responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 334
بالنبوة والرسالة أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر، ولا تكسو عاريًا ولا تطعم جائعًا، وهذا توفيق من رب العزة والجلال -سبحانه وتعالى.
ولذلك قال الإمام السيوطي -رحمه الله تبارك وتعالى-: إن أول من أسلم علي، وقيل: خديجة، وجمع بين الأقوال بأن أبا بكر -رضي الله تعالى عنه- أول من أسلم من الرجال، وعليًّا أول من أسلم من الصبيان، وخديجة أول من أسلمت من النساء. وأول من ذكر هذا الجمع الإمام أبو حنيفة -رحمه الله تبارك وتعالى- وما إن أسلم أبو بكر -رضي الله تعالى عنه- حتى حمل أمانة الدين على أعانقه، وخرج يدعو الناس إلى دين الله -جل وعلا- فأسلم على يديه ستة من العشرة الذين بشرهم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بالجنة فيما بعد، وأجر هؤلاء يعود أيضًا منه على أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- لأن الدال على الخير كفاعله، ولذلك أقول: بأن الصديق -رضي الله عنه- يأتي يوم القيامة وهم في ميزان حسناته، وقد أسلم أيضًا على يديه خلق كثير سوى هؤلاء الأطهار الأبرار.
وهكذا يجب أن يكون الداعية إلى الله -تعالى- يحمل هم الناس من حوله ويخشى عليهم من عذاب الله ويأخذ بأيديهم إلى مرضات الله وجنته، ومن المناقب الجميلة أن الذي لقب أبا بكر -رضي الله تعالى عنه- عتيقًا هو النبي الصادق الأمين -صلى الله عليه وآله وسلم- فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: ((إني لفي بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكان أصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام- في الفناء، وبيني وبينهم الستر، إذ أقبل أبو بكر فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا))، وكان المعني هو أبو بكر -رضي الله تعالى عنه.
وعن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: ((دخل أبو بكر الصديق على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال له رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: أبشر فأنت عتيق الله من النار)). قلت فمن يومئذ سمي عتيقًا.
وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله تبارك وتعالى- عن فضائل الصديق -رضي الله تعالى عنه- قال: فهو خير من مؤمن آل فرعون لأن ذلك كان يكتم إيمانه، والصديق أعلن به، وخير من مؤمن آل يس؛ لأن ذلك جاهد ساعة، والصديق -رضي الله تعالى عنه- جاهد سنين.

اسم الکتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست