اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 2341
بالذاكرة إلى آخر اجتماع للحريري مع الأسد, والذي تلقى فيه التهديد إذا لم يوافق على التمديد للحود» لأن لحود هو أنا وأنا هو لحود «لتقول بأن غازي كنعان كان شاهداً على ما دار فيه, وسمع من الأسد يقول للحريري "إذا كنت فرحاناً بلبنان الذي عمرته فإني سأهدمه فوق رأسك في عشر دقائق, فيجب عليك أن تفهم وتسمع ما أقوله". وقد تدخل كنعان في هذا الحوار الحاد وقال للأسد: "الحريري رجل طيب, وتجاوب معك" فقال له الأسد: "مفهوم .. فهذا صاحبك وأنت مستفيد منه" وقد رمت المصادر شديدة الخصوصية من هذا التذكير إلى القول أن غازي كنعان وضع في دائرة الاستهداف. ويتوقع بعض المقربين من اللواء غازي كنعان ومن المقربين من السلطات الأمنية السورية أن يكون صهر الأسد, آصف شوكت وراء تصفية كنعان, خصوصا وانه يمسك الآن بزمام الأمور في سورية بتأييد من والدة الأسد السيدة أنيسة, التي تتهم ولدها هذه الأيام بالضعف, وبأنه يقول ولا يفعل, بينما يدافع الأسد عن نفسه, ويقول أن عائلته هي التي ورطته وأوصلته إلى هذه الحالة الخانقة التي هو فيها. حيث أن حالة من الاستياء العام تسود الآن أوساط العشيرة التي ينتمي إليها اللواء غازي كنعان. ومعروف أن العلويين في سورية يتوزعون على أربع عشائر هي الكلبية, الخياطين, والحدادين, والنمليكيين وكنعان ينتمي إلى عشيرة الكلبيين التي تشاركها الاستياء عشيرة الحدادين التي ينتمي إليها صلاح جديد, عدو الرئيس الهالك حافظ الأسد اللدود والذي قضى موتاً في أحد سجونه. وبعد مقتل كنعان, نقلت المصادر من دمشق أن رجال المخابرات ينطلقون الآن للقبض على رهيف الأتاسي شريك كنعان ومدير أعماله وأملاكه, والذي يسكن في البناية نفسها التي يسكنها وزير الداخلية المغدور في منطقة غرب المالكي بجانب مسجد سعد بن معاذ. ورهيف الأتاسي هذا لديه وكالات عامة من كنعان, والقبض عليه هو بهدف التحقيق معه للكشف عن كل أملاك وودائع كنعان. كما نجا من قبضة رجال المخابرات ابن أحد أصحاب المصارف اللبنانية, المتحدر من أصل سوري, ومن مدينة اللاذقية بالذات, مسقط رأس كنعان, لأنه معروف بأنه هو من هرب أموال المغدور, ويعرف كل أرقام حساباته. وعلى صعيد أخر , قالت المصادر إن رئيس النظام السوري يشكو كثيرا, من مواقف إحدى الدول العربية, التي يعتبر أنها تخلت عنه, خصوصا بعد أن بلغه منها بأنها نصحته كثيراً, ولم يستجب لنصائحها, وان هذه الدولة العربية لديها إحساس بأنه لا يحكم, وان هناك أشباحاً غيره هي التي تدير البلد. وعندما زار الرئيس المصري حسني مبارك السعودية أخيرا كان الوضع السوري مطروحا في محادثاته مع الملك عبد الله بن عبد العزيز, وقد تلقى الرئيس المصري وجهة نظر العاهل السعودي التي تقول بأنه لم يعد هناك مجال للدبلوماسية الكاذبة, فالشعوب العربية أصبحت واعية وتريد من حكامها صدق الطرح وصدق القرار. وفي الآونة الأخيرة حاول الأسد الاتصال بالرئيس الفرنسي جاك شيراك ولم يلق تجاوباً, كما حاول الاتصال بدولة عربية فلقي المعاملة نفسها, وقد نصح المحيطون بالأسد, بان يذهب هذه الأيام إلى العمرة , فجاءه الجواب بان لجوءه لهذه الطريقة لن يفيده, إذ
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 2341