وفعل، وحرف؛ فالاسم: ما أنبأ عن المسمى. والفعل: ما أنبأ عن حركة المسمى. والحرف: ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل. ثم قال لي: تتبعه وزد فيه ما وقع لك، واعلم يا أبا الأسود أن الأسماء ثلاثة: ظاهر، ومضمر، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر. وإنما تتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بظاهر ولا مضمر. قال أبو الأسود: فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه، فكان من ذلك حروف النصب، فذكرت منها: إن وأن وليت ولعل وكأن ولم أذكر لكن؛ فقال لي: لم تركتها؟ فقلت: لم أحسبها منها، فقال: بل هي منها فزدها فيها، وهو أثر حسن الإسناد
رواه الزجاجي في أماليه، ومن طريقه ياقوت في معجم الأدباء،
ورواه الذهبي في "تاريخ الإسلام"، وفي "سير أعلام النبلاء"، وابن الجوزي في المنتظم وفيه، وإليه أشار ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 7).
ومعلوم أن قول الصحابي الذي ليس له مخالف حجة.
وأما الإجماع: فقال ابن فارس في "الصاحبي": " أجمع أهل العلم أن الكلام ثلاثة: اسم وفعل وحرف ".
وقال أبو حيان في "التذييل والتكميل ": " وأجمع النحويون على أن أقسام الكلمة ثلاثة: اسم وفعل وحرف ".
وقال ابن هشام - بعد نقله القسمة الثلاثية - في "شرح اللمحة البدرية ": "إنّها باتفاق من يُعتدُّ به".
وقال الصبان في حاشيته - بعد ذكره القسمة الثلاثيّة للكلم -:"والنحويون مجمعون على هذا إلا من لا يعتدُّ بخلافه ".
وأما القياس: فمن وجوه
1 - استقرأ النحاة - المعتد بقولهم - ألفاظ العرب، فلم يجدوا غير هذه الثلاثة.
2 - الكلمة إن لم تكن ركنا في الإسناد فهي حرف، وإن كانت ركنا فإن قبلت الإسناد بطرفيه فهي اسم، وإلا فهي فعل.
3 - الكلمة إما أن تدل على معناها بانفرادها أو لا، الثاني الحرف، والأول إما أن يرتبط بزمان أو لا، الثاني الاسم، والذي قبله الفعل، فلا رابع.
4 - المعاني ثلاثة: ذات وحدث ورابط بين الذات والحدث، فالأول الاسم، والثاني الفعل، والثالث الحرف.
قلت: وممن لا يعتد بخلافه:
1 - أبو جعفر بن صابر القيسي من المتقدمين حيث زاد قسما رابعا سماه الخالفة وهو اسم الفعل.
2 - إبراهيم أنيس من المحدثين - بسكون الحاء وفتح الدال- في كتابه "أسرار اللغة" زاد قسما رابعا سماه اسم الضمير وجعله شاملا للضمائر والعدد والأسماء الموصولة وأسماء الإشارة.
3 - مهدي المخزومي من المحدثين في كتابه "في النحو العربي " زاد قسما رابعا سماه اسم الكناية وجعله يشمل الضمائر والأسماء الموصولة وأسماء الإشارة وأسماء الشرط وأسماء الاستفهام.
4 - تمام حسان في كتابه "اللغة العربية معناها ومبناها " قسم الكلم إلى سبعة أقسام وهي: الاسم، والصفة، والفعل، والضمير، والخالفة، والظرف، والأداة. وتقسيمه يدرس في الجامعات، ويكاد يطبق عليه الحداثيون.
هذا وعلى الله التكلان، ومنه نستمد التوفيق، إنه سبحانه وبحمده، أشهد أن لا إله إلا هو، نستغفره ونتوب إليه.
وكتبه أبو طيبة الجزائري.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 04 - 2012, 05:43 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وللفائدة فهناك من نص على هذا الإجماع ممن هو أقدم من ابن فارس 395، وهو أبو القاسم الزجاجي 337 في كتابه (الإيضاح في علل النحو) ص 41
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 1087