وبلغه فقط ولذلك أبى حمل الناس عليه. ولم يسلم مالك من مشكلات الحكام فقد وشى به إلى جعفر عم المنصور العباس فضربه سياطاً انخلعت لها كتفه. . وكان يعتمد رحمه الله على الطريقة الإلقائية في درسه ولا يحب أن يقاطعه أحد، وهذا تماماً ضد الطريقة التي اعتمدها الإمام أبو حنيفة، وبالرغم من أنه درس الفقه على شيخه ربيعة بن عبد الرحمن الذي يكثر من الآراء حتى سمي " ربيعة الرأي " فإن مالك كره الرأي حتى أنه يقول وددت لو ضربت بكل رأي أفتيت به سوطاً وأكون في حل يوم القيامة. واشتهر صيت مالك وذاع وأتته الوفود للعلم والاستفتاء من بلاد المغرب والأندلس ودون فقهه تلاميذ مجدون. وكان لكتابه الموطأ أثر بالغ في الرجوع إلى النصوص والعناية بالسنة. ولكنه رحمه الله قدس عمل أهل المدينة ولذلك رد به خبر الواحد الصحيح (اقرأ حول الموضوع رسالة " حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام " لفضيلة شيخنا محمد ناصر الدين الألباني) ، وقد خالفه كثير من أهل السنة والحديث لذلك، ورأوا أنه لا فضل لأهل المدينة في العلم على غيرهم ولا يجوز أن يرد فعلهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيح.
وكان من أعظم حسنات وبركات الإمام مالك تلميذه الشافعي رحمه الله، هذا التلميذ الذي حفظ الموطأ وقرأه على مالك وأفتى الناس وهو ابن خمس عشرة سنة ويشهد له مسلم بن خالد بذلك فيقول: " أفت يا أبا عبد الله