responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 472
نضرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض؛ أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله فننقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فأتاهم من رَوْحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها، وكان بعض العارفين يقول: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف.
وكان دخوله -رحمه الله- قلعة دمشق آخر مرة سادس شهر شعبان من عام سبعمائة وست وعشرين، وما زال مقيمًا في قاعتها إلى أن كانت وفاته ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة سنة سبعمائة وثمان وعشرين -رحمه الله تبارك وتعالى- وقد صلي عليه عقب صلاة الظهر بجامع بني أمية، ولم يبق في دمشق من يستطيع المجيء للصلاة إلا حضر لذلك، حتى غلقت الأسواق بدمشق، غلقها أصحابها ولم يتمكنوا من فتحها، وعطلت معايشها يومئذ وحصل للناس من مصابه أمر شغلهم عن كثير من أمورهم وأسبابهم، وخرج الأمراء والرؤساء والعلماء والفقهاء والأتراك والأجناد والرجال والنساء والصبيان من الخواص والعوام، قال بعض من حضر ولم يتخلف فيما أعلم إلا ثلاثة أنفس كانوا قد اشتهروا بمعاندته فاختفوا من الناس خوفًا على أنفسهم بحيث غلب على ظنهم أنهم متى خرجوا رجمهم الناس، وهذا في الحقيقة تكريم أي تكريم لشيخ الإسلام ابن تيمية.
واتفق جماعة ممن حضر وشاهد الناس والمصلين عليه: أنهم يزيدون على نحو من خمسمائة ألف، وحضرها نساء كثير بحيث حذرن بخمسة عشر ألفًا، قال أهل التاريخ لم يسمع بجنازة تمثل هذا الجمع إلا جنازة الإمام أحمد بن حنبل، رحم الله -تبارك وتعالى- الجميع.

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 472
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست