لمّا اتَّصَل بي نبأ نشرِ كتابِ (قواعدِ المطارحة) لابن إياز (ت 681 هـ)، أسرعتُ إلى اقتنائِهِ، فلا تسَل عن نشْوَتي، وسروري وأنَا أقلِّبُه في يديَّ مأخوذًا بنصاعةِ حرفِه، وجودةِ ورقِهِ، وحسنِ إخراجِهِ، وحسَّنَ ظنِّي به ما ذكرَه المحقِّق في المقدّمة من أنه بذلَ في تحقيقه غايةَ الجهدِ، وأفنَى فيه زهرة شبابِه، ونفيسَ وقتِه، بيدَ أنِّي لما شرعتُ في قراءتِه، وأوغَلْت فيه جعلَ ظنِّي فيه يسوءُ، فما أتممْتُه حتَّى قدَّرتُ ما فيه من الأخطاءِ التي تتعلَّق بقراءةِ النصِّ، وضبطِه فقط بأكثرَ من خمس مئةِ خطأ. وهذا عدَدٌ هائلٌ!
ولم أجِد من الوقتِ ما يُمكِّنني من أن أعرِض هذه الأخطاءَ كلَّها، كما أني لم أرَ من النُّصحِ للعِلْم، وطلاّبِه أن أمرَّ بها، فلا أنبِّهَ عليها، فاستقرَّ رأيي علَى أن أورِدَ جملةً من جسيمِ هذه الأخطاءِ، ومهِمِّها، وما دقَّ منها، وغمُضَ حتَّى أشبهَ الصواب. والله الموفِّقُ.
1 - قالَ: (الحمد لله ... حمدًا ... ، ويُمْري صَوْبَ المزيدِ فيها، ودِيَمَه) [ص 3]. والصواب: (ويَمْري) بفتح الياءِ، لأنّه يتعدَّى بنفسِه، لا بالهَمزة.
2 - (... أن أضعَ كتابًا ... وأرتِّبَه ترتيبًا يَقْرُبُ به نفْعُهُ، ويَحِلُّ في القُلُوب وَقْعُهُ) [3]. وكلمة (يحِلّ) أراها مصحَّفةً عن (يجِلّ) كما يقضِي المعنَى.
3 - ضبطَ هذا البيت هكذا: (يا جعفرُ، يا جعفرُ، يا جعفرُ) [21]. والصواب: (يا جعفرٌ، يا جعفرٌ، يا جعفرُ) بالتنوينِ اضطرارًا على حذوِ: (سلام الله يا مطرٌ عليها)، لأنَّ اطِّراحه يُخِلّ بوزن البيتِ. وذلكَ أن الكفّ لا يدخُلُ بحرَ الرجَزِ.
4 - (ومَقنعٌ من الحريرِ أصفَرُ) [21]. والصواب: (ومِقنَع) بكسر الميمِ، اسمُ آلةٍ. وهو ما تغطِّي به المرأة رأسها، ومحاسِنها، كالقِناع.
5 - (ويجوز أن يكون بنى من الفنِّ تفاعُلاً كما ذكر أبو زيدٍ تفاوَت الأمرُ تفاوُتًا، فقال: تفانِن) [24]. والصواب في ضبط (تفاعُلاً)، و (تفاوُتًا) هو (تفاعِلاً)، و (تفاوِتًا). وهو بيِّنٌ لا يَحتاج إلى إيضاحٍ.
6 - (فالأوّلُ نَرْجِس لأن نظيره يضرِب) [26]. والصواب: (نضرِب).
7 - (... يشكُر، وتغلِب، ووزنهما يفعُل، وتفعِل، وهذان المثالان لا يكونانِ إلَّا في الأسماء) [27]. والصواب حذفُ (إلا) هذه.
8 - (وهذا ظاهر مع الانصراف) [28]. وذكر المحقِّق في الحاشية أنّ في نسختين مخطوطتين (مع الاتصاف). ولعلّ الصحيح (الإنصاف).
9 - (والمقصور ... وما زاد على ثلاثة فبالياء كقولِك: مَغْزَيان، ومُسْتَرْشِيَان) [33]. والصواب/ (ومُسْتَرْشَيان) بفتح الشِّين، لأنه مقصورٌ، أصلُه (مُسْتَرْشَى).
10 - (وأجازَ الكوفيّون طلَحون، وطلَحين، ووافقَهم ابن كيسان إلا أنه يفتح اللامَ) [33 الحاشية]. والصواب: (طلْحون، وطلْحين) بإسكان اللام كما هو بيِّنٌ.