responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 2090
يظهر من استعراض الأحداث على الحالة السياسية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة أن جوانب الاختلاف في العلاقة بين تركيا وإيران أكثر من جوانب التوافق في كل القضايا المتناثرة وتقلباتها وان ثمة تنافس خفي لا يؤسس إلى علاقة سوية بين المشروع الإيراني الذي يعمل بنجاح منذ عدة سنوات في نسيج المنطقة وبين الدور التركي الذي يسابق لوضع موطئ قدم له في المنطقة دون الدخول في صراعات مع الإيرانيين وكذلك الحفاظ على العلاقة الغربية وعدم استفزازها كي لا يخسر محاولة الانضمام إلى اتحاد الدول الأوروبية ولكسب ود المنظومة العربية وشعوبها إلى جانب التطلعات التركية.
وبالنظر إلى محطات العلاقة التركية الأوروبية وعلى الرغم من قدم العلاقة الأوروبية التركية التي تعود إلى مصطفى أتاتورك والى اتفاقيات الشراكة الموقعة في العقد السادس من القرن الماضي والموقع الجغرافي التركي للعاصمة التركية اسطنبول في القارة الأوروبية والتسهيلات التي تقدمها تركيا في إطار مكافحة الإرهاب والمشاركة الكاملة في حلف الناتو إلا أن الدول الأوروبية ترفض دخول تركيا إلى الاتحاد الاوروبي حتى هذه اللحظة وتتعامل مع ملف دخولها على أساس ديني عنصري مهين وترفض دولا هامة على الساحة الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا واليونان والنمسا والكنيسة البابوية دخول تركيا إلا بعد الانتهاء من الملف القبرصي المختلف عليه والتأكد من أن تركيا تتجاوب مع المفاهيم الغربية الديمقراطية. يضاف إلى ذلك التخوف الأوروبي من الشعب التركي المسلم وتعداده الذي قارب (80) ألف نسمة مما يرفع نسبة التواجد الإسلامي في أوروبا وخاصة بوجود حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية , كما أن انفضاح الدور الأوروبي الرافض للعلاقة مع تركيا من خلال وثائق ويكيليكس ورفض تركيا المشاركة في الحرب على العراق وتزايد سوء علاقتها مع الكيان الإسرائيلي وموقفها المحايد من المشروع النووي الإيراني السلمي إضافة إلى السجل الكبير من المعارك والحروب في ظل الخلافة العثمانية الإسلامية مع الغرب والدور البريطاني الفرنسي في ضرب مقومات الخلافة من الداخل والخارج.
هذه العوامل وغيرها من الاستعلاء الأوروبي والتعامل بفوقية مع الأتراك خاصة المهاجرين منهم إلى أوروبا ومع أنها تمثل ثاني اكبر الجيوش في الناتو إلا أنها تستخدم كأداة للحلف وليس شريكا؛ لا تؤسس إلى علاقة طبيعية قائمة على الاحترام المتبادل بل أن العلاقة تميل إلى التباعد بفعل الدعم الأمريكي للأكراد والتعاون الإسرائيلي الكردي في العراق إضافة إلى الصمت الأمريكي عن ممارسات العدو الإسرائيلي في لبنان وغزة والقرصنة الإسرائيلية في البحر المتوسط.
نلاحظ أن العلاقات التركية الإيرانية في وضعها الحالي لا يمكن أن تشكل مشروعا واحدا تجد تركيا نفسها فيه وخاصة أن المشروع الإيراني متفرد القومية والمذهب لا يقبل القسمة على اثنين وكذلك في

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 2090
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست