responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 335
جلس في بيته لا يتكلم بكلمة ضد الطاغية، واليوم يجمع الناس من هنا وهناك محاولا تكوين ميليشيا لا أدري ما الذي يسعى إلى فعله من خلالها!
حرام والله أن تسلَّم مقاليد رسم ملامح ليبيا ما بعد القذافي إلى (محمود جبريل) وهو الذي لم يعارض الدكتاتور قاهر الليبيين بكلمة طيلة عمره بل كان من العاملين مع سيف، وهناك اشتباه في ذمته المالية باختلاس أموال الليبيين عن طرق توصيته بعطاء للتعليم الجامعي في بريطانيا بزيادة في قيمته الحقيقية وأخذه لفارق الثمن (بضعة ملايين) فيؤتى به لرسم مستقبلهم بحجة أنه متخصص في إدارة الأعمال!
وأين المتخصصون ممن أنفقوا من أعمارهم ثلاثين سنة يعارضون القذافي ويحاربونه بكل وسيلة، هل انعدم أصحاب التضحية والإخلاص في الليبيين حتى لم يوجد إلا أصحاب سيف فيؤتى بهم؟ والله إن هذا ظلم لليبيا وشهدائها!
لا يجب أن يفهم هذا المقال أنه دعوة إلى الإقصاء والإقصائية في ليبيا الجديدة .. ليبيا الحق والحرية والعدل .. هذه المعاني التي غابت عن ليبيا اثنتين وأربعين سنة، وضحى الليبيون من أجل استرجاعها وجعلها واقعا على أرضها بقوافل الشهداء التي بدأت منذ بداية ذلك الانقلاب المشؤوم. فليس من قيم العدل أن يتولى الذين عملوا مع الدكتاتور ونظامه الإجرامي أي مركز قيادي في ليبيا المستقبل، هؤلاء إن أرادوا أن يخدموا بلدهم الذي ساهموا في تدميره بإطالة عمر نظام الدكتاتور لن يمنعهم أحد شريطة ألا يتولّوا أي مسؤلية قيادية؛ فليس من قيم العدل أن يستولي على مراكز القيادة والإدارة فيها من كان يدافع عن نظام القذافي بالكلمات والمقالات ويعمل مع الوريث المجرم في مشروعه السّرابي لنيل المناصب والمزايا والعطايا ..
إن هذا إنْ حدث سيكون كسرا لميزان العدل، وإن من العدل إحقاق الحق .. وإن من إحقاقه أن يتولى مسؤلية ليبيا وإداراتها وقياداتها الذين ضحوا في سبيلها وتحملوا السجون والتشريد والطرد والمطاردة .. وفضلا عن هؤلاء فإن ليبيا مليئة بالكفاءات من الشرفاء الأوفياء لوطنهم ممن لم يتلطخوا بخدمة السفاح، فمن الظلم الإعراض عن هذه الفئة وتولية من كانوا على النقيض قيادة ليبيا وإدارتها.
------------
أمثال هؤلاء من السراق والانتهازيين وعديمي الرؤيا السياسية لا يراهم أحد في ميادين منازلة الطغاة، ولكن الأرض تغصّ بهم في ميادين سرقة ثمار الثائرين على المستبدين؛ ومن الناس من سيقول أنتم لم تتركوا بهذا أحدا فكل من ذكرت يتزاحمون الآن على نيل موقع لهم في الثورة، وهذه الملاحظة مردودة على قائليها؛ لأن ليبيا مليئة بالشرفاء من أصحاب الغيرة الحقيقية على وطنهم وهؤلاء هم من يجب أن يتولى المسؤليات في ليبيا الجديدة، فليبيا الجديدة لا مكان فيها للانتهازيين والنفعيين والجهوييين والقبليين ممن يريدون تسخير مقدرات ليبيا للمصالح الشخصية والقبلية والجهوية، فقد جربنا هذه الفئة أكثر من أربعين سنة ولم نر منها إلا الخراب، فإذا أردنا بناء ليبيا وازدهارها وإقامة الحق والعدل فيها

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست