responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 2154
وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)} [الكهف: 29 - 31]
((وقل الحقّ من ربكم ... ))! هذا هو المنطلق! إعلان الحق الذي لا باطل معه أبداً لأنه من عند الله. إعلانه والدعوة إليه!
(( .. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. ))! ثمَّ تأتي فرصة الإنسان ليختار على مسؤوليته الإيمان الحق من عند الله، أو الكفر به، إنها مسؤولية الإنسان، فلا ينفع إيمان يدّعيه الإنسان رهبة من سلطة دنيوية أَو رغبةً في غرض من الدنيا، أَو نفاقاً يزينه الشيطان له. لا بُدَّ أَن يكون الإيمان قناعةً تستقرّ في القلب حتى تطمئن النفس بها.
ولا يختار الإيمانَ بالحقِّ إلا الفطرة السليمة، كما أشرن إليها قبل قليل، يهديها الله إلى صدق الاختيار برحمته وفضله، وعفوه وعدله. وأَما من وقع في المعصية والهوى، والآثام والمظالم، حتى انحرفت فطرته أَو تشوَّهت بما كسبت يداه، وحتى غلبته الفتنة وأَغواه الشيطان، حتى لم يعد يستحق الهداية من الله بما ظلم به نفسه، فإنه يختار عندئذ الكفر على سنن الله ماضية في خلقه، وحكمة لله غالبة، وعدالة ماضية، لا يظلم معها الله أحداً.
{كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 33]
ولا تمضي هذه الحرية في الاختيار كما عبَّرت عنها الآية الكريمة السابق ذكرها من سورة الكهف. دون مسؤولية وحساب. تمضي لتبيّن لنا الجزاء الحق والحساب العادل: (( .. إنا أعتدنا للظالمين ناراً أَحاط بهم سرادقها .. )) فهذا جزاء الكافرين الذين يموتون على كفر علمه الله بهم. وأما من اختار الإيمان فجزاؤه جنات عدن: ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً * أولئك لهم جنات عدن .. )).
ولا تكون المسؤولية والحساب في الآخرة فحسب، ولكنها كذلك في الدنيا حيث تمضي سنن الله الثابتة العادلة على هؤلاء وهؤلاء على حكمة الله غالبة وعدالة ماضية: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21]
وربما يلتبس الأمر على بعض الناس حين يرون بعض آيات الله في ابتلاء المؤمنين، فتغيب عن بالهم سنة الله في الابتلاء ليمحص الله بها عباده، وليميز بها الخبيث من الطيب، ولتقوم الحجة على كل إنسان يوم القيامة.
5ـ من قواعد الحرية في الإسلام المساواة أمام التكاليف الربانية:

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 2154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست