اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 516
بل قالها كل المترفين سابقا، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35)} [سبأ: 34، 35] فهي قصة معادة، وموقف مكرور، على مدار الدهور. وهو الترف يغلظ القلوب، ويفقدها الحساسية ويفسد الفطرة ويغشيها فلا ترى دلائل الهداية فتستكبر على الهدى وتصر على الباطل، ولا تتفتح للنور.
--------
النوع الثاني -أما زعماء بعض الجماعات الدينية في الشام فهؤلاء قد اشتراهم النظام منذ زمان ومن ثم فهم يدافعون عن هذا النظام الطاغوتي دفاع المستميت ويزينون له الباطل، وهم بلاعمة العصر، وهم أخطر على أمة الإسلام من الدجال بيقين، فعن أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، يَقُولُ: كُنْتُ مُخَاصِرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا إِلَى مَنْزِلِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:: "غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتِي مِنَ الدَّجَّالِ " فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَدْخُلَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ شَيْءٍ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتِكَ مِنَ الدَّجَّالِ؟ قَالَ: "الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ " مسند أحمد ط الرسالة (35/ 223) (21297) صحيح لغيره
فهؤلاء يخدعون عامة الناس باسم الدين، وقد باعوه بثمن بخس
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَسْوَأِ النَّاسِ مَنْزِلَةً مَنْ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ» مسند أبي داود الطيالسي (4/ 151) (2520) حسن
لقد حضرت درسا في الثمانينات للدكتور عبد اللطيف فرفور في السادات بعد العشاء وقد أخذ يثني على النظام الحاكم ثناء عجيباً وليس له أي محل درسه
وقال زورا وبهتانا:
نحن لم نر الأمن والأمان والطمأنينة إلا في هذا العهد الميمون يعني عهد المقبور حافظ الأسد فتأمل يارعاك الله وتألم!!
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ، قُلْتُ: مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِينَ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا يَعْقِلُونَ؟ "الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 40) (244) حسن
-------
النوع الثالث- الأنظمة العربية:
إن موقفهم طبيعيٌّ تماماً، لأنهم جميعاً جاءوا بعد اتفاقية سايكس بيكو وهم لا يمثلون الشعوب بل يمثلون من نصبهم كابوسا على صدور الأمة، ومن ثم فلا يقلُّون خطرا ونهباً وسلباً وإجراماً عن الأسد، وهؤلاء جميعا كانوا من التحوت
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 516