responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 198
بحال من الأحوال. ولكن لنفرض أن رواتب الموظفين ونفقات الإدارة تدفعها الأمم المتحدة، وإن المبلغ المذكور كله، وهو 29،000،000 دولار، ينفق على إغاثة اللاجئين المسجلين في سجلات وكالة الإغاثة، وعددهم 960،021 لاجئًا، فيكون ما يصيب اللاجئ في العام نحو ثلاثين دولارًا. والواقع أنه لا يصيب اللاجئ في العام إلا نحو خمسة عشر دولارًا أو دولار وربع فقط كل شهر. أما تقرير وكالة الإغاثة فقد تبجح فذكر [1]: «أَنَّ جَمِيعَ النَّفَقَاتِ وَالمَصْرُوفَاتِ (لِكُلِّ لاَجِئٍ) تَبْلُغُ 225 دُولاَرًا (مِائَتَيْنِ وَخَمْسَةَ وَ [عِشْرِينَ] دُولاَرًا) فِي كُلِّ شَهْرٍ بِالإِضَافَةِ إِلَى المُؤَنِ الخَاصَّةِ التِي وُزِّعَتْ عَيْنًا عَلَى المَرَاضِعِ وَالأَطْفَالِ وَالمَرْضَى وَالمُصَابِينَ بِسُوءِ التَّغْذِيَةِ». إن مائتين وخمسة وعشرين دولارًا تساوي نحو ستة وتسعين جنيهًا أو ألف ريال سعودي أو نحو سبعمائة وخمسين ليرة سورية لبنانية. هذا المبلغ يوازي في الشرق الأوسط راتب موظف كبير في الدولة، ولكن وكالة الإغاثة ذكرته تَبَجُّحًا وَدِعَايَةً.

وبما أن نشرة الأمم المتحدة هذه كانت تصلني، فقد لفت هذا التقرير وما فيه من المغالطات نظري. فكتبت إلى رئيس تحرير النشرة رسالة [2] أستوضحه فيها عما جاء في التقرير المنشور. وَلَقَدْ وَرَدَ عَلَيَّ الجَوَابُ [3] ينسب «ذُكِرَ الرَّقْمُ 225 دُولاَرًا» إلى خطأ آلي. ولكنني لا أذكر أن نشرة الأمم المتحدة قد صححت «هَذَا الخَطَأَ الآلِيَّ» في عدد من أعدادها التالية. ثم انقطعت هذه النشرة عن الوصول إِلَيَّ.

غير أن ما هو أَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَأَمَرُّ أن وكالة الإغاثة تسوم اللاجئين سوء العذاب بالإهمال والإذلال والتعذيب والتنكيل حتى سميت في الصحافة المحلية «وِكَالَةَ الإِبَادَةِ». وأخبار سوء معاملتها للاجئين تملأ الصحف العربية. أما ما يقال عن تحيز الوكالة لأعداء اللاجئين ولأساليبها التبشيرية والاستعمارية فكثير مشهور في الصحف المحلية، وليس هذا الكتاب موضعًا له.

نَشْرُ الفَسَادِ:
بعد فتنة سنة الستين (عام 1860 م) أرسلت فرنسا جيشًا لتحتل جبل لبنان دفاعًا عن الموارنة. «وِلَقَدْ كَانَ الاِحْتِلاَلُ الفِرَنْسِيُّ لَعْنَةً فِي سُورِيَّةَ، فَقَدْ فَتَحَ الفِرَنْسِيُّونَ يَوْمَذَاكَ فِي

(1) " نشرة الأمم المتحدة " الآنفة الذكر، الصفحة 3، في الوسط، والصفحة 3، في الوسط.
[2] بتاريخ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 1955.
[3] بتاريخ 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 1955.
اسم الکتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي المؤلف : الخالدي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست