responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية المؤلف : سلطاني، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 191
الفصل الأول:
مسؤولية حكومات الشعوب الإسلامية.
إن حكومات الشعوب الإسلامية مسؤولة أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام شعوبها عن كل تحريف أو انحراف - عن سبيل الله - يقع لشعوبها فإن المسؤولية عظيمة، والتبعات كبيرة، وتقلبات الأيام غير مأمونة {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [1].
والملاحظ - أيضا - أن البعض من أولئك المسؤولين غير مهتمين بانحراف بعض أفراد شعوبهم عن طريق دينهم - بقدر اهتمامهم بكراسيهم الجالسين عليها - ذلك أن البعض منهم لم يطبع بطابع الإسلام الصحيح غير المزيف، فلو أنهم ربوا تربية إسلامية كاملة غير ناقصة لكانوا هم في طليعة من يحمي الإسلام - بما في أيديهم من السلطة - ويدافع عنه عدوان المعتدين، وضلال الضالين، غير أن البعض منهم هو المعتدي الأول.
فقد لمسنا في بعض المسؤولين الكبار في بعض الشعوب الإسلامية ما لمسناه وعرفناه - قديما في الحاكم المطلق المتصرف بأمره، غير مبال بشعور الشعب ولا بالأمانة الملقاة على عاتقه، فحسب نفسه أنه أصبح ملكا من الملوك - غير الدستوريين - له وحده الأمر والنهي، فلم يبعدوا عن الملوك الديكتاتوريين الذين قص علينا التاريخ حياتهم الخاصة والعامة، مثل تضييع أموال الأمة في سبيل شهواتهم وملاذهم، إلى مرض التظاهر بالعظمة والقوة، إلى الترفع والتكبر عن شعوبهم - كأنهم خلقوا من عنصر آخر خاص بهم - إلى احتقار الشعوب في كرامتها وقد أحاطوا أنفسهم بهالة من التقديس، والألقاب الفخمة

[1] سورة النور الآية 63.
اسم الکتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية المؤلف : سلطاني، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست