اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 505
الإسلاميُّ عند القوم -سامحهم الله- لو حك رأسه لاتهم بحك الرأس مستغلا الدين لتحقيق مصالح شخصية، وإنك لتعجب: إن كان الأصل أن يُحكم بالنفاق على كل من يظهر الدين ويدعو إليه، فأين الصادقون المخلصون المتدينون الخلص؟!
أخبرونا يا عباد الله كيف ندعو إلى الدخول في السلم كافة كما أمرنا ربنا، بدون أن نُرمى بالنفاق والمتاجرة بالدين؟
أشيروا علينا: كيف نساهم في بناء مصرنا الجديدة، دون أن نوصم بالغدر والخيانة؟
هل لديكم نموذج لمسلم التزم شرع ربه وجاهد في الدعوة إليه، وما تاجر بالدين أو استغفل خلق الله؟
للأسف، هم يريدون مسلما يتعبد الله في بيته أو مسجده لا يراه مخلوق فضلا عن أن يسمع دعوته، فإذا خرج داعيا لتحكيم الشرع في معاملات المجتمع وفي سياسة الدولة، فهو مسيلمة القرن الحادي والعشرين.
أي ظلم هذا وأي قهر هذا؟
----------
أي فارق إذاً بين فعلهم -سامحهم الله وأصلح حالهم- وبين فعل قريش، حين ساءهم أن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم إلى إله واحد، {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7)} [ص: 5 - 7]، ما هذا لوجه الله أبدا، بل لأمر يريده محمد يوشك أن يفتضح أمره!
فعلوا ذلك، وقد علموا أنه أصدق الناس قولا وأعف الناس لسانا وأكثر الناس حرصا على مصالح الخلق.
-----------
الإسلاميون ليسوا معصومين، ومن ادَّعى ذلك فهو إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان، ولكن اتباع المنطق السليم يصل بنا -ولابد- إلى نتيجة، هي أنه طالما كان الدين مهذِِّبا للأخلاق مزكِّيا للنفوس محسِّنا للمعاملات، فطبيعي -وهذا واقع- أن تتضاءل مخالفات من حاول تطبيقه -كما وكيفا- مقارنة بمخالفات غيره، وإن كانت ستظل موجودة بقدر، فكيف يعكس الأمر بالكلية، ويبلغ حد (الاقتران الشرطي)، بحيث لا يُذكر المتدين إلا وتذكر المخالفات الأخلاقية؟!
هذا والله ظلم لا يقوى صاحبه على تحمل تبعاته لا في الدنيا ولا يوم يعرض على ربه، وهو أبلغ إساءة للدين الخاتم الذي رضيه الله لعباده.
-------------
يا أفاضل .. والله ما خرج الإسلاميون يوم خرجوا يدعونكم ويطرحون أمامكم رؤيتهم إلا تأسيا بأنبياء الله، متمثلين قول ربهم حاكيا عن نوح عليه السلام: (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم)، هذا والله هدفهم،
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 505