responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 2459
والحفر والحفر .. ولكن يبدوا أن المخرج لم يكن معتاد على هكذا فصول فلم يجدوا لا سلاح ولا شيء فعادوا أدراجهم يجرون الخزي بإذن الله
توجه جيش الأمن المظفر منتقلاً إلى حي يبعد 2 كيلو عن مكان عملياته السابقة وتحديداً إلى شارع (الحضارة) حي النزهة المعروف بأن سكانه من الطائفة العلوية ليقوم بالاحتفال مع سكان هذا الحي أمام كاميرات التلفاز السوري بالنصر المبين وليقوم أفراد الأمن بالرقص مثل جماعات الهنود الحمر دون مبالغة وإطلاق الرصاص بالهواء وليقوم أهالي هذا الحي برشهم بالرز والورود ولتستمر هذه الطقوس لأكثر من ساعة احتفالا بالنصر
نأتي إلى السؤال المقلق والمنتظر الجواب عنه، ماذا حل بالطرف الآخر ماذا حل بالحناجر الصادحة (بدنا العالم كله يشوف، هالصهيوني إبن مخلوف)
لا يمكن أن أنسى أبو عبد الرحمن ذلك الشيخ الستيني الذي طلبنا منه مغادرة منزله مع عائلته قبل الأحداث حفاظاً على أرواحهم فما كان جوابه إلا (سوف نبقى هنا .. حتى نقول لهم بأن الله أكبر) وبقي بدون كهرباء وماء وهاتف طيلة هذه المدة، وأمسك إبنه العشريني (بالكريك) ووقف قائلاً هذا البيت له حرمة ويلي بدو يفوت يجرب، والحمد لله حفظه الله وعائلته من شرورهم
كذلك صورة ذلك الشاب العشريني الذي بدأ يركض في الشوارع يصرخ بأعلى صوته أيها الناس كبروا أيها الناس وحدوا الله بصوت واحد كي يزلزل الله أعداءه فما كان من الأهالي إلى أن تنزل للشوارع وتصرخ بكل ما تستطيع من قوة (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد) وكأنهم في يوم عيد احتفالا بخروجهم مكسورين بإذن الله – فهم لم يكسروا نفسية الناس ولم يوهنوا إرادة الأمة
جاء يوم الجمعة التالي ليوم فك الحصار وبعد صلاة الجمعة تجمع أكثر من 2000 شاب من شباب ذلك الحي في الساحة الرئيسية وليلحق بهم 1000 شاب آخر من الأحياء المجاورة ليصدحوا بصوت واحد (تب يدا أبي لهب، تبت يداك يا أسد) رفعوا اللوحة البيضاء ذات الثلاثة أمتار المكتوبة بخط اليد (بابا عمرو لن تركع) ولمدة ساعة ونصف (الشعب يريد إسقاط النظام) (يا شيخي يا عرعور، بشار شقفت صرصور) (ما منحبك ما منحبك، حل عنا إنت وحزبك) (بالروح بالدم نفديك بابا عمرو) ومسحت كتابات الأمن من الجدران الرئيسية واستبدلت بعبارات إسقاط النظام، وهنا جن جنون قوات الأمن فلم تكتمل 24 ساعة على خروجهم من بابا عمرو حتى يقوم أهلها بالنزول متحدين بهذا الشكل، فأرسلوا ثلاث باصات محملة بقوات الأمن لفض المظاهرة واعتقال من فيها وما كان منهم إلى أن بدءوا بمهاجمة المتظاهرين بالسيارات المدنية الصغيرة وقاموا بدعس الناس عن قصد وعمد (إن دل هذا على شيء فيدل على فقدان صوابهم) ومع هذا بدأ الناس بالحديث عما سيقومون به من مسيرات بالجمعة القادمة

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 2459
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست