responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 253
محكوم ومترابط, فسيُزالون بزواله ويبقون ببقائه, ولذلك فلن يتخلوا عنه لعلمهم أنه نبض شرايينهم وعليه مدار وجودهم ..
ففرض أهل العلم والدعوة والحاملين لدين الله في سورية اليوم, تحريض الناس على حمل السلاح وقتال هؤلاء, واستغلال حماستهم ودفعهم للجهاد في سبيل الله, وسيجدون بإذن الله قلوبا واعية وآذانا صاغية وأيادي ملبية, فلا ينقص الناس شجاعة ولا يفتقروا لإقدام, وقد رأى العالم نصبهم لصدورهم وتقديمهم لرقابهم وقد علموا أنها ستكوى وتضرب, فما عليهم وهم المكتوون في الحالتين, لوآلموا المجرمين كما يألمون, وأنزلوا بالجلاد ما يكف بأسه ويرد كيده ويدفع صولته؟
إن الجهاد إن اشتعلت جذوته في سورية فلن يقوى أحد على إطفائها بإذن الله, وسيلفح شررها اليهود الذين أجمعوا أمانيهم رجاءاً ببقاء نظام البعث حامي حدودهم وكابت عدوهم, أما إن تهاوى هذا النظام العفن فستنغص صواريخ المجاهدين الحياة الرائقة الراقية لكلابهم في الجولان, وهذا ما يخافوه ويحذروه, ولذلك فلازم على كل عالم وداعية ومجاهد, ألا تكتحل عينه بنوم, ولا يهدأ له بال, حتى يشتعل القتال في بلاد الشام, ففي ذلك من المصالح ما لا يحصر أويحصى, أولها دفع نظام الكفر عن أهل الإسلام في سورية الغراء, وليس آخرها خلق فوضى عارمة خلاقة للمجاهدين ومناسبة لإنشاء كياناتهم, وبالتالي تماسهم المباشر مع اليهود وتنغيص أمنهم بإذن الله.
كما أنه ينبغي على الجماعات الدعوية والجهادية العاملة في بلاد الشام, استغلال الثغرات الأمنية واستثمارها في ترسيخ أقدامهم وإقامة بنائهم, وإلا فسيصبحوا وقد ذللت للناس الثمار ليأخذوها, ولم يبق لهم إلا قرع سن الندامة, ولهم في تجارب المجاهدين في العراق خير مثال يقتفى, والآمال معقودة أن يأتوا بخير منها أومثلها, ويعدّوا أنفسهم لفترة الفوضى التي ستتبع سقوط نظام البعث بإذن الله, حتى يقدموا لبنة بلاد الشام في بناء صرح الخلافة الراشدة بحول الله وقوته ..
وختاماً فيا حملة الدين والعلم من أهل الشام في سورية الأبية العصيّة على كلاب البعث وذئابه, هذا نداء من قلوب نخرها القهر لحالكم والكمد لمصابكم, أن أدوا أمانتكم وووفوا لأمتكم وادفعوا عنها وطببوا جراحها, وانصبوا راياتكم في نجادها ووهادها, ثم أذّنوا في الناس ليأتوكم سعياً, فمن انحاز منكم إلى عدوة الأمة أفلح ونجا, ومن تنكب عن طريقها زاغ وهوى, فالأمة قد انطلقت وأطلقت خطام ركائبها, فلا تكونوا أسرع الناس إلى كبح غضبها وإطفاء فورانها, ولا تكن أفئدتكم تهوي إليها غير أن ألسنتكم عليها, بل كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون, فأنتم حجة الله على الخلق, وورثة الرسل والأنبياء, وجُنّة الناس دون الشبهات والانحرافات, رفعكم ربكم مكانا علياً, وأورثكم الكتاب وآثار الرسالة, ثم جعلكم للناس سراجاً ونبراساً, لتضيؤوا المعالم, وتبتروا المظالم, وتصدعوا بالحق وتصدقوا الخلق, (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) ..

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست